قتلى وجرحى في مواجهات بين الزيادية والبرتي بشمال دارفور
مليط 20 مارس 2015 ـ سقط نحو 30 شخصا بين قتيل وجريح في مواجهات متقطعة خلال الساعات الماضية بين البرتي والزيادية بولاية شمال دارفور، وسط حشود مسلحة للقبيلتين وحرب بيانات مضادة، في أسوأ انعكاس لحالة الاستقطاب الحاد بالولاية بين الوالي عثمان كبر “من البرتي” وشيخ قبيلة المحاميد موسى هلال، الذي أجرى تفاهمات مع الزيادية في مليط قبل نحو أسبوعين.
واعتكف موسى هلال بمعقله في “مستريحة” بشمال دارفور، منذ العام الماضي، ووجه انتقادات حادة للحكومة المركزية في الخرطوم وطالب بإقالة والي شمال دارفور.
وأدت مواجهات بين مسلحي قبيلة الزيادية وقوات قرب مليط، نهار الجمعة، إلى سقوط 5 قتلى ومثلهم من الجرحى، تم نقلهم إلى مستشفى السلاح الطبي بالفاشر، طبقا لمراسل “سودان تربيون”.
ونقل المراسل عن شهود عيان، أن منسوبي قبيلة الزيادية غادروا مليط، الجمعة، لإخلاء جرحى لهم في الطريق الرابط بين الفاشر ومليط، قبل أن يدخلوا في المواجهات.
ولقي 6 أشخاص مصرعهم بينهم امرأة مرضع وطفلها وأصيب 4 آخرين بجراح جميعهم من أسرة واحدة ينتمون لقبيلة الزيادية في كمين نصبته مليشيا مسلحة على طريق “الفاشر ـ مليط”، يوم الخميس.
وقال مقرر هيئة شورى قبيلة الزيادية يحي مديسيس في تصريحات صحفية، الجمعة، إن مليشيات مسلحة قطعت الطريق على بعد 5 كلم من مليط اثناء عودة مسافرين من مدينة الفاشر وأطلقت وابلا من الأعيرة النارية على سيارة كانت تقل أسرة ما أدى الى مقتل 6 أفراد منها في الحال بينهم امرأة مرضع وطفلها بالاضافة الى جرح 4 آخرين.
وأضاف مديسيس أن الحادث هو الثالث من نوعه في غضون أقل من شهر متهما “مليشيات مرصودة ومعروفة الهوية تتعمد جر المنطقة الى حرب أهلية بين قبيلتي الزيادية والبرتي المتجاورتين”.
وأعرب عن أسفه لغض والي ولاية شمال دارفور طرفه من تكرار قطع الطرق بالمنطقة من دون أن يتخذ أي إجراءات تحوطية للحيلولة دون الإنفلات الأمني بالولاية.
وعلمت “سودان تربيون” بوصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى محلية مليط 50 كلم شمال غرب الفاشر لحماية امتحانات الشهادة السودانية من أي طارئ نسبة للاحتقان بين البرتي والزيادية بعد وقوع حوادث قتل أدت الى التوتر الأمني بين القبيلتين.
وحذرت قيادات أهلية بالولاية من اندلاع حرب قبلية بين الزيادية والبرتي خاصة بعد الحشود المسلحة للطرفين ما قد يؤدي الى انفلات أمني واسع.
وحمل تجمع أبناء قبيلة الزيادية في بيان تلقته “سودان تربيون” والي شمال دارفور مسؤولية الانفلات الأمني بالمنطقة مطالبا حكومة المركز بإقالته وتعيين والي يدير أمر الولاية “بأمانة وصدق”، ودعا البيان الى تكوين لجنة تقصي اتحادية للتحقق من الانتهاكات التي تقود لتمزيق النسيج الاجتماعي بين مكونات المنطقة.
واشار البيان إلى مليشيات تخيم بمنطقة “أبو منيخر” شمال مليط وتشن هجمات على المواطنين، وتابع “المليشيات معروفة لحكومة شمال دارفور، لكنها تغض الطرف عنها”.
وشهدت المنطقة ثلاث حوادث أودت بحياة أكثر من 18 شخصا حيث قتل 9 أشخاص من أسرة واحدة إثناء مقاومتهم لمهاجمين حاولوا ادخال مواشيهم في مزرعة الضحايا، بينما قتل 6 أفراد من أسرة واحدة ينتمون للزيادية بمنطقة “ساري” خلال نومهم عندما هاجمتهم مجموعة مسلحة ومثلت بجثثهم.
وفي المقابل أصدر شباب وطلاب قبيلة البرتي بيانا، الجمعة، اتهموا فيه مجموعات من قبيلة الزيادية تسكن داخل (دار البرتي) تقوم بهجمات متكررة على قبيلتهم بقيادة ومساندة موسى هلال شيخ قبيلة المحاميد.
وأكد البيان هجوم مجموعات الزيادية، يوم الثلاثاء الماضي، على “ماكسي” التابعة لوحدة الصياح الإدارية بمحلية مليط، والذي استخدمت فيه 24 سيارة دفع رباعى مزودة بكامل عتادها الحربي ما أدى لمقتل 9 أشخاص وسقوط جرحى وحرق عشرات المساكن.
وأشار البيان الذي تلقته “سودان تربيون” إلى تعرض ذات المنطقة التي تبعد 87 كلم شرق مليط و146 كلم شمال شرق الفاشر، لهجوم مماثل في 27 فبراير الماضي من قبل ذات المليشيات، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة أربعة آخرين وخطف 11 شخصاً.
ونفى بيان شباب وطلاب قبيلة البرتي الاتهامات الموجهة لقبيلتهم بإمتلاكها جيشا يديره والي شمال دارفور عثمان كبر، أو أن يكون للبرتي تحالفات مع الحركات الدارفورية المسلحة.