السودان: زيارة الدبلوماسيين الغربيين المرفوضة لدارفور لم تكن بغرض التقصي
الخرطوم 23 أبريل 2015 ـ اتهم السودان وكالة رويترز بالتحامل لنشرها خبرا عن رفض الخرطوم منح تأشيرات لدبلوماسيين غربيين للقيام بمهمة لتقصي الحقائق في دارفور، وقال إنه رفض دخول الدبلوماسيين لتحفظه على شكل الفريق الذي طلب الزيارة، نافيا أن يكون الغرض منها التقصي.
ونقلت “رويترز” الأربعاء، عن مصادر دبلوماسية بالأمم المتحدة أن الخرطوم ترفض منذ يناير الماضي منح تأشيرات لفريق دبلوماسيين غربيين برئاسة نائب السفير البريطاني بيتر ويلسون، وديفيد برسمان من الولايات المتحدة والفرنسي ألكسي لاميك، للقيام بمهمة لتقصي الحقائق في دارفور.
وحسب وكالة السودان للأنباء “سونا” فإن القائم بالأعمال بالانابة ببعثة السودان الدائمة بنيويورك السفير حسن حامد حسن، أجرى اتصالا مع مدير مكتب وكالة رويترز بنيويورك لويس شاريوني ونقل له رسالة شديدة اللهجة بشأن البيان المتحامل والمتسرع الصادر عن “رويترز” في ساعة متأخرة من ليلة الأربعاء.
وأفاد حامد أن بيان رويترز زعم ضمن أمور أخرى أن السودان رفض منح تأشيرات دخول للسفراء نواب المناديب الدائمين لكل من بريطانيا، فرنسا، والولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في يناير الماضي، وأن ذلك الرفض تزامن مع مطالبة حكومة السودان بخروج بعثة “يوناميد” من دارفور، وأبعاد بعض موظفي الأمم المتحدة.
وقال إن بعثة السودان بالأمم المتحدة عممت بيانا أكدت فيه أن البعثة كانت تابعت عن كثب مع بعثة بريطانيا الدائمة لدى الأمم المتحدة ذلك المقترح في يناير الماضي، وأن مقترح الزيارة الذي نقله نائب مندوب بريطانيا آنذاك كان مجرد زيارة ميدانية.
وتابع “للدهشة ها هي وكالة رويترز تكشف الآن الغرض الخفي لتلك الزيارة، حيث كان هو بعثة تقصي حقائق وفقا لما جاء في بيانها”.
وعقدت مجموعة العمل المكونة من حكومة السودان ومسؤولين كبار من الاتحاد الافريقي والامم المتحدة في الفترة من 16 الى 19 أبريل الحالي سلسلة اجتماعات بالخرطوم لمواصلة عملها بشأن استراتيجية خروج بعثة “يوناميد”.
وكانت رويترز قد أفادت أن الدبلوماسيين أرادوا زيارة دارفور في يناير الماضي، حيث كانت “يوناميد” تتعرض لانتقادات في ذلك الوقت بسبب أدائها السيء وحجب المعلومات عن العنف ضد المدنيين وقوات حفظ السلام في دارفور.
وأوضح بيان السفير “أن بعثة السودان لدى الأمم المتحدة ومنذ الوهلة الأولى أثارت عدة تحفظات حول مقترح تلك الزيارة والغرض منها وصبغتها، لكونها لا هي زيارة لمجلس الأمن تضم كل أعضائه الخمسة عشر، ولا هي زيارة للدول الخمس الدائمة العضوية بالمجلس.. لذلك فإن مجمل المقترح كان غريبا ومحل تساؤل في ضوء عدم الوضوح والتناقضات التي اكتنفت صبغة الزيارة وغرضها”.
وعرقلت الخرطوم تحقيقا تجريه الأمم المتحدة في عمليات اغتصاب جماعي مشتبه بها في بلدة “تابت” بولاية شمال دارفور وطردت عددا من مسؤولي الأمم المتحدة الكبار من السودان، كما يطالب السودان في المفاوضات حول استراتيجية خروج بعثة “يوناميد” بسحب 15 ألف جندي بنهاية 2015، لكن واشنطن ترفض الطلب.
وأكد بيان البعثة أن أصدار تأشيرات الدخول هو حق سيادي مطلق لأي دولة وأن ذلك التصريح الصادر عن رويترز جاء أتساقاً مع البيان المتحامل المرفوض الذي أصدرته مجموعة الترويكا (بريطانيا، الولايات المتحدة والنرويج) والذي انتقدت فيه إجراء الانتخابات في السودان.
وأبان أن الانتخابات كانت عادلة وحرة وشفافة، وتمت مراقبتها من المنظمات الإقليمية المعتبرة وتحديداً الاتحاد الأفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية إضافة إلى العديد من بعثات المراقبة من مختلف الدول.