الإدعاء في قضية أبوعيسى ومدني يستعين ببيان “الثورية” كمستند إتهام
الخرطوم 16 مارس 2015 ـ دفعت هيئة الإدعاء في قضية اثنين من زعماء المعارضة السودانية، ببيان أصدرته الحركة الشعبية – شمال- قبل ثلاثة أيام كمستند إتهام وافقت عليه المحكمة من حيث الشكل برغم إعتراض هيئة الدفاع، بينما شكا المتهم الأول فاروق أبوعيسى من تعرضه للسقوط أرضا أثناء ترحيله الى قاعة المحكمة الإثنين ووجه القاضي بعرضه على الأطباء للاطمئنان على وضعه الصحي.
واعتقل جهاز الأمن والمخابرات في السادس من ديسمبر الماضي، رئيس تحالف قوى المعارضة، فاروق أبوعيسى ورئيس كونفيدرالية منظمات المجتمع المدني، أمين مكي مدني، والقيادي السابق بالحزب الحاكم فرح عقار، ومدير مكتبه، فور وصولهم من أديس أبابا، حيث وقعوا هناك اتفاق “نداء السودان”، مع الجبهة الثورية وحزب الأمة القومي.
وتواصلت الاثنين جلسات محاكمة زعيمي المعارضة للاسبوع الثالث، حيث استمعت المحكمة الى افادات من شاهد الاتهام عضو جهاز الأمن الوطني هيثم محمد عثمان الذي وضع أمام القاضي مستند الاتهام بالرقم 11 عبارة عن بيان الحركة الشعبية الصادر نهاية الأسبوع الماضي ، وقال الشاهد أن البيان تحدث عن أن العمليات الحربية التي حدثت فجر الخميس الماضي هي ترجمة لما تم توقيعه في وثيقة “نداء السودان”.
وتشير “سودان تربيون” الى أن بيان المتحدث باسم الحركة الشعبية والجيش الشعبي ـ شمال، أرنو نقوتلو لودي، قال أن قوات الجبهة الثورية السودانية من الجيش الشعبي أعلنت بداية حملة “نداء السودان العسكرية”، الخميس، بضرب قوات الحكومة في كل من حاميات كالوقي وتوسي التابعة لتلودي والرحمانية في أبوجبيهة.
وأفاد المتحدث أن الهدف من حملة “نداء السودان العسكرية” تحقيق تكامل في وسائل النضال المتنوعة، “المسلح والانتفاضة والعصيان المدني لتعمل معا من أجل وقف الانتخابات واسقاط النظام من أجل افساح المجال لتحول ديمقراطي حقيقي”.
وبررت المحكمة قبولها مستند الاتهام من حيث الشكل برغم اعتراض الدفاع، لانه مذيل بتوقيع “الجبهة الثورية” وهي أحد اطراف “نداء السودان”.
وفي ذات الجلسة كشف شاهد الاتهام الاول في القضية قاسم يوسف قاسم عن العثور اثناء التفتيش علي ورقة بالمرصد السوداني الذي يديره أمين مكي مدني تتحدث عن مناصرة سياسية معادية للدولة كما جاء في وثيقة “نداء السودان”، لافتا الى أن المرصد يضم في عضويته كوادر من احزاب سياسية وبعض الصحفيين.
كما أشار الى العثور على مستند اتهام 9 رقم يشير الي ان رئيس للمرصد هو نبيل أديب عبد الله عضو بهيئة الدفاع عن المتهمين، وليس المتهم الثاني أمين مكي مدني.
وأوضح الشاهد بان منظمة “ريدرز” البريطانية لها مشروع مع المرصد السوداني وان المنظمة تعمل لتنفيذ أمر المحكمة الجنائية الدولية الصادر ضد رئيس الجمهورية.
وأفاد ايضا بان المرصد يقوم بجمع المعلومات وتقارير عن انتهاكات حقوق الانسان عبر شبكات يجمعها المرصد بواسطة اجتماعاته، بدعم من السفارة الكندية ويتولى ارسال المعلومات بصورة مباشرة لهيئات دولية.
وكشف شاهد الاتهام الثاني عن عزمه تقديم مستند هام للمحكمة خلال الجلسة المقبلة عبارة عن تسجيل صوتي لابو عيسي في أسطوانة سي دي يقول فيه أنهم “باتوا يد قوية و باطشة” وذلك فور وصوله مطار الخرطوم بعد توقيع الوثيقة.
ونفي شاهد الاتهام معرفته بمكان تواجد المتهمين عقب القبض عليهما في السابع من ديسمبر للعام الماضي، مبررا بأن هيكل جهاز الأمن ذو طابع سري لافتا الى ان “نداء السودان” من وجهة نظر أمنية يدعو للحرب.
وقال رئيس هيئة الاتهام المستشار بوزارة العدل ياسر أحمد محمد أنه استعان ببعض الخبراء الاستراتيجيين، لتحليل عبارات وردت في وثيقة “نداء السودان”.
وأرجأت المحكمة الجلسة القادمة بطلب من الاتهام، وذلك لتواجد شاهدي اتهام بمحضر التحري في مهام رسمية خارج البلاد.
الى ذلك، أبلغ فاروق أبوعيسى قاضي المحكمة بأنه وأثناء طريقه لجلسة المحكمة سقط أرضا وأصيب في رأسه، ورد القاضي بأن الوضع يستلزم أن يعرض نفسه على الطبيب بإعتبار أن الخطوة تمثل أحد حقوقه القانونية.