دعم الميرغني للبشير في الانتخابات يهدد “الاتحادي” بإنشقاق جديد
الخرطوم 10 يناير 2015 ـ يقترب الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل من معايشة انشقاق آخر بسبب إعلان زعيم الحزب محمد عثمان الميرغني دعم الرئيس السوداني عمر البشير في الانتخابات المقرر إجراؤها في أبريل المقبل، بينما ينظم مؤيدو البشير موكبا حاشدا صباح الأحد إلى مقر لجنة الترشيحات لإعادة ترشيح رئيس الجمهورية لدورة ثانية.
وتعرض الحزب الاتحادي الديمقراطي لعدد من الانقسامات خلال حقبة “الإنقاذ”، ما أضعف الحزب العريق وجعل أعضائه موزعين تحت أكثر من لافتة.
وأكد أحد قيادي بالحزب الاتحادي لـ “سودان تربيون” أن قيادات بالحزب اجتمعت في منزل القيادي حسن أبوسبيب في أمدرمان لمناقشة اعلان الميرغني تأييده لترشيح الرئيس البشير، موضحا أن الاجتماع ضم الرافضين لخوض الحزب للانتخابات من الأساس ناهيك عن دعمه للبشير.
ورفض القيادي الاتحادي الافصاح عن مخرجات الاجتماع، لكنه قال إن المجتمعين سيعقدون مؤتمرا صحفيا ظهر الأحد، للكشف عن موقفهم حيال التطورات الأخيرة.
وكان الوزير برئاسة مجلس الوزراء القيادي بالحزب الاتحادي أحمد سعد عمر أعلن، الخميس، عن تكليفه شخصياً من رئيس الحزب محمد عثمان الميرغني لمساندة ومؤازرة ودعم ترشيح الرئيس البشير لرئاسة الجمهورية في الانتخابات.
في سياق متصل أعلن زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) مولانا محمد عثمان الميرغني رسمياً مشاركة حزبه في الانتخابات المقبلة، ومساندته، ودعمه للبشير مرشحاً للرئاسة، وعدم تقديم أي مرشح من جانب الحزب لمنافسته على الرئاسة.
وقال نائب مسؤول الولايات بالحزب محمد المعتصم حاكم، في منبر إعلامي بالخرطوم، السبت، إن البلاد تحتاج للوفاق الوطني باعتباره المخرج الوحيد لحل مشكلات البلاد، مبيناً أن الانتخابات تُعد استحقاقاً دستورياً يشارك فيه الجميع.
من جانبه، أكد الأمين السياسي لحزب العدالة بشارة جمعة أرور خوضهم للانتخابات المقبلة بكل المستويات بما فيها رئاسة الجمهورية، معلناً عن ترشيح ياسر يحيى صالح عبد القادر مرشحاً من الحزب لرئاسة الجمهورية.
وقطع بأن حزبه سيرمي بكل ثقله في الانتخابات، وهذا حقه الذي كفله له الدستور.
كما أعلن حزب الحقيقة الفيدرالي عن ترشيح رئيس الحزب فضل السيد شعيب مرشحا للحزب لرئاسة الجمهورية وأكد شعيب اكتمال كافة الاستعدادات الفنية المتعلقة بتزكية المرشح لتقديم الترشيح الي المفوضية صباح الأحد، بقاعة الصداقة.
يذكر أن كلا من بشارة وشعيب كانا ضمن قوى المعارضة في آلية “7+7” الخاصة بالحوار الوطني، لكن رفقائهم أطاحوا بهما بسبب قرار حزبيهما خوض الانتخابات.
وترفض قوى المعارضة قيام الانتخابات في موعدها وتطالب بإرجاء العملية لحين تشكيل حكومة قومية لفترة انتقالية تشرف على تعديل القوانين والدستور ومن ثم إجراء انتخابات معترف بها.
وأكد رئيس الحركة الشعبية ـ أصحاب القضية الحقيقيين، اللواء عبد الباقي قرفة، أن الرئيس البشير هو الأنسب لقيادة البلاد في المرحلة القادمة، نظراً لشخصيته القوية، واستكمالاً لعملية الحوار الوطني التي ابتدرها.
إلى ذلك، أعلن نائب رئيس الحركة الشعبية ـ جناح السلام الفريق محمد أحمد عرديب تأييد الحركة لترشيح البشير لرئاسة الجمهورية، معتبراً إياه “صمام أمان لكل البلاد”.
وتم الاعلان عن مبادرة شبابية عريضة لدعم ترشيح البشير في الانتخابات، وسيتم حشد أكثر من 20 ألف شاب، الأحد، بقاعة الصداقة ساعة انطلاق بدء تقديم الترشيحات لرئاسة الجمهورية للتأكيد على مساندة الشباب للبشير.
وتأتي المبادرة التي انطلقت بمؤتمر صحفي بالخرطوم، السبت، من شباب يمثلون مختلف الأحزاب السياسية والمنظمات الطوعية والشباب من الفنانين وشباب الإدارة الأهلية.
وقرر اجتماع عقد الخميس الماضي، تقديم ترشيح البشير في موكب حاشد صباح الأحد بقاعة الصداقة حيث مقر لجنة تلقي الترشيحات التابعة للمفوضية القومية للانتخابات.
وقال مساعد الرئيس إبراهيم غندور، الاربعاء، إن البشير حصل على تزكية 18 ألف ناخب، مضاف إليهم 5 آلاف مزكٍ ليكون مجموع مؤيدي البشير 23 ألفا، بينما تطلب مفوضية الانتخابات 15 ألفا مزكٍ.
وقالت مفوضية الانتخابات في بيان سابق، إن ترتيب الأولوية لقائمة المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية وقائمة المرأة والأحزاب في بطاقة الإقتراع سيكون وفقا لأسبقية الوصول لموقع الترشيح واستكمال الإجراءات الخاصة به.
إلى ذلك أعلن المؤتمر الوطني عن دخوله في حوارات مكثفة مع الأحزاب والقوى السياسية التي ستخوض الإنتخابات للاتفاق على تفاصيل الدوائر الانتخابية التي لن يتنافس فيها الحزب بغرض تركها للأحزاب الأخرى.
وقال رئيس القطاع السياسي للحزب مصطفى عثمان إسماعيل إن المؤتمر الوطني يخوض الآن حوارات مع الأحزاب الراغبة في الإنتخابات بما فيها الحزب الإتحادي الأصل وأحزاب معارضة لم يسمها.
وأوضح إسماعيل للمركز السوداني للخدمات الصحفية، أن هناك تفاهمات مع الأحزاب المتحالفة مع الحزب الحاكم لخوض الانتخابات وإنشاء برلمان يتم فيه تمثيل كافة القوى السياسية بالبلاد.