“الشيوعي” يقاطع احتفالات الحكومة بالاستقلال ردا على الإساءة للمعارضة
الخرطوم 1 يناير 2015 ـ قال الحزب الشيوعي السوداني، إنه قاطع دعوة وجهتها رئاسة الجمهورية لقيادته للمشاركة في احتفالات البلاد بالذكرى 59 لاستقلال السودان مساء الأربعاء بالقصر الرئاسي إنطلاقا من عدم إيمان الحكومة بوجود معارضة وإصرار رأس النظام على سبها بأقذع الألفاظ وإعتقال قادتها.
وقالت سكرتارية الحزب في بيان صحفي، إن الشيوعي تلقى دعوة باسم نائب رئيس الجمهورية ورئيس اللجنة العليا للاحتفالات لحضور الاحتفال بالذكرى التاسعة والخمسين للاستقلال والذي أقيم مساء الأربعاء بالقصر الجمهوري.
وأضاف البيان “قررنا عدم تلبية الدعوة ومقاطعة الاحتفال، نسبة لأن هذا النظام المتسلِّط والمتجبِّر والمتغطرس، لا يؤمن أصلاً بوجود أحزاب المعارضة ولا يضع لها وزناً ولا يسمع لها رأياً ولا يُشركها حتى في القرارات المصيرية التي تؤثِّر على مستقبل الوطن والمواطنين”.
وتشير “سودان تربيون” الى ان احتفال الاستقلال بالقصر الرئاسي شهد حضورا لافتا للأمين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي، الذي كان يغيب في الأعوام السابقة عن المناسبات الشبيهة، لكنه درج منذ يناير الماضي على تلبية دعوات الحكومة وحزبها والمشاركة في الأنشطة الرسمية، بما يؤكد تعمق حالة التقارب بين الحزبين عقب تنافرهما لنحو 15 عاما منذ المفاصلة الشهيرة بين الإسلاميين.
وكان لافتا أيضا في الاحتفال الذي حضرته رموز وطنية ورجالات السلك الدبلوماسي، غياب زعيم حزب الأمة الصادق المهدي الذي كان على مدى سنوات في طليعة حاضري الاحتفال الرئاسي، كما تغيب كل قادة المعارضة المعروفين.
وساءت العلاقات بين المهدي والحكومة في أعقاب اعتقاله خلال يوليو الماضي بعد انتقاده اللاذع للقوات الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن السوداني، وبعد الإفراج عنه غادر السودان ووقع مع تنظيم الجبهة الثورية “إعلان باريس” وأتبعه بالتوقيع على “نداء السودان” مع الجبهة الثورية وقوى المعارضة، وهو ما أثار حنق الحكومة التي توعدت بمحاسبته حال عودته للبلاد.
واتهم الحزب الشيوعي، المؤتمر الوطني الحاكم بالإنفراد الدائم بإتخاذ القرارات المؤثرة، ما قاد للتفريط في وحدة السودان وإنفصال جنوب السودان.
وحذر البيان من أن ذات المصير الذى حاق بالجنوب بات يهدد مناطق أخرى تشهد حروباً ونزاعات، ويتعرَّض فيها المواطنون الأبرياء للقصف بالطائرات والحرمان من الإغاثات “حتى يموت بالجوع من لم يمت بالحرب وأهوالها”.
وأضاف “وهو ذات النظام الذي يعتقل قادة المعارضة ومنسوبيها ويقدِّمهم للمحاكمات”.
وأوضح الحزب الشيوعي أن رأس النظام – في إشارة للرئيس عمر البشير- الذي يخاطب احتفال الاستقلال هو الذي “كال السباب والشتائم بأقذع الألفاظ للمعارضين واتهمهم بالعمالة والخيانة، وغيرها من الاتهامات الجائرة والظالمة دون وجه حق”.
وقال الحزب إنه عازم على الاحتفال مع جماهير الشعب بالاستقلال في كل مدن وقرى الوطن، وأضاف “سنعمل مع هذه الجماهير على إسقاط هذا النظام الشموليِّ القمعيِّ وإقتلاعه من جذوره من أجل استعادة الديمقراطية وإقامة الدولة المدنية الديمقراطية التى تكفُل الحريات لمواطنيها”.