السودان يشجب الهجوم الإرهابي على مجلة “شارلي ابيدو” الفرنسية
الخرطوم 8 يناير 2015 – ندد السودان بالهجوم المسلح الذي وقع في باريس، وأودى بحياة 12 شخصا بينهم 4 كاريكاتوريين يعملون لحساب مجلة “شارلي ابيدو”، بجانب اثنين من رجال الشرطة بعد نشر المجلة ،صورا مسيئة للرسول عليه السلام، وأثار الحادث صدمة عارمة في فرنسا، كما توالت ردود الأفعال العالمية المنددة بالحادث.
ونقل نائب مديرعام العلاقات الثنائية والإقليمية بالخارجية السودانية عبد الباسط السنوسي، للسفير الفرنسي بالخرطوم برونو أوبير، الخميس، إدانة السودان للهجوم الإرهابي الذي تعرضت له المجلة الفرنسية، مؤكداً شجب حكومته لتلك الأحداث الإرهابية التي لاتمثل الإسلام ولا علاقة لها به، مؤكداً بأن الإسلام دين تسامح وسلام.
وأشار السنوسي إلى أن مثل تلك الهجمات الإرهابية هي نتاج للتوترات السياسية في الشرق الأوسط والتي بدورها تؤدي إلى سوء فهم من بعض العناصر المتطرفة.
وطالب الدبلوماسي السوداني بضرورة تكاتف الجهود الدولية للعمل الجاد لحل هذه المشاكل السياسية المزمنة في المنطقة ووضع حد لإمتداد آثارها.
وبدوره أكد الفرنسي في اللقاء الذي التأم بالخرطوم، أن بلاده تعتبر الهجوم إعتداءً إرهابياً لا علاقة له بالإسلام والمسلمين، مشيراً إلى أن الشرطة الفرنسية لا تزال تجري التحقيقات اللازمة للبحث عن الجناة، كما قطع بعمق العلاقات الثنائية بين السودان وفرنسا.
وجرى في اللقاء بحث تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات كافة، والتنسيق والدعم المتبادل بين البلدين في المنابر الدولية المختلفة.
وكان الهجوم الدامي الذي وقع على المجلة الفرنسية الساخرة، الأربعاء، نفذه ما لا يقل عن مسلحين استخدما رشاش وقاذفة صواريخ أودى بحياة 12 قتيلا على الأقل بينهم شرطيان، في عملية غير مسبوقة ضد وسيلة إعلام في فرنسا، وليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها المجلة لاعتداءات.
وفي نوفمبر عام 2011، قامت المجلة الأسبوعية الساخرة “شارلي ايبدو” بنشر عدد خاص عنونته “شريعة ايبدو”، أعلنت فيه النبي محمد “رئيس تحريرها”، ما أثار موجة احتجاجات أدت إلى إحراق مكاتبها وتعرض موقعها على الإنترنت إلى القرصنة.
وبعد نحو عام من هذا التاريخ، قررت “شارلي ايبدو” نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي، وذلك بعد مرور أسبوع على اندلاع موجة الاحتجاجات ضد الفيلم الأميركي المسيء للإسلام “براءة المسلمين”.
بعدها اضطرت وزارة الخارجية الفرنسية إلى إغلاق كافة السفارات والقنصليات والمدارس الفرنسية في حوالي 20 بلدا كإجراء “احترازي” في وقت لم تر السلطات الفرنسية في ما اقترفته المجلة الساخرة إهانة للديانة الإسلامية، بل وضعته في إطار حرية التعبير داعيةً إلى اللجوء إلى القانون في حال الشعور بأن إهانة ما لحقت بالدين الإسلامي.
ومؤخرا نشرت مجلة “شارلى إيبدو”، صورا كاريكاتورية، أفردت لها صورة غلافها الرئيسي، وذلك حول تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا “داعش”، مشيرة إلى عملية “النحر”، بالتزامن مع سياق احتفال المسلمين بعيد الأضحى.
ووقف الفرنسيون ظهر الخميس دقيقة صمت لم يقطعها سوى قرع إجراء الكنائس حزنا على الضحايا الـ12 الذين سقطوا في الاعتداء على مقر مجلة “شارلي ايبدو” الأسبوعية.
وكان رئيس الجمهورية فرنسوا هولاند أعلن ان، الخميس، سيكون يوما للحداد الوطني، ونكست الأعلام وانضم لهذه المبادرة ممثلون الأحزاب السياسية والديانات الذين استنكروا جميعا الاعتداء، كما توقفت حركة النقل العام في باريس خلال دقيقة الصمت التي لزمتها المدارس أيضا وتوقف الموظفون في العديد من الشركات والمكاتب عن العمل.
كما وقف نواب البرلمان الأوروبي، صباح الخميس، دقيقة صمت تكريما لضحايا الاعتداء على شارلي ايبدو على أن تنظم ظهر الخميس فعاليات أخرى في المؤسسات الأوروبية التي نكست أعلامها.
وأعلن كاتب في “شارلي ايبدو” أن الصحيفة الساخرة ستصدر الأسبوع المقبل كما هو مرتقب رغم الاعتداء.
وكان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أعلن أن “الأولوية هي لتعقب الإرهابيين وتوقيفهم”.
وتردد ان المشتبه بهما في الحادث وهما شريف وسعيد كواشي (32 و34 عاما) شوهدا في شمال فرنسا بينما كانا في سيارة “كليو” رمادية اللون ويحملان أسلحة حربية.
وأضاف مصدر من الشرطة أن وحدات التدخل “تلقت الأمر بالتزود ببنادق هجومية وتجهيزات وقائية”.
وأفادت السلطات بتوقيف سبعة أشخاص وضعوا رهن التحقيق من أوساط المشتبه بهما. وكان مشتبه به ثالث في الـ 18 من العمر سلم نفسه إلى السلطات خلال الليل.
ومنذ مساء الأربعاء، تعرضت عدة مساجد لهجمات في فرنسا بحسب مصادر قضائية، الخميس، اشتبه بعضها في عمل انتقامي بعد الاعتداء على الصحيفة الساخرة.
من جهة أخرى، دعا ممثلو مسلمي فرنسا “أئمة مساجد” البلاد إلى “إدانة أعمال العنف والإرهاب بحزم” أثناء خطبة الجمعة.