وقف عدائيات بين الزيادية والبرتي وتكليف لجنة تحقيق ومدعي دارفور بتحديد الجناة
الفاشر 24 مارس 2015 ـ وقعت قبيلتا الزيادية والبرتي بمقر إقامة والي ولاية شمال دارفور عثمان كبر في الفاشر، ليل الإثنين، على وثيقة من 4 مبادئ لوقف العدائيات، وأعلن الوالي تشكيل لجنة تحقيق برئاسة قاضٍ، وإشراك مدعي جرائم دارفور في القضايا والبلاغات لتقديم الجناة للعدالة.
وسقط نحو 30 شخصا بين قتيل وجريح في مواجهات متقطعة يومي الخميس والجمعة الماضيين إثر مواجهات متقطعة بين البرتي والزيادية، وسط حشود مسلحة للقبيلتين وحرب بيانات مضادة.
ووقع على وثيقة المبادئ الأربعة عن قبيلة البرتي الملك ياسر حسين أحمداي، ووقع عن قبيلة الزيادية الناظر عبد الله آدم جزو، بينما اعتمد والي شمال دارفور الوثيقة.
واتفق الطرفان على الوقف الفوري للمواجهات والتصعيد بين الطرفين، وفض التجمعات ووقف نداءات التحشيد، كما اتفقا على فتح الطرق والمعابر، ووقف التصعيد الإعلامي السالب والمحرض من الطرفين.
وحدد الاتفاق الوسائل والأساليب التي تنتهجها الولاية لتنفيذ الوثيقة والمتمثلة في تشكيل لجنة تحقيق برئاسة قاضٍ، وتشكيل لجنة مشتركة من الطرفين للمتابعة والتنسيق علاوةً على تكوين لجنة من “كرام القوم” ومن قبيلة الميدوب للتبشير بالوثيقة وإنزالها على الأرض، وتمكين الأطراف من فتح البلاغات وعقد صلح تقترح الأطراف موعده.
وتعهد عثمان كبر بأن تسخر حكومته كافة الإمكانيات للدفع بوثيقة وقف العدائيات التي تم توقيعها بين قبيلتي البرتي والزيادية للوصول إلى حلول نهائية للصراع الذي نشب بين الطرفين مشيراً إلى ضرورة التوصل إلى صلح يطبع الأوضاع بالولاية.
وقال كبر في تصريحات صحفية عقب التوقيع على وثيقة وقف العدائيات إن الاتفاق من شأنه استتباب الأمن وتحقيق الاستقرار بجانب خلق بيئة صالحة للتوصل إلى حل نهائي للصراع.
ودعا كبر القبيلتين ولجنة كرام القوم للمصالحات القبلية وإدارة الميدوب إلى ضرورة التوجه، الثلاثاء، إلى محليتي مليط والكومة للتبشير بوثيقة وقف العدائيات.
وأشار إلى أنه تم الاتفاق على وسائل لتنفيذ وخلق البيئة المناسبة تتمثل في تكوين لجنتين، الأولى من الطرفين كلجنة مشتركة لإدارة وتنسيق الأوضاع الأمنية وإدارتها في المواقع المتجاورة للقبيلتين فيما تضم اللجنة الثانية لجنة كرام القوم للمصالحات علاوةً على إدارة الميدوب الأهلية باعتبارها شريكا أساسيا وطرفا ثالثا في المنطقة.
وأوضح أن اللجنة المشتركة ستطوف بالتنسيق مع لجنة أمن الولاية وإدارتي الزيادية والبرتي لإنزال الاتفاقية على الأرض، بمحليتي مليط والكومة، معلنا أنه سيصدر قرار، الثلاثاء، بتكوين لجنة تحقيق برئاسة قاضٍ لإتاحة الفرصة لفتح البلاغات بالكامل، علاوة على إشراك مدعي جرائم دارفور في القضايا كلها حتى تمضي العدالة بشكلها الطبيعي.
وأعتبر كبر الوثيقة البداية الحقيقية للصلح بين الجانبين، منوها إلى ضرورة توسيع القاعدة ومشاركة بقية الأطراف والقيادات لتحديد زمان ومكان لمصالحة نهائية تجرى بين الطرفين.
من جهته دعا ملك إدارة البرتي الأهلية ياسر حسين أحمداي طرفي الصراع إلى ضرورة تحكيم صوت العقل وعدم الاستجابة للعواطف التي قال إنها تفضي دائماً إلى إثارة الفتن خاصةً أن هنالك جهات في بعض الأحيان تكون لديها مصالح لدفع الناس لإحداث النزاعات.
وطالب أحمداي الحكومة بضرورة الاضطلاع بدورها تجاه حفظ الأمن واستمرار التنمية بالمنطقة.
في ذات السياق أكد ناظر قبيلة الزيادية عبد الله آدم جزو أن الأحداث التي وقعت بين قبيلتي الزيادية والبرتي راح ضحيتها عدد من المواطنين من الطرفين مشيراً إلى أن الحرب لا خير فيها وغير مجدية.
وقال الوسيط ممثل إدارة الميدوب الأهلية جامع محمد الصياح إنهم كطرف ثالث وكوسطاء تدخلوا بين الطرفين لمعالجة الأمر، مشيراً إلى أن لجنته تحركت في الحدود الجنوبية الشرقية لمليط والكومة وعقدت لقاءات مع النظار والعمد من الطرفين بالإضافة إلى ملك البرتي وناظر الزيادية، كل على حده، وأفضت اللقاءات إلى التوصل إلى وثيقة وقف العدائيات.
وأشار عضو لجنة كرام القوم والمصالحات بوش الظريف أبوكلام إلى الجهود التي بذلتها لجنته مع طرفي الصراع حتى تم التوصل إلى الاتفاق الذي تضمن فتح أبار المياه.