Thursday , 21 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

مستقلون يقلبون الطاولة على الحزب الحاكم في الانتخابات السودانية

الخرطوم 19 أبريل 2015 ـ شكل فوز مرشحين مستقلين علامة فارقة في الانتخابات السودانية التي ظفر فيها منسوبي المؤتمر الوطني الحاكم بأغلب الدوائر، ومن أبرز الدوائر التي اقتلعها المستقلون، الدائرة القومية “1” أبوحمد والدائرة القومية “27” دنقلا، اللتين كانتا تشكلان مركز ثقل تاريخي للإسلاميين.

أنصار المرشح المستقل مبارك عباس يحتفون بفوزه في أبوحمد ـ السبت 18 أبريل 2015
أنصار المرشح المستقل مبارك عباس يحتفون بفوزه في أبوحمد ـ السبت 18 أبريل 2015
واحتفل، يوم السبت، أنصار مبارك عباس المرشح المستقل في الدائرة “1” أبوحمد بولاية نهر النيل، بتفوقه الكاسح على مرشح المؤتمر الوطني محمد البرجوب، ونحرت الذبائح وسط حشود كبيرة، تشي بتضعضع شعبية الحزب الحاكم هناك.

ويقول الصحفي محمد عبد الباسط لـ”سودان تربيون” والذي كان شاهد على فصول التنافس الحامي بين عباس والبرجوب، إن فوز الأول يجعله أمام اختبار حقيقي لخدمة أهالي الدائرة في البرلمان القومي، خاصة وأن الناخبين في معقل البرجوب آثروا عباس بأصواتهم.

وشهدت الدائرة “1” أبوحمد تنافس حامي منذ بداية العملية الانتخابية على غير العادة في بقية دوائر المؤتمر الوطني.

وتشير “سودان تربيون” إلى أن هذه الدائرة مقسومة بين قبيلتي الرباطاب وهي قبيلة مبارك عباس، والمناصير قبيلة البرجوب.

ويقول عبد الباسط إن المناصير فضلوا مساندة عباس لجهة أن البرجوب ممثل الدائرة السابق في البرلمان لم يولي قضايا الخدمات المتعلقة بإعادة توطين متأثري سد مروي الاهتمام اللازم.

وكشف والي نهر النيل الفريق الهادي عبد الله، رئيس المؤتمر الوطني بالولاية، للمركز السوداني للخدمات الصحفية، عن تكوين لجنة حزبية برئاسة نائب رئيس الحزب لإدارة حوار مع المستقلين الفائزين بدائرة أبوحمد للتوصل معهم لبرنامج وفاق وطني يمكنهم من قيادة المرحلة القادمة الى جانب الحزب والدولة، قائلاً: “قطعا لن يعمل المستقلين بمفردهم”.

وانضم مرشحون مستقلون، الأحد، إلى دائرة الفائزين في سباق الانتخابات العامة، وفقاً لعمليات الفرز المبدئية التي تجري في عدد من الولايات.

وجاء فوز أحد المرشحين المستقلين بالدائرة القومية بمحلية الفشقة بولاية القضارف مفاجئاً، بعدما شهدت الدائرة تنافساً محموماً بينه ومرشح المؤتمر الوطني.

واعتبر مراسل “الشروق” في الولاية، فوز المستقل مبارك النور يعد تحولاً في مفهوم حظوظ المستقلين التي تعتبر ليست كبيرة، وقال “هذا مؤشر له ما بعده”.

وفي أبوكرشولا بولاية جنوب كردفان، نقل المركز السوداني للخدمات الصحفية أن مستقلا فاز بالدائرة القومية هناك.

“برطم” يكتسح في دنقلا

أنصار برطم يحتفلون بفوزه على مرشح المؤتمر الوطني في دنقلا ـ السبت 18 أبريل 2015
أنصار برطم يحتفلون بفوزه على مرشح المؤتمر الوطني في دنقلا ـ السبت 18 أبريل 2015
وفي دنقلا بالولاية الشمالية تمكن أيضا المرشح المستقل أبوالقاسم برطم من انتزاع الدائرة القومية “27” من مرشح المؤتمر الوطني بلال عثمان، بعد حملات لافتة نظمت في المنطقة بين المرشحين.

وشهدت مدينة دنقلا، السبت، احتفالات حاشدة لأنصار برطم، الذي عمد إلى مخاطبة بمكبر صوت، حيث وعد المرشح المستقل أنصاره بأن يعمل لصالح جميع أهالي الدائرة.

ويعتبر الصحفي رحاب طه رئيس تحرير صحيفة “الوفاق” أن فوز برطم في هذه الدائرة دليلا على نزاهة وحيدة الانتخابات، فضلا عن أن فوزه أيضا يؤكد مدى التنافس الحقيقي الذي شهدته العملية برمتها.

ويقول طه، إن الدائرة “1” دنقلا، اشتهرت تاريخيا بأنها من حظ الاسلاميين، حيث فاز فيها القيادي الراحل في الجبهة الإسلامية ـ حينها ـ أحمد علي الإمام، في انتخابات العام 1986.

وفي ولاية جنوب دارفور، فقد حزب المؤتمر الوطني ثلاث دوائر برلمانية كانت من نصيب المستقلين، وأعلن رئيس اللجنة العليا العميد “م” سليمان عبد الرحيم، أن عدد الذين أدلوا بأصواتهم في الحصر الأولي بالولاية 336 ألف ناخب من جملة مليون ناخب.

ولم تصل نتائج ثمانية من المراكز والدوائر بسبب رداءة الاتصالات خاصة المناطق الجنوبية للولاية.

وبحسب الرصد الأولي، فإن محلية كتيلا، أضافت فائزين من غير مرشحي المؤتمر الوطني، بعد فوز أبكر التوم آدم عن حزب الاتحادي الديمقراطي في الدائرة الولائية رقم “6”، التي انسحب منها المؤتمر الوطني، بينما فاز مرشح الدائرة القومية رقم “10” محلية برام الهادي حامد بيتو، عن حزب الأمة القيادة الجماعية، وهي الدائرة التي تنازل عنها المؤتمر الوطني.

أما في مدينة نيالا، فقد انتزع مرشح حزب الأمة الفدرالي عمر سليمان آدم، الفوز من منافسيه: مرشح تحرير السودان القومي علي حسين دوسة، ومرشح التحرير والعدالة القومي أحمد بريمة، بعد منافسة شرسة جرت فصولها في محليتي شمال نيالا وبلدية نيالا.

يشار إلى أن الدائرة القومية المتنافس عليها أفرغها حزب المؤتمر الوطني.

وعلى هذا المنوال، فاز أسامة عطا المنان مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل أمين مال اتحاد كرة القدم السوداني، في دائرة وسط نيالا التي تخلى عنها المؤتمر الوطني.

وفي محلية كاس، فاز المرشح المستقل حامد شريف، الذي انتزع الدائرة القومية من مرشح التحرير والعدالة أحمد فضل الوزير بمجلس الوزراء، في حين فاز في دائرة نيالا شرق الولائية إسماعيل عبد الله “أمير الحركة الإسلامية” هناك.

وانتزع المرشح المستقل محمد الطاهر عسيل، الدائرة القومية رقم “7” محلية عد الفرسان، بعد منافسة شرسة مع مرشحي حزب الأمة المتحد، وشباب الحزب الاتحادي الديمقراطي.

وتوالى فوز المستقلين في محلية تلس، حين فاز المرشح المستقل حرازم أحمد المحبوب في الدائرة القومية التي نافسه فيها مرشح الاتحادي الديمقراطي.

أما الولائية، فقد ذهبت إلى فتحي محمد عيسى بويا، عن التحرير والعدالة القومي، ورافقه في دائرة سرقيلا الولائية موسى محمد آدم بحشين، كفائز عن حزب الاتحادي الديمقراطي الأصل.

وشهدت محلية رهيد البردي أول فوز بالتزكية ناله علي محمود محمد وزير المالية السابق عن دائرتها القومية، وكان ذلك قبيل خوض العملية الانتخابية، وفاز بدائرتها الولائية أحمد برشم محمد عن حزب الأمة القيادة الجماعية.

وفي سنجة، احتفل علي يوسف دفع الله، بفوزه على مرشح الاتحادي الديمقراطي المسجل، كمرشح مستقل بالدائرة “21” سنجة الوسطى، كما احتفل المرشح المستقل صلاح أحمد النور بدائرة سنجة القومية المجلس الوطني بفوزه على مرشح حزب الأمة الإصلاح والتنمية.

وأيضاً حصل المرشح المستقل الطيب أحمد على الفوز في مركز حنتوب التكيلات بالجزيرة عن الدوائر الولائية.

تقدم البشير

وأظهرت نتائج أولية غير رسمية، في مراكز انتخابية بأنحاء متفرقة من السودان، اكتساح الرئيس عمر البشير لمنافسيه على مقعد الرئاسة بنسب تقارب أو تزيد عن 90% في بعض المراكز.

وبحسب 10 مراكز أطلع على نتيجتها (غير رسمية لم تعلن بعد) مراسلو الأناضول في الخرطوم، أظهر البشير تقدما على بقية منافسيه، كما سجل مرشحو حزبه (المؤتمر الوطني الحاكم) على مقاعد البرلمان، تقدما على منافسيهم.

وتناوبت كل من فاطمة عبد المحمود رئيس حزب الاتحاد الاشتراكي، وفضل السيد شعيب رئيس حزب الحقيقة الفيدرالي، على المرتبة الثانية في غالبية هذه المراكز ضمن 15 مرشحا آخرين ينافسون البشير.

وفي ولاية جنوب دارفور أفاد مراسل الأناضول أن نسبة التصويت للبشير تخطت 90 % في 5 مراكز أطلع عليها لكن مرشحين مستقلين شكلوا منافسة لمرشحي حزبه لمقاعد البرلمان.

ففي 3 دوائر جغرافية بالولاية هي كاس، وعد الفرسان، وتلس، تقاربت الأصوات بين مرشحين مستقلين ومرشحي الحزب الحاكم لمقاعد البرلمان لكن البشير لم يواجه منافسة تذكر.

ورغم تدني التصويت في ولاية الجزيرة، وسط السودان، إلا أن الرئيس البشير أحرز تقدما كبيرا يزيد أو يقارب 90% من جملة 10 مراكز أطلع على نتيجتها مراسل الأناضول في مدينة مدني عاصمة الولاية.

إلى ذلك أعربت بعثة جامعة الدول العربية لمراقبة الانتخابات الرئاسية والتشريعية بالسودان عن أملها في انتخاب رئيس جمهورية وفقا لإرادة الشعب وتشكيل برلمان قوي قادر على تحقيق تطلعات الشعب وترسيخ الأمن والاستقرار في ربوع البلاد.

وقال رئيس البعثة السفير علاء الزهيري في بيان قدمه، الأحد، بالمركز الصحفي لمراقبة الانتخابات بقاعة الصداقة، إن الانتخابات السودانية تشكل خطوة مهمة وايجابية في اطار تعزيز المسار الديمقراطي بالسودان.

وأكد الزهيري حرص الجامعة على دعم السودان لتحقيق آمالة وطموحاته في شيوع السلام بالبلاد ودفع عملية التنمية الاقتصادية الى الأمام.

وأشار البيان الى أهمية تواصل الحوار الوطني الشامل في مرحلة لاحقة بعد الانتخابات في اطار يضم كافة القوى والأحزاب السياسية دون إقصاء لأحد وتناول كافة القضايا السودانية بلا استثناء.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *