“الشعبية” تناشد مسؤول أمريكي زائر للخرطوم بإثارة انتهاكات حقوق الإنسان
الخرطوم 19 فبراير 2015 ـ طالب الأمين العام للحركة الشعبية ـ شمال، ياسر عرمان نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية ستيفن فيلدشتاين، الذي سيزور الخرطوم مطلع الأسبوع المقبل بالتركيز في مباحثاته مع مسؤولي الحكومة السودانية على الانتهاكات الجسيمة لحالة حقوق الإنسان ومحاولة تحسينها.
وأحصى عرمان في بيان عددا من الانتهاكات الإنسانية التي ترتكبها السلطات، وقال إن السودانيين يتوقعون مشاركة بين الحكومة السودانية والولايات المتحدة لتحسين حالة حقوق الإنسان و”كبح جماح الحكومة عن مواصلة ممارساتها البشعة”.
وتابع “ينبغي عدم السماح بالزيارة لاستخدامها من قبل الحكومة السودانية لمواصلة ممارسة ثلاثة عقود من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان”.
ويحكم الرئيس عمر البشير السودان منذ 25 عاما عند وصوله للسلطة عبر انقلاب عسكري في يونيو 1989، ورشح المؤتمر الوطني الحاكم البشير لدورة رئاسية أخرى في انتخابات أبريل المقبل في ظل عدم وجود منافس حقيقي.
وقال عرمان إن زيارة ستيفن فيلدشتاين، “تأتي في وقت حاسم للشعب السوداني، ونتوقع أن تساعد في الإهتمام بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكب كل يوم من قبل الحكومة”.
وأشار إلى أن الحكومة السودانية تستخدم القوة الجوية ضد المدنيين على نطاق جغرافي بالنيل الأزرق وجبال النوبة ودارفور، ويطال القصف المستشفيات والعيادات، ونقاط المياه والمدارس، “ما يشكل جريمة حرب في القانون الإنساني الدولي”.
ونبه عرمان إلى أن الحكومة عمدت إلى سجن معارضين بارزين في الوقت الذي تحدث فيه هذه الزيارة، من بينهم رئيس تحالف قوى الاجماع الوطني فاروق أبوعيسى، ورئيس كونفيدرالية منظمات المجتمع المدني أمين مكي مدني، ومرشح الحزب الحاكم السابق لولاية النيل الأزرق فرح عقار.
وإقتادت سلطات الأمن أبوعيسى ومدني، في 6 ديسمبر الماضي، اثر عودتهم للخرطوم بعد التوقيع على اتفاق “نداء السودان” مع “الجبهة الثورية” وحزب الأمة القومي، كما تم اعتقال عقار ومدير مكتبه، بعد عودتهما من أديس أبابا من دون أن يوقعا على الاتفاق.
وأكد الأمين العام للحركة الشعبية ـ شمال، أن الحكومة السودانية تحول دون وصول المساعدات الإنسانية إلى منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق رغم قرار مجلس الأمن رقم 2046، وترتكب جرائم حرب على أساس يومي في دارفور والمنطقتين.
وتقاتل الحكومة السودانية متمردي الحركة الشعبية ـ شمال، في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان منذ نحو 3 سنوات، ومجموعة حركات مسلحة في إقليم دارفور منذ 11 عاما.
وأفاد أن زيارة المسؤول الأمريكي تصادف الإفراج عن تقرير مفصل لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” بخصوص قرية “تابت” في شمال دارفور، وهو ما نفته الحكومة السودانية التي ترفض بعناد السماح بإجراء تحقيق مستقل.
وتناقلت وسائل الإعلام العالمية بكثافة شهادات لضحايا من بلدة “تابت”، 45 كلم جنوب غرب الفاشر بشمال دارفور، تفيد بتعرض أكثر من 200 من النساء والقاصرات في قرية “تابت” النائية لعمليات اغتصاب جماعي نفذتها كتيبة تنتمي للجيش السوداني.
وذكّر عرمان فيلدشتاين بأن الأجهزة الأمنية بالسودان صادرت 14 صحيفة، في ممارسة يومية ضد الحريات الأساسية، وخاصة بعد التعديل الدستوري الأخير. وصادر جهاز الأمن والمخابرات السوداني، فجر الإثنين، 14 صحيفة من دون إبداء أسباب.
وقال إن الزيارة تأتي وحزب المؤتمر الوطني ينوي “الذهاب لانتخابات نظام الحزب الواحد”، بعد أن تراجع عن الحوار الوطني، الذي تدعمه الولايات المتحدة كوسيلة إيجابية إلى الأمام.
وترفض المعارضة إجراء الانتخابات في أبريل المقبل، كما تعرضت عملية الحوار الوطني لانتكاسة بعد انسحاب حزب الأمة القومي وعدم مشاركة قوى اليسار والحركات المسلحة، فضلا عن انسحاب 16 حزبا معارضا على رأسها “الإصلاح الآن” ومنبر السلام العادل.