السودان يتوقع فوائد إقتصادية تنعش الجنيه بعد دخوله حلف الخليج
الخرطوم 3 أبريل 2015 ـ أعلن وزير المالية السوداني عن ترتيبات جارية، قال إنها ستطيح بالدولار في السوق الموازي قريبا، من دون أن يكشف عن طبيعة هذه الترتيبات، لكنه أكد ان مشاركة السودان في الحلف الخليجي ستحقق فوائد اقتصادية مقدرة.
وشارك السودان في العملية العسكرية التي أطلقت عليها السعودية اسم “عاصفة الحزم” ضد الحوثيين في اليمن، وجأت العملية متزامنة مع زيارة للرئيس عمر البشير للرياض، الأسبوع الماضي، ضمن تحالف ضم دول خليجية وعربية.
وأبلغ وزير المالية بدر الدين محمود، الصحفيين، الخميس، أن الفترة المقبلة ستشهد تحسنا واضحاً في علاقات التعاون الإقتصادي بين السودان ومحيطه العربي، ما سيكون له مردود ايجابي على الاقتصاد الكلي وليس سعر الصرف فقط.
وتراجعت العملة المحلية “الجنيه” بشكل مريع أمام العملات الأجنبية، عقب انفصال جنوب السودان واستئثاره بنحو 75% من إنتاج النفط، وقارب سعر الدولار في السوق الموازي العشرة جنيهات.
وأكد وزير المالية، تحسن سعر الصرف قبل انفراج علاقات السودان مع المحيط العربي أخيرا، لافتاً الى أن وزارته أجرت العديد من السياسات والترتيبات على مستوى المالية والموازنة والمستوى النقدي ما أدى الى خفض التضخم وتقوية الجنيه.
وتوقع انحفاض الدولار بصورة أكبر في الفترة القادمة ما يجسر الفارق بين سعري الصرف الرسمي والموازي.
وتحدثت تقارير صحفية عن ايداع المملكة العربية السعودية لوديعة في بنك السودان المركزي، ما جعل الدولار يتهاوى أمام الجنيه، لكن الدولار بالسوق الموازي ما زال صامدا حتى الآن، في ظل صمت حكومي حيال صحة الوديعة السعودية.
وتوقع وزير المالية “الإطاحة” بسعر الصرف في السوق الموازي قريباً، وقال لصحيفة “السوداني”، الصادرة، يوم الجمعة، إن مشاركة البلاد في الحلف الخليجي ستحقق فوائد اقتصادية مقدرة للبلاد.
وألمح الى أن هناك ترتيبات جارية، رفض الإفصاح عنها، مستدلاً بالحديث النبوي الشريف: “واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان”، متوقعا ظهور نتائج هذه الترتيبات خلال الفترة المقبلة.
وكان البشير، قد قال في خطاب له أمام المعلمين وأساتذة الجامعات، يوم الخميس، إنه واثق من أن أوضاع السودان ستصبح أكثر استقراراً في النواحي الأمنية والسياسية، وأكثر رخاء فيما يلي الاقتصاد.
في سياق متصل توقع الخبير الإقتصادي عبد النعم نور الدين الأمين العام السابق لاتحاد الصرافات، أن تشهد أسعار العملات الأجنبية مزيدا من الانخفاض.
وقال نور الدين لوكالة السودان للأنباء، إن عددا من مخزني النقد الأجنبي بدأوا بطرح مخزونهم خوفا من استمرار انخفاض الأسعار وقبل أن تُفتح قنوات تحويل النقد الأجنبي من وإلى السودان لضخ مزيد من العملات للسوق.
وتابع “إن مجرد توالي أنباء عن حصول السودان على وديعة استثمارية لدعم احتياطي العملات الأجنبية كان لها الأثر الكبير على السوق وتزايد المعروض مقابل قلة الطلب”.
وأوضح الخبير أن شح المداخل في القنوات المصرفية العالمية وصعوبة التحويل للدول الأخرى كان سببا في إحجام المستثمرين، وتوقع تزايد التدفقات الاستثمارية بعد أن زلل قانون الاستثمار كثيرا من العقبات أمام المستثمرين وساوى بين المستثمر المحلى والأجنبي.
وراهن على جذب مدخرات العاملين بالخارج وحفز أسرهم على صرف المدخرات بدلا عن التخزين، خاصة وأن منشور بنك السودان في أغسطس الماضي أكد صرف المبالغ الواردة من الخارج عبر التحاويل المباشرة أو التغذية النقدية بإضافتها لحساب المستفيد طرف المصرف الذي يتعامل معه، أو تحويلها لحسابه لدى أي مصرف آخر، أو تحويلها للخارج أو صرفها نقداً بالعملات الأجنبية.