خبراء سودانيون: مصر تحفز جوبا بسد “واو” لاستئناف العمل في قناة جونقلي
الخرطوم 27 فبراير 2015 ـ أكد خبراء ومراقبون أن سد “واو” الذي تعتزم مصر تشييده على أحد روافد النيل الأبيض في جنوب السودان، يرتبط بمشروع نهر الكنغو الذي تخطط له، وعدوه حافزا لجوبا حتى تقبل باستئناف العمل في قناة جونقلي المتوقف منذ العام 1983.
وينتظر اكمال السد على نهر “السيوي” بولاية غرب بحر الغزال في العام 2018 بتكلفة 2,1 مليار دولار، لتخزين نحو 2 مليار متر مكعب من المياه وتوفير طاقة كهرومائية تقدر بـ 10,4 ميقاواط سنوياً.
وقال وزير الموارد المائية والري المصري الذي أنهى زيارة إلى جنوب السودان حسام مغازي، إن القاهرة وجوبا، سيبدأن حملة دولية لاقناع المانحين بتمويل السد بعد انتهاء مصر من دراسات الجدوى الاقتصادية والفنية للمشروع وتسليمها لحكومة الجنوب.
وحسب الخبير السوداني في مجال المياه يحيى عبد المجيد لـ”سودان تربيون”، فإن سد “واو” يأتي ضمن خطة مصرية للتغلغل في دول حوض النيل وخاصة جنوب السودان، مؤكدا أن ثمة أهداف سياسية وراء المشروع.
ويقول عبد المجيد إن سد “واو” الذي تسعى مصر لإقامته على أحد روافد النيل الأبيض يمكن أن يكون ضمن حوافز أخرى حتى تقبل دولة جنوب السودان باستئناف العمل مجددا في قناة جونقلي التي توفر للسودان ومصر فاقدا كبير من مياه المستنقعات بعامل التبخر.
وبدأ السودان ومصر في سبعينات القرن الماضي عبر شركة فرنسية في حفر خط مائي يربط بين منبع القناة ببلدة جونقلي وحتى المصب عند فم السوباط بالقرب من ملكال، لكن المشروع العملاق توقف بسبب اندلاع تمرد الحركة الشعبية في جنوب السودان عام 1983 رغم تنفيذ الجزء الأكبر بحفر 260 كلم.
وتتحفظ حكومة جنوب السودان على استئناف العمل في قناة جونقلي بسبب الآثار البيئية المتوقعة بعد اكمال المشروع على المنطقة.
ويرى خبير المياه أن مشروع سد “واو” يمكن أن ينطوي برغم المصالح المصرية، على فوائد للسكان المحليين في منطقة تشييد السد.
وطبقا لوزير الري المصري فإن المشروع سيوفر طاقة كهرومائية رخيصة وإمدادات مياه لنحو 500 ألف نسمة، بالإضافة إلى تنمية الثروة السمكية وتنظيم الملاحة النهرية بالمنطقة، وري 40 ألف فدان من الأراضي الزراعية وتوفير فرص عمل لنحو 110 ألف شخص.
لكن الصحفي السوداني المتابع لملف المياه ماهر أبو الجوخ يؤكد أن مشروع سد “واو” هو ضمن مشروع نهر الكنغو الذي تعتزم مصر تنفيذه لتوفير كميات ضخمة من المياه المهدرة بسبب التبخر.
ويوضح أبو الجوخ ما ذهب إليه قائلا إن سد “واو” سيكون ضمن مواعين للتخزين تعمل مصر على بنائها لاستيعاب كميات المياه المتوقعة بعد إقامة مشروع نهر الكنغو، حتى يمكن الاستفادة من المياه المخزنة خلال فترة الإنحسار، مثل ما يحدث في خزان جبل الأولياء جنوبي الخرطوم على النيل الأبيض.
ويشير إلى أن تنامي السكان المضطرد في مصر، فضلا عن مشروع سد النهضة الأثيوبي واتفاق عنتبي الذي وقعته دول حوض النيل، دفع القاهرة للعمل على بدائل كانت موجودة على الورق سابقا.
وكانت وزيرة المياه والكهرباء والسدود بجنوب السودان جيما نونو كومبا، قد أكدت استعداد حكومتها لتوفير كافة التسهيلات وسبل الدعم للخبراء المصريين والأجانب حتى يرى المشروع النور في اقرب وقت ممكن.