نداء أممي لجمع 1.8 مليار دولار لإغاثة جنوب السودان
نيروبي 9 فبراير 2015 – وجهت الأمم المتحدة، الاثنين، نداء لجمع 1,8 مليار دولار لمساعدة أكثر من 2,5 مليون شخص على حافة المجاعة في جنوب السودان، وسط توقعات باستمرار الحرب الأهلية الدائرة في البلاد.
وقالت منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، فاليري إموس، إنها “شهدت بنفسها الدمار المستمر والمنتشر ومستوى المعاناة غير المعقول، بعد عودتها من زيارة استمرت ثلاثة أيام إلى جنوب السودان”.
وأضافت أمام مؤتمر المانحين الدوليين في العاصمة نيروبي: “نحتاج إلى وقف القتال واستعادة السلام”، وتابعت: “لقد كان للنزاع تأثير مدمر على جنوب السودان، لكن إذا لم يحل السلام بسرعة، فسيكون للنزاع تأثير إقليمي كبير”.
وبعد سبع هدنات فاشلة، قالت الأمم المتحدة في نداء لجمع الأموال، إن “السيناريو الأرجح يتمثل في أن العنف سيتصاعد في موسم الجفاف عندما تصبح حركة الآليات العسكرية أكثر سهولة”.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أنها تتوقع “ألا تنجح اتفاقيات السلام في وقف العداوات فورا وبفعالية”، مضيفة أن أكثر من نصف عدد السكان البالغ 12 مليون نسمة، يحتاجون إلى المساعدات”.
وتقوم الأمم المتحدة بحراسة نحو 100 ألف مدني محاصرين داخل معسكرات الأمم المتحدة المحاطة بالأسلاك الشائكة، لخشيتهم من التعرض للقتل عند الخروج منها.
وأجبر نحو مليوني شخص على الخروج من منازلهم، كما فر نحو نصف مليون إلى دول مجاورة.
وحدد الرئيس سلفا كير وزعيم المتمردين رياك مشار، الخامس من مارس مهلة نهائية للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي، إلا أنه تم في السابق تجاهل مهل نهائية أخرى، رغم التهديد بفرض عقوبات.
وقالت إموس إن على “زعماء جنوب السودان أن يظهروا لشعبهم والعالم أنهم ملتزمون بالوصول إلى ذلك السلام”.
وردا على ذلك، أكد وزير خارجية جنوب السودان، بارنابا ماريال بنجامين، أن الحكومة “ملتزمة بالسعي لتحقيق السلام”، وأن الجولة التالية من محادثات السلام المتعثرة ستستأنف في 19 من فبراير الجاري.
وقد رافق إموس في زيارتها إلى جنوب السودان الممثل الأميركي فوريست ويتيكر، الذي صرح بأنه التقى بالسكان المحليين الذين “شهدوا فظاعات لا يمكن تخيلها”.
وأضاف أن “الاحتياجات ضخمة، والمعاناة البشرية حقيقية بشكل يفوق التصور”.
273 مليون دولار مساعدات أمريكية لجوبا
وأعلنت الولايات المتحدة ،الإثنين، تقديم مساعدات إضافية بقيمة 273 مليون دولار لجنوب السودان في خطوة اعتبرت انها تؤكد التزامها الدائم بدعم الشعب في ذلك البلد.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان انه بذلك المبلغ تصل المساهمة الإجمالية للولايات المتحدة في دعم جنوب السودان الى نحو مليار دولار.
وأوضحت الوزارة “ان أكثر من مليوني شخص نزحوا داخليا وباتوا لاجئين فيما يواجه ما يقارب 5ر2 مليون شخص الجوع الحاد بجنوب السودان في الوقت الراهن” مؤكدة “ان التمويل الجديد سيساعد في إطعام الناس الأكثر تضررا وتوفير المكملات الغذائية المتخصصة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية”.
وأضافت ان هذا الدعم يتضمن تقديم البذور والادوات والتدريب للمزارعين وتعزيز الخدمات الصحية الطارئة لضحايا النزاع وزيادة توافر خدمات المياه والصرف الصحي ودعم الخدمات الطبية والنفسية والاجتماعية للناجين من العنف وزيادة فرص الحصول على التعليم في حالات الطوارئ للأطفال اللاجئين وتوسيع مخيمات اللاجئين وبناء مخيمات جديدة.
وحثت الولايات المتحدة أيضا المجتمع الدولي على تكثيف مساعداته لجنوب السودان مشددة على أن “المساعدات الإنسانية وحدها لا تحل الصراع”.
ورأت “ان الأطراف المتحاربة تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الأزمة وعن معاناة مواطني جنوب السودان” معتبرة “انه بإمكان قادة جنوب السودان إنهاء هذه المعاناة من خلال التركيز على أمن ورفاه شعبهم وتقديم التنازلات اللازمة للتوصل إلى اتفاق نهائي عند استئناف محادثات السلام في 20 فبراير الجاري