مسؤول أمريكي يثير في الخرطوم قضايا المعتقلين والحريات الصحفية والسياسية
الخرطوم 22 فبراير 2015 ـ ناقش مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الديموقراطية وحقوق الإنسان مع مسؤولين في وزارتي الخارجية السودانية والعدل، أوضاع الحريات وحقوق الإنسان في السودان علاوة على التطورات السياسية على رأسها مبادرة الحوار الوطني، كما ناقش قضايا المعتقلين السياسيين وأوضاع الحريات الصحفية والسياسية.
وإلتمس إستيفن فلاستين من وكيل وزراة الخارجية السودانية عبد الله الأزرق الذي التقاه بالخرطوم، الأحد، السماح له بالإجتماع الى رئيس قوى الاجماع المعارض فاروق أبوعيسى ورئيس كونفدرالية منظمات المجتمع المدني أمين مكي مدني المعتقلين على ذمة توقيعهما وثيقة “نداء السودان” منذ ديسمبر الماضي بجانب القيادي السابق بالمؤتمر الوطني فرح عقار.
وقال الأزرق للصحفيين إنه أبلغ المسؤول الامريكي، بأن القرارالخاص بمقابلة المعتقلين السياسيين لا تملكه وزارة الخارجية، ووعده بإحالة طلبه الى الجهات المختصة.
وأوضح الوكيل أنه نقل الى استيفن ما اسماه التطور النسبي في ملف حقوق الانسان وجدية الحكومة فى تحسين الأوضاع الى الأفضل واكد الازرق ان المباحثات مع المسؤول الامريكي اتسمت بالوضوح والصراحة وتطرقت الى مشغوليات الطرفين حيال اوضاع حقوق الانسان.
وأشار الدبلوماسي السوداني الى ان لقاءه مع المسؤول الأمريكي ومرافقيه، تطرق ايضا الى الملفات التي تتعلق بالديمقراطية وحقوق الانسان والحوار الوطني.
وكشف عن مطالبته المسؤول الامريكي بذل مزيد من الجهد لحث الاطراف السودانية الاخرى، على الإقبال صوب الحوار بإعتباره امرا جديا.
وأطلق الرئيس عمر البشير مبادرة الحوار الوطني منذ يناير 2014، لكن العملية واجهت انتكاسة بانسحاب حزب الأمة القومي وعدم مشاركة الحركات المسلحة وقوى اليسار من الأساس، قبل أن ينسحب منها حزبا منبر السلام العادل وحركة “الإصلاح الآن” لاحقا.
وحول العلاقات بين الخرطوم وواشنطن قال عبدالله الازرق انهم نقلوا الى مساعد وزير الخارجية الامريكي حرصهم على الارتباط بالولايات المتحدة الامريكية فضلا عن رغبتهم في إجراء المزيد من اللقاءات والمشاورات لتبادل الاراء في ما ينفع الطرفين ـ حسب تعبيره ـ.
ونقل الازرق ايضا الى استيفن ترحيب الحكومة السودانية بالرفع الجزئى للعقوبات الامريكية في مجال الاتصالات، ودعاه لأن تنظر الادارة الامريكية في ما تبقى من عقوبات اقتصادية.
وقال الدبلوماسي الامريكي في تصريحاته انه تبادل وجهات النظر مع الازرق حول موضوعات حقوق الانسان والديمقراطية والاوضاع فى دارفور والحوار الوطني، والاوضاع السياسية في السودان وأشار الى انه يأمل في أن تحقق زيارته اهدافها.
في السياق ذاته طلب وكيل وزراة العدل السوداني عصام الدين عبد القادر من مساعد وزير الخارجية الأمريكي، ان ينقل بصدق ما لمسه في السودان سواء في الممارسة السياسية أو أوضاع حقوق الإنسان، وذلك بعد ان اطلعه على التشريعات والآليات التي تضمن الممارسة الحرة والشفافة الكافلة لكل تلك الحقوق.
ونفى عبد القادر في تصريحات صحفية، الاحد، تطرق لقاءه بالمسؤول الامريكي إلى اعتقال أبوعيسى وأمين مكي مدني ولفت الى أن الرجلين لم يعودا معتقلين ولكنهما متهمين في بلاغ تم تحويله للمحكمة تحددت جلستها.
وشدد المسؤول العدلي على أن كافة الإجراءات في البلاغ الخاص بالمتهمين السياسيين إكتملت وفقاً للقانون وبعيداً عن الإجراءات الاستثنائية.
وأشار عبد القادر الى أن الوفد الأمريكي طلب التعرف على أوضاع حقوق الإنسان والممارسة الديمقراطية والحريات المتاحة سواء كانت في حرية التعبير والصحافة والممارسة السياسية إلى جانب القوانين التي تضمن عدم الإفلات من العقاب.
وقال ان مسؤولي وزارته أكدوا على أن القوانين والتشريعات والآليات المعمول بها ضامنة لكافة حقوق الإنسان سواء كانت مدنية أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية.
وأضاف بان الوفد الأمريكي تلقى ايضا تنويراً عن التشريعات المنظمة لحقوق الإنسان وعلى رأسها الدستور والقوانين والآليات المعنية لضمان تعزيز وحماية حقوق الإنسان.
استفسارات حول الانتخابات
وإجتمع ستيفن فلايستاين برئيس واعضاء مفوضية الانتخابات عدد من الدبلوماسيين بالسفارة الامريكية في الخرطوم وتناول اللقاء اجراءات الانتخابات والمناخ المناسب لاتمامها.
وطرح المسؤول الامريكي حزمة من الاستفسارات على اعضاء المفوضية، تتصل بالدعم الخارجى للعملية، وإمكانية مشاركة النازحين فى اقليم دارفور، ودور المفوضية فى اجراءات هذه المشاركة، بجانب استفساره عن الوضع فى منطقة أبيي وفرص اجراء الانتخابات فيها.
وقال عضو المفوضية صفوت فانوس للصحفيين، إنهم طرحوا للمسؤول الامريكي قضية الدعم الخارجي وأهميته لإنجاح الانتخابات، وتأكيدهم مشاركة سكان المعسكرات في العملية الانتخابية مؤكدا اكتمال الاجراءات اللازمة لضمان اشراكهم.
وأكد فانوس ابلاغهم الوفد الامريكي باجراء الانتخابات فى ابيي، المتنازع عليها مع دولة جنوب السودان.
واشار فانوس الى ان رئيس المفوضية رحب بمشاركة المنظمات الامريكية في عملية الرقابة على الانتخابات وقال ان الدعوة وجهت إليهم وما زالوا ينتظرون الرد.
وقال فانوس إن النقاش بين المفوضية ومساعد وزير الخارجية الامريكي تم في اطار عقلاني وموضوعي واعتبر الزيارة تطويرا للعلاقة بيين البلدين عقب زيارة كل من وزير الخارجية علي كرتي ومساعد رئيس الجمهورية إبراهيم غندور لامريكا متوقعا مزيداً من التحسن خاصة في ظل الرفع الجزئي للعقويات الاقتصادية عن السودان.