Thursday , 21 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

لجنة مصرية أثيوبية لبحث تفاصيل إعلان المبادئ حول سد النهضة

أديس أبابا 24 مارس 2015 ـ اتفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الأثيوبي هايلي ماريام ديسالين بعد مشاورات مطولة ومغلقة بأديس أبابا على تشكيل لجنة ثنائية لبحث تفاصيل اتفاق المبادئ حول سد النهضة الموقع بين السودان ومصر وأثيوبيا.

البشير يتوسط ديسالين والسيسي خلال توقيع اتفاق سد النهضة بالخرطوم ـ الإثنين 23 مارس 2015
البشير يتوسط ديسالين والسيسي خلال توقيع اتفاق سد النهضة بالخرطوم ـ الإثنين 23 مارس 2015
وبدأ الرئيس المصري، الإثنين، زيارة تاريخية لأديس أبابا تمتد لثلاثة أيام، جأت عقب توقيعه مع نظيره السوداني عمر البشير، ورئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديسالين، وثيقة إعلان مبادئ سد النهضة في الخرطوم يوم الإثنين.

واستغرقت المباحثات بين السيسي وديسالين وقتا طويلا، وعقدت بعدها جلسة مباحثات رسمية بمشاركة وفدي البلدين، برئاسة الرجلين.

كما بحث الرئيسان الإثيوبي مولاتو تشومي، والمصري، الثلاثاء، ما جاء في وثيقة إعلان المبادئ التي تم التوقيع عليها بالخرطوم بشأن سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا، بحسب وكالة الأنباء المصرية الرسمية.

وقال السيسي، إن مصر وإثيوبيا أقرتا تطوير اللجنة الوزارية العليا المشتركة في مجالات التعاون على أعلى مستوى، تلتقي بشكل دوري بين البلدين، إلى جانب لجنة أخرى لبحث تفاصيل وثيقة إعلان المبادئ التي تم التوقيع عليها بالخرطوم، يوم الإثنين، بشأن سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا.

وأضاف السيسي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين، بأديس أبابا، الثلاثاء، في ثاني أيام زيارة السيسي لإثيوبيا أن “اللجنة الثانية ستبدأ عملها فورا، لبحث تفاصيل ما جاء في وثيقة إعلان مبادئ سد النهضة”.

ومضى قائلا إنه “لن نضيع الوقت من أجل التحرك، وسنبحث الأمور من خلال التفاوض والنقاش بين المسؤولين، وسيتم ذلك تحت إشرافي وإشراف رئيس الوزراء الإثيوبي، إلى أن نصل إلى اتفاق متكامل بشان موضوع المياه بين مصر وإثيوبيا”.

وحول أهم القضايا التي ناقشها مع نظيره الإثيوبي، قال السيسي “تبادلنا أيضا وجهات النظر حول عدد من القضايا الاقليمية والدولية لاسيما فيما يتعلق بمسائل السلم والأمن في قارتنا الافريقية.. وتلاقت وجهات نظرنا حول الخطر الداهم الذي يهدد قارتنا والعالم وهو خطر الإرهاب، والذي يمثل تحديا جماعيا يستلزم تضافر جهودنا من أجل مواجهته والقضاء عليه حتى نحمي حاضر ومستقبل شعوبنا”.

ووصف الرئيس المصري إعلان مبادئ سد النهضة، بأنه “يمثل خطوة ايجابية على الطريق الصحيح نحو تعزيز التعاون بين الدول الثلاث فيما يتعلق بنهر النيل ولمعالجة شواغل كل طرف، وهي خطوة على طريق التعاون المشترك والمصالح المتبادلة وتفعيل مبدأ تحقيق المكاسب للجميع، ونأمل أن تتلوها خطوات أخرى على صعيد تحقيق هذه الأهداف”.

زيارة تاريخية
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإثيوبي، هايلي ماريام ديسالين، إن “البلدين سوف يعملان بقوة معا، بعد رفع عمل اللجنة إلى مستوى القيادات”.

وأشاد بزيارة الرئيس المصري قائلاً إنها “تأتي بعد 30 عاماً من الزيارة على مستوى الرؤساء وهو ما يعتبر شهادة على عمق العلاقات والتعاون الذي سيتسع فيما بعد”.

وفي عام 1985 كانت أخر زيارة لرئيس مصري، وهو الرئيس الأسبق حسني مبارك، لأديس أبابا بغرض بحث العلاقات الثنائية بين الدولتين.

وأضاف ديسالين أن “المباحثات تناولت تعزيز التعاون المشترك وتفعيل عمل اللجنة الوزارية العليا بين البلدين، ورفعها إلى مستوى القيادة السياسية، لتجتمع سنويا في القاهرة وأديس أبابا بالتبادل”.

وفي نوفمبر الماضي، عقد في أديس أبابا ثالث اجتماع وزاري مشترك بين مصر وإثيوبيا منذ عام 1976 (الأول عقد عام 1976 والثاني عام 2003)، انتهى بتوقيع 3 اتفاقيات تعاون، ومذكرتي تفاهم في عدد من المجالات.

وأشاد ديسالين بالاتفاق الذي تم التوقيع عليه أمس في الخرطوم بشأن سد النهضة، قائلاً إنه “يمثل نقلة نوعية”.

وتنص وثيقة الاتفاق على 10 مبادئ ألزمت الدول الثلاث أنفسها بها، وهي مبدأ التعاون، والتنمية والتكامل الإقليمي والاستدامة، ومبدأ عدم التسبب في ضرر ذي شأن، والاستخدام المنصف والمناسب، ومبدأ التعاون في الملء الأول وإدارة السد، وبناء الثقة، وأمان السد، ومبدأ السيادة ووحدة إقليم الدولة، والتسوية السلمية للمنازعات.

وتتخوف مصر من تأثير سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل، على حصتها السنوية من مياه النيل التي تبلغ 55.5 مليار متر مكعب، بينما يؤكد الجانب الإثيوبي أن سد النهضة سيمثل نفعا لها خاصة في مجال توليد الطاقة، كما أنه لن يمثل ضررا على السودان ومصر (دولتي المصب).

وفي 22 سبتمبر الماضي، أوصت لجنة خبراء وطنيين من مصر والسودان وإثيوبيا، بإجراء دراستين إضافيتين حول سد النهضة، الأولى: حول مدى تأثر الحصة المائية المتدفقة لمصر والسودان بإنشاء السد، والثانية: تتناول التأثيرات البيئة والاقتصادية والاجتماعية المتوقعة على مصر والسودان جراء إنشاء هذا السد.

وتتكون لجنة الخبراء الوطنيين من 6 أعضاء محليين (اثنين من كل من مصر والسودان وإثيوبيا)، و4 خبراء دوليين في مجالات هندسة السدود وتخطيط الموارد المائية، والأعمال الهيدرولوجية، والبيئة، والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية للسدود.

كما بحث الرئيسان الإثيوبي مولاتو تشومي والمصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، ما جاء في وثيقة إعلان المبادئ التي تم التوقيع عليها أمس بشأن سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا، بحسب وكالة الأنباء المصرية الرسمية.

وبحسب مراسل الأناضول في أديس أبابا، فإن “الرئيس الإثيوبي ملاتو تشومى؛ استقبل نظيره المصري عبدالفتاح السيسي؛ بالقصر الرئاسي؛ وأقيمت للرئيس المصري مراسم استقبال حافل وعزف السلام الوطني لإثيوبيا ومصر قبل أن تجرى المباحثات الثنائية المغلقة، والتي أعقبتها مباحثات أخرى مع رئيس وزراء إثيوبيا هايلي ماريام ديسالين”.

وينتظر أن يعقد السيسي مؤتمرا صحفيا مشتركا مع رئيس الوزراء هايلي مارسام ديسالين في وقت لاحق الثلاثاء، كما سيجتمع برجال الأعمال المصريين العاملين في إثيوبيا بأحد الفنادق بالعاصمة، وعقب اللقاء سيتوجه السيسي إلى الكنيسة الأرثوذكسية للقاء البطريرك الأنبا متياس بطريرك إثيوبيا.

ويلتقي الرئيس المصري بعثة الدبلوماسية الشعبية الإثيوبية التي زارت مصر أخيرا، وبعدها سيتوجه السيسي إلى مقر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية للقاء أعضاء المجلس، على ان يختتم زيارته، الأربعاء، بإلقاء كلمة في البرلمان الإثيوبي.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *