جامعة الخرطوم تطلب من غازي إلقاء محاضرة بعد منعه قبل أيام
الخرطوم 25 أبريل 2015 ـ قال رئيس حركة “الإصلاح الآن” غازي صلاح الدين، إنه تلقى مهاتفة من مسؤول في جامعة الخرطوم، تعهد خلالها بإتاحة الفرصة أمامه لإلقاء محاضرة، بعد أن اتهم غازي، الحرس الجامعي بمنع محاضرة له الأسبوع الماضي.
وقال رئيس حركة “الإصلاح الآن” أنه منع الأربعاءالماضي ، من القاء محاضرة بكلية الهندسة في جامعة الخرطوم، برغم حصول منظميها من الطلاب على تصديق بالموافقة على المحاضرة، التي قال أنها كانت ستنحصر على موضوع “المجتمع المدني” وإعتبر الخطوة مدعاة للسخرية من إدعاءات الحكومة بتوافر الحريات.
وأكد غازي في بيان تلقته “سودان تربيون”، السبت، أن عميد الطلاب بجامعة الخرطوم الرشيد حسن، هاتفه ليشرح وجهة نظر الإدارة في ما جرى، موضحا أن الإدارة لم تصدر تصديقا بقيام الندوة ولا يوجد مستند يؤيد ذلك التصديق، وبالتالي فإن ما فعله الحرس الجامعي هو في حدود اختصاصه.
وأضاف رئيس الحركة أن المسؤول، أبلغه أن الأمر ما كان يستدعي كل تلك الضجة، وأن الجامعة تشجع مثل تلك المحاضرات، والدعوة مفتوحة أمامه لتقديم ذات المحاضرة في قاعة الشارقة أو أي قاعة أخرى، برعاية من الجامعة نفسها.
واعتبر غازي رد عميد الطلاب “استجابة حضارية” من إدارة الجامعة تضع الجميع في بداية الطريق الصحيح لمقاربة معضلة مهمة أشار إليها سابقا تختص بالحريات العلمية، وقال إنه في انتظار دعوة جامعة الخرطوم لتنظيم الندوة.
وبرغم رفض التصديق لغازي بالقاء المحاضرة، الأربعاء الماضي، إلا إن الرجل وصل الى كلية الهندسة، وزار معارضها حيث حظي باستقبال لافت من الطلاب.
ورفضت الشرطة أكثر من مرة ولدواعٍ أمنية منح حركة “الإصلاح الآن” تصديقا لإقامة ندوة سياسية بحي بري في الخرطوم، ضمن حملتها لمقاطعة الانتخابات، بعد أن علقت الحركة مشاركتها في الحوار الوطني ضمن 16 حزبا معارضا، احتجاجا على ما اسمته تنصل الحكومة والحزب الحاكم من “خارطة الطريق” و”اتفاق أديس أبابا”.
وأوضح غازي أن اللجنة الطلابية المسؤولة عن تنظيم أسبوع كلية الهندسة أفادت أن التصديق يصدر بجدول شامل للأسبوع بكامله، وأن بعض الفقرات تصدق مجملة بدون تفصيل، ثم تفصل لاحقا، وهو ما حدث بشان ندوة “المجتمع المدني” الملغاة، ورجحت اللجنة ـ بحسب غازي ـ أن الحرس الجامعي ما تحرك لمنع المحاضرة إلا عندما أضيفت كلمة “التغيير” فأصبح عنوان المحاضرة “المجتمع المدني والتغيير”.
وأشار غازي إلى قبوله “ممتنا” دعوة جامعة الخرطوم ليتحدث عن “المجتمع المدني والتغيير” في قاعة الشارقة أو أي من قاعات الجامعة الأخرى، واقترح على الجامعة أن تسهم في تنشيط الحركة الفكرية في البلاد، عبر تقديم محاضرة متميزة كل شهر في موضوع عام.
وعاب على إدارة جامعة الخرطوم دفعها منظمو الندوة لكثرة الذهاب والإياب ومراوغة الحرس الجامعي والجدل حول مغزى العناوين، لندوة كان يمكن أن تكون مفيدة وثرة.
ونبه إلى أن التعليم العام الذي كان مرتبطا بمبدأ التلقين أصبح الآن يهتم بتنمية ملكات النقد والتحليل والابتكار، مبينا أن الصين أجرت أخيرا تغييرات جذرية في نظامها التعليمي الأساسي لمصلحة نظام جديد ينمي ملكات الإبداع والاختيار، لأنها وجدت نظام “الماندرين” التعليمي البالي لا ينتج مفكرين مبدعين، ويخرج فقط نسخا بشرية متطابقة لا تفهم مغزى التنوع ولا تتذوق نشوة التحدي الذي تبعثه فكرة جديدة.
ودعا غازي إلى إطلاق حركة فكرية وعلمية منفتحة تقودها الجامعات، وزاد “من يدري فقد ينطلق الإصلاح والتغيير الموجب من الجامعات وأساتذتها وطلابها، بينما السياسيون في سفح الجبل يتعثرون في جدلهم الذي لا ينقطع”.
وتشير “سودان تربيون” إلى أن حركة “الإصلاح الآن” بقيادة صلاح الدين، انشقت عن المؤتمر الوطني الحاكم في أكتوبر 2013 عقب مذكرة رفعتها قيادات بارزة احتجت على مقتل العشرات في احتجاجات سبتمبر ضد رفع الدعم الحكومي عن المحروقات.