المعارضة تصدر “إعلان برلين” وتنتدب وفدا إلى أديس أبابا للحوار مع الحكومة السودانية
الخرطوم 27 فبراير 2015 ـ كشفت الخارجية الألمانية إن قوى المعارضة السودانية التي أجرت مشاورات في برلين يومي 25 و26 فبراير، أصدرت “إعلان برلين” الذي أقر إرسال وفد إلى أديس أبابا للمشاركة في اجتماع تحضيري للحوار الوطني والتفاوض مع الحكومة تحت رعاية الوساطة الأفريقية.
ورحب وزير الخارجية الألماني شتاينماير باستعداد المعارضة لإيجاد حل لمشاكل السودان من خلال الحوار الوطني، مؤكدا أن القتال في السودان يجب أن يصل إلى نهايته، وزاد “يجب أن يعطى الناس في المناطق المتضررة احتمالات للسلام والاستقرار”.
وتابع “أنا سعيد عن نتائج ناجحة للمناقشات التي جرت هنا في برلين.. (إعلان برلين) خطوة هامة نحو المصالحة في السودان، وهناك المزيد من الأمل الآن أن الحكومة في الخرطوم والمعارضة سيدخلون في مفاوضات جادة”.
وأطلق الرئيس السوداني عمر البشير في يناير 2013 مبادرة للحوار الوطني، لكن العملية ما لبست أن تعرضت لإنتكاسة إثر انسحاب حزب الأمة القومي وعدم مشاركة قوى اليسار والحركات المسلحة، قبل أن تنسحب لاحقا مجموعة أحزاب على رأسها حركة “الإصلاح الآن” ومنبر السلام العادل.
وقال بيان لوزارة الخارجية الألمانية ـ تلقت “سودان تربيون” نسخة منه ـ إن اجتماع المعارضة ومنظمات المجتمع المدني إلتأم في برلين لمناقشة، قبل كل شيء، مقترحات لإتخاذ تدابير لبناء السلام كجزء من الحوار الوطني.
وأضاف أن القرارات المتخذة شملت “إرسال وفد إلى أديس أبابا للمشاركة في اجتماع تحضيري للحوار الوطني للتفاوض مع الحكومة السودانية حول مزيد من التعاون”.
وعقدت الاجتماعات برعاية حكومة إلمانيا التي كلفت منظمتي “بيرقهوف فاونديشن” و”استفتنق وزنشافت أوند بوليتيك”، بدعوة قوى المعارضة السودانية لورشة تفاكرية لدعم وساطة السلام في السودان.
وحسب مصادر غربية لـ”سودان تربيون” فإن الدعوة لم تشمل كل قطاعات المعارضة وانما وجهت فقط لقوى “نداء السودان” التي تشمل تحالف قوى الإجماع الوطني والجبهة الثورية المسلحة وحزب الأمة القومي، لحثها على تبني موقف ايجابي من الحوار الوطني وتقريب وجهات النظر بينها وبين الخرطوم في اطار خارطة الطريق المقترحة من الاتحاد الافريقي.
يشار إلى أن الآلية الأفريقية رفيعة المستوى بقيادة ثابو أمبيكي وقعت في نوفمبر الماضي اتفاقية شراكة استراتيجية مع الحكومة الألمانية لتوحيد جهود احلال السلام والتحول الديمقراطي في السودان.
وتعهدت برلين، وفقا لبيان الخارجية الألمانية، بمواصلة الحوار مع الحكومة السودانية من أجل دعم عملية السلام وتحقيق مصالحة دائمة، وأكدت ألمانيا دعمها لمهمة البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بدارفور “يوناميد”.
وتقاتل الحكومة السودانية، متمردي الحركة الشعبية ـ شمال، في منطقتي جنوب كردفان “جبال النوبة”، والنيل الأزرق منذ العام 2011، فضلا عن مجموعة حركات مسلحة في إقليم دارفور منذ 11 عاما.