احتجاجات المعاليا تمنع مسؤولين من مباشرة مهامهم بشرق دارفور
نيالا 29 يناير 2015 ـ تظاهر المئات من مواطني محليتي “عديلة” و”أبو كارنكا” احتجاجا علي وصول معتمدي المعاليا الذين أدوا اليمين الدستورية مؤخراً ايذانا بالعمل في حكومة ولاية شرق دارفور.
وأغلق المتظاهرون المؤسسات الحكومية بالمحليتين ومنعوا المعتمدين من الدخول الى رئاسة المحلية رغم وصولهم تحت حراسات مشددة.
وقاطع وزراء المعاليا لأكثر من ثلاث أشهر الإنضام للحكومة المحلية بسبب الاشتباكات العنيفة التي وقعت مع الرزيقات في اغسطس من العام الماضي وأسقطت أكثر من 600 شخص بين قتيل وجريح فضلا عن نزوح اكثر من 55 ألف مواطن من مناطق “أم راكوبة” و”أبو كارنكا” هربا من الهجمات التي شنتها قبيلة الرزيقات على مناطق المعاليا.
وتراجع دستوريو المعاليا عن رفضهم في مشاركة السلطة بالولاية بعد جهود بذلها بارزين بحزب المؤتمر الوطني الحاكم بالخرطوم.
وقال المستشار السياسي لحكومة شرق دارفور السابق حامد محمدي بشار في تصريحات صحفية، الخميس، إن المظاهرات خرجت لتأكيد رفض وصول الوفد الدستوري من معتمدي ووزراء المعاليا الذين خالفوا قرار القبيلة بعدم المشاركة بالسلطة قبل معالجة النزاع الدامي بين القبيلتين.
وأعلنت قبيلة المعاليا مقاطعة ولاية شرق دارفور اداريا واقتصاديا واجتماعيا منذ اغسطس الماضي مما أدى الى انقطاع علاقات التواصل الاجتماعي والاقتصادي بين الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور معقل قبيلة الرزيقات ومحليتي “عديلة” و”أبو كارنكا” اللتان تقطنهما غالبية المعاليا حيث يطالب منسوبيها رئاسة الجمهورية بإصدار قرار يقضي بتبعيتهم الى ولاية شمال دارفور أو غرب كردفان أو وضعها مستقلة على غرار ادارية “أبيي”.
وقاطع ستة من أبناء قبيلة المعاليا المشاركة في السلطة بحكومة شرق دارفور بعد تعيينهم في اغسطس الماضي بناءا على طلب الادارة الأهلية للقبيلة الأمر الذي أدى الى ان تعيش ولاية شرق دارفور فراغا دستوريا دام أكثر من ثلاث أشهر غير انهم تراجعوا عن مقاطعتهم في المشاركة بفضل جهود بذلها بارزين بحزب المؤتمر الوطني بالخرطوم وقرروا مباشرة مهامهم من الخرطوم.
على الصعيد نفسه اتهم معتمد محلية عديلة محمد محمود الشريف المتواجد حاليا بمحلية “ابوكارنكا”، جهات معارضة لم يسمها بتحريك الاحتجاجات قبل ان يصفها بالمحدودة منوها الي انه لا يمانع في تنظيم الاحتجاجات السلمية بيد انه لن يسمح بتخريب مؤسسات الدولة.
ووقعت معارك قبلية ضارية بين الرزيقات والمعاليا العام الماضي خلفت المئات من القتلى والجرحى بالاضافة الى حرق القرى وفرار قاطنيها في صراعات متكررة لأسباب متعلقة بملكية الارض “الحاكورة”.
وفشلت ولاية شرق دارفور في تحقيق الصلح بين القبيلتين لعدة مرات كان آخرها مؤتمر الصلح الذي احتضنته محلية “الفولة” عاصمة غرب كردفان، لكن جهود عديدة بذلتها السلطة الإقليمية لدارفور ورئاسة الجمهورية ادت الى تحديد موعد آخر لقيام مؤتمر ناجح لإنهاء النزاع الدامي بين الأطراف في الخامس من فبراير المقبل بمحلية مروي بالولاية الشمالية.