مشاورات سودانية بريطانية لإصلاح العلاقات ودبلوماسي يؤكد عدم ايفاء الخرطوم شروط إعفاء الديون
الخرطوم 25 مارس 2015- أقر دبلوماسي بريطاني رفيع المستوى بوجود خلافات بين بلاده والسودان، كاشفا عن إبتدار حوار ثنائي بطلب من الخرطوم لمعالجة القضايا العالقة ودفع العلاقات الثنائية الى الأمام، وقطع بان السودان لم يستوف الشروط الفنية الموجبة لإعفاء ديونه الخارجية،معلنا استياءهم لعدم تحقيق دعوة الحوار الوطني التي اطلقها الرئيس عمر البشير نتائجها المرجوة، وأكد أن بلاده تشعر بالقلق حيال انضمام مواطنين بريطانيين لتنظيم الدولة الاسلامية “داعش”.
وقال السفير البريطاني في الخرطوم بيتر بيير في مقابلة مع “سودان تربيون” الأربعاء، أن العلاقات بين الخرطوم ولندن تعتبر تاريخية ومهمة ، نافيا ما يثار عن عدم رغبة بلاده في تطويرها سيما وأن المملكة المتحدة تلعب دورا مقدرا لتحقيق السلام الشامل في السودان كما انها تقدم معونات لمساعدة المحتاجين تصل الى 48 مليون جنيه استرليني، علاوة على عدد من البرامج الرامية لتطوير القدرات السودانية في مجال الإعلام والاعمال.
واضاف بيير” صحيح أن هناك خلافات بيننا ،ولدينا بعض القلق تجاه السودان ، لكن يجب معالجة كل ذلك عن طريق العلاقات الثنائية”.
وكشف عن وصول نائب مدير ادارة شرق وغرب أفريقيا بوزارة الخارجية البريطانية مات بو، لإجراء مباحثات مع المسؤولين في وزارة الخارجية السودانية بناء على طلب الاخيرة حول الحوار الثنائي.
وأضاف ” سنرى الى اين تذهب هذه المبادرة، ونرى امكانية اجراء حوار بين البلدين ،بما يتيح لنا فرصة للحديث عن العلاقت الثنائية والاقليمية والقضايا المشتركة:”
وافاد بان المسؤول البريطاني إجتمع الاربعاء الى كل من مسؤول العلاقات الثنائية بوزارة الخارجية السودانية دفع الله الحاج علي ، ومدير الادارة الاوربية يوسف الكردفاني.
ولفت الى أن التقرير الخاص بأوضاع حقوق الإنسان والذي أصدرته وزارة الخارجية البريطانية مؤخرا ، لم يكن حصريا على السودان لكنه امر اساسي في السياسات الخارجية، مشيرا الى أن التقرير حوى بابا عن الدول المثيرة للقلق “وأن السودان واحدا منها”.
و أضاف “نعتقد انه يجب لكل شخص ان يحترم، وتحترم حقوقه ، ومن الصعب جدا الوصول الى مرحلة من السلام والاستقرار والرخاء قبل تامين حقوق الانسان.”
ونوه السفير البريطاني الى أن احترام حقوق الانسان احد النصوص المدرجة في الدستور السوداني، كما ان السودان وقع على العديد من الاتفاقات والمعاهدات الدولية ، الخاصة بحقوق الانسان .
وافاد بيتر بيير بأن بلاده نشجع السودان على احترام التزاماته تجاه حقوق الانسان، وذلك باسداء النصح للحكومة باهمية احترام تلك الحقوق، علاوة على العمل مع الجمعيات والمنظمات التي تعكف على رصد الخروقات ومساعدة ضحايا الانتهاكات,
وأسترسل قائلا” ايضا نرى ان عمل الخبير المستقل لحقوق الانسان مهم جدا ، ليس فقط لانتقاد السودان أنما تقديم النصح والمشورة للتعامل مع هذه القضايا.”
وردا على ما اذا كانت هناك نتائج ملموسة لتلك التحركات الرامية لمعالجة أوضاع حقوق الانسان في السودان قال بيير ” اعتقد ان هذه الجهود مفيدة لانها ساعدت على تصعيد قضية حقوق الانسان، وفي حالات عديدة ساعدت الافراد المتضررين من الانتهاكات.. وعلى العموم وكما قال التقرير فان الوضع مقلق ويتجه صوب الأسوأ”.
ورفض السفير البريطاني تحميل الحكومة السودانية مسؤولية تردي اوضاع حقوق الانسان للعقوبات المفروضة عليها وقال ” اعتقد ان العقوبات موضوع مختلف، لكن بغض النظر عن العقوبات الاقتصادية فهناك العديد من قضايا حقوق الانسان التي يمكن ان تواجه في السودان، وبريطانيا لاتفرض عقوبات اقتصادية على السودان”.
الحوار الوطني
وبشأن الحوار الوطني السوداني قال سفير بريطانيا أن بلاده دعمت مبادرة الرئيس السوداني للحوار الوطني، وقال ” كنا واضحين منذ البداية بأن الحوار الوطني يجب ان يكون شاملا ومفصلا على ان ينجح .. ونحن مستاءون مثل البقية لانه لم يحدث اي تقدم الى الان في الحوار…ونتمنى ان تكون الخطوة المقبلة ناجحة.”
وردا على المطلوب من الحكومة والمعارضة لانجاح الملتقى التحضيري للحوار في أديس قال بيتر ” ينبغي ان تعبر كل الجهات بتصرفاتها وليس أقوالها عن التزامها يالحوار الوطني ..و من الضرورى ان تكون هناك بيئة ملائمة تساعد كل الناس ليعبروا عن أرائهم وان يناقشوا بحرية، وان يكون هناك التزام جدي من كل الاطراف لانهاء النزاع “.
السودان لم يستوفى شروط إعفاء الديون
وحول موقف بريطانيا من إعفاء ديون السودان الخارجية ، قال السفير أن بلاده لعبت دورا رياديا في تصميم وتطبيق أنظمة طبقتها عدة دول وذلك عبر “الهايبك” الذي قال أنه برنامج متاح للسودان الذي يتعين عليه تطوير سياساته الاقتصادية، وان يركز توجيهالاموال والموارد للجهات التي تساعد الفئات المستضعفة والفقراء من المواطنين مردفا “وهذا سيؤدي في النهاية الى الغاء الديون والعديد من الدول فعلت هذا وهو متاح للسودان ايضا.”
وأشار الدبلوماسي البريطاني الى ان السودان لم يقم بكل مايجب تقنيا لالغاء الديون، قبل ان يقر بان الوضع السياسي يمت بصلة لتأخير الخطوة ، موضحا ” مثلا النزاعات من اكتر مسببات الفقر، و معالجة اسباب النزاع الاصلية سيعالج اسباب الفقر وهو سيساعد بدوره في الغاء ديون السودان.”
“داعش” تثير القلق
وفي ما يخص لحاق تسعة من الطلاب البريطانيين ذوى الاصول السودانية بتنظيم الدولة الاسلامية “داعش” في سوريا، قال السفير” نحن قلقين بخصوص انضمام مواطنين بريطانيين لداعش وهي مشكلة نشترك فيها مع دول عديدة بينها السودان ، وهو تحدي لنا جميعا ”
وردا على الدوافع التي تؤدي بالشباب للحاق بالتنظيم المتطرف قال “نحن نتحدث عن اعداد بسيطة جدا ، ويبدو ان داعش تنجح في جذبهم ، وهذا تحدي بالنسبة لنا جميعا عبر التعليم والتاثير وحول اقناع ومنع الناس من الانضمام لداعش.”