الأمن السوداني يفتش منزل أسرة “كدودة” ويعتقل الناشط جلال مصطفى
الخرطوم 20 أبريل 2015- قالت أسرة الناشطة ساندرا كدودة، إن قوة من جهاز الأمن السوداني نفذت، الاثنين، حملة تفتيش على المنزل، والقت القبض على الناشط جلال مصطفى عضو لجنة التضامن مع اسر الشهداء والمعتقلين.
وأبلغ مصدر مأذون في الأسرة “سودان تربيون” أن حوالى عشرة من أفراد جهاز الأمن ، نفذوا حملة تفتيش دقيقة على منزل القيادي القيادي الراحل فاروق كدودة بضاحية الرياض شرق العاصمة السودانية، بحثا عن د.جلال ، الذي كان شاهدا على إختفاء الناشطة ساندرا.
وأشار المصدر الى أن والدة ساندرا اسماء السني كانت توجهت الاثنين، بمعية الناشط جلال مصطفى الى مبنى جهاز الأمن لاستلام الرد في الشكوى المقدمة بخصوص اختطاف ساندرا وفوجئوا لدى عودتهم بقوة من الجهاز تطوق المنزل وتقتحمه وتعبث بمحتوياته، ومن ثم إقتادت جلال مصطفي.
وإنتهت مساء الأربعاء الماضي، محنة الناشطة الحقوقية، ساندرا كدودة، بعد اختفائها عن الانظار منذ 12 أبريل الحالي، واتهمت أسرة ساندرا وهي كريمة القيادي الشيوعي الراحل، فاروق كدودة، جهاز الأمن، بالضلوع في إختطافها رغم انكار مسؤوليه صلتهم بالحادثة.
وكانت ساندرا أجرت آخر إتصال من هاتفها قبل اعتقالها بدقائق بعضو لجنة التضامن مع المعتقلين،وسمع أصواتا تأمرها باغلاق الهاتف وإنهاء الاتصال ، ثم أختفت بعدها لثلاث أيام قبل أن تعود الى منزل ذويها في حالة إعياء واضح بعد تعرضها للضرب.
ولازال إختفاء الناشطة وعودتها لغزا غامضا، حيث لم يتم التعرف على هوية خاطفيها، برغم تدوين أسرتها بلاغا لدى الشرطة حول حادثة الإختطاف، بينما يصر ذوييها على اتهام عناصر في الأمن السوداني بالوقوف وراء الحادثة.
ولاتسمح السلطات السودانية للصحف المحلية بتناول الحادثة أوتقديم اي استفسارات حولها، حيث صادر جهاز الأمن فجر السبت، صحيفة “اليوم التالي” من المطبعة ، وقال رئيس تحرير الصحيفة وناشرها مزمل أبوقاسم، في أحدى “قروبات الواتساب” أنه يرجح أن يكون السبب مقال خطه يوم الجمعة، حول اختفاء ساندرا.
وبعد 48 ساعة صودرت النسخ المطبوعة من صحيفة”السوداني” فجر الإثنين، وذلك أيضا كعقاب لتناول رئيس تحريرها تعليقا يثني فيه على مقال رئيس تحرير”اليوم التالي” بشأن ساندرا، ويمضي في ذات المنوال المطالب بفك لغز إختفائها.
وقال رئيس تحرير “السوداني” ضياء الدين بلال ،في زاويته “العين الثالثة” الراتبة في الصفحة الأخيرة، يوم السبت: “كان الأمر سيكون مفهوماً إذا تم احتجاز ساندرا من قبل سلطات أمنية تحت أي دواعٍ ولكن أن يقيد حادث الاختطاف ضد مجهول، فذلك هو الأمر الخطير الذي لم تتفاعل معه السلطات بما هو واجب عليها”.
وتابع “لو وضع أي شخص مسؤول في الدولة إحدى بناته في محل ساندرا لكان التعامل سيكون بشكل مختلف، فهذه الدنيا لا تدوم على حال، قد يأتي يوم تضع فيه الظروف بناتنا جميعهن في مثل هذا الموقف”.