تضارب تصريحات قادة “الوطني” حول لقاء سري بالمهدي في القاهرة
الخرطوم 23 مارس 2015 ـ تقاطعت تصريحات نافذين في الحكومة السودانية حول انباء تحدثت عن لقاء سري جمع زعيم حزب الامة القومي الصادق المهدي، ومساعد الرئيس ابراهيم غندور بالقاهرة، في إطار وساطة يتبناها نجل المهدي لتجسير الهوة بين الحكومة السودانية ووالده تمهيدا لعودة الأخير الى البلاد.
وغادر المهدي السودان في أعقاب اطلاق سراحه من المعتقل في يونيو الماضي، بعد إحتجازه لقرابة الشهر بسبب انتقادات وجهها لقوات الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن والمخابرات.
وقال غندور في تصريحات مقتضبة، الإثنين، حول تلك الأنباء “عندما أريد لقاء المهدي فذلك لايحتاج لأن يكون في السر”.
غير أن المركز السوداني للخدمات الصحفية نقل عن القيادي في حزب المؤتمر الوطني محمد الحسن الأمين، أن لقاء إبراهيم غندور برئيس حزب الأمة الصادق المهدي بالقاهرة يأتي في إطار التواصل السياسي مع مختلف القوى.
وأوضح الأمين أن لقاء الرجلين لا يتعلق بالعملية الانتخابية المقبلة، وقال “الأمة القومي حزب مسجل ونعترف به والظرف السياسي يقتضي توحد القوى السياسية كافة”.
وتابع “التواصل مهم في سياق مساعي إنفاذ الحوار الوطني”، وتوقع أن تكون مضامين اللقاء جزءا من التطمينات وإمكانية قيامه بالداخل”.
وأطلق الرئيس عمر البشير مبادرة للحوار الوطني في يناير 2014، لكن العملية تعرضت لإنتكاسة بإنسحاب حزب الأمة وعدم مشاركة الحركات المسلحة وقوى اليسار إبتداءا، فضلا عن إنسحاب 16 حزبا على رأسها حركة “الإصلاح الآن”، ومنبر السلام العادل، لاحقا.
إعلان برلين والمؤتمر التحضيري
الى ذلك نفى ابراهيم غندور تلقي الحكومة اي دعوة لحضور الملتقى التحضيري للحوار بالعاصمة أديس ابابا والذي ينتظر أن يجمع الحكومة بقوى المعارضة وقطع بأنهم لن يبتدروا اي حوار بشروط مسبقة .
وكانت أنباء غير رسمية تحدثت عن إبلاغ مبعوث الامم المتحدة الي السودان هايلي منكريوس الحكومة خلال مشاورات أجراها بالخرطوم الاسبوع الماضي، امكانية عقد الاجتماع التحضيري خلال الفترة من 27- 28 مارس الجاري ، وذلك انفاذا لما ورد في “إعلان برلين”.
ووقع على “نداء برلين”، في أول مارس الحالي، كل من رئيس الجبهة الثورية مالك عقار، ورئيس حزب الأمة الصادق المهدي، ورئيس الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب مندوبا عن قوى الإجماع الوطني، وبابكر أحمد الحسن ممثلا لمنظمات المجتمع المدني.
وعقدت الاجتماعات برعاية حكومة ألمانيا التي كلفت منظمتي “بيرقهوف فاونديشن” و”استفتنق وزنشافت أوند بوليتيك”، بدعوة قوى المعارضة السودانية لورشة تفاكرية لدعم وساطة السلام في السودان.
ونصت وثيقة “إعلان برلين” على عقد ملتقى تحضيري للحوار الوطني بأديس أبابا بين الحكومة والمعارضة، لكن الأخيرة تشترط عقده قبيل الانتخابات المقررة في أبريل القادم.
وقال رئيس الجبهة الثورية مالك عقار في ندوة عقدت بالعاصمة الفرنسية باريس قبل يومين، أن الملتقى التحضيري المرتقب وبغض النظر عن مخرجات الحوار سيكون حدثا تاريخيا في السودان لا يمكن تخطيه، ،سيما وانها المرة الاولى التي سيجتمع فيها كل الفرقاء السودانيين.
وعدّ عقار الملتقى المرتقب “نتاجا طبيعيا لحراك سياسي طويل”.
المانيا وسيط محل ترحيب
من جهته قال محمد الحسن الأمين أن تفهم الحكومة لـ”إعلان برلين” ورفضها لـ”نداء السودان” لا يعني تضارب المواقف.
وأشار إلى أن المانيا تعتبر وسيطا مرحب به باعتبارها تسعى لرأب الصدع بين الفرقاء والقوى السياسية في البلاد، موضحاً انها تتبنى الدعوة والاتصال بالحكومة والمعارضة.
وقال الأمين إن “السودان يتفهم العلاقة الوطيدة بين البلدين ويقدر جهدها” لكنه أكد ان السودان لن يجامل في مواقفه الداخلية مبيناً ان “إعلان برلين” تحت الدراسة لتحدد الدولة بعدها قرارها إن كان بالموافقة أو عدمها.
وكان الرئيس عمر البشير فاجأ الاوساط السياسية حين قال في تصريحات نشرت الاسبوع الماضي إن “إعلان برلين” الذي وقعته المعارضة بشقيها السياسي والمسلح، “كان فاشلا وبالتالي كأنه لم يكن”، وذلك بعد ان أعلن حزبه في وقت سابق ترحيبه بالجهود الألمانية بين الحكومة والمعارضة.