الطيب مصطفى: قيادات بـ”الوطني” مستاءة من استعلاء زعماء الحزب على المعارضة
الخرطوم 17 ديسمبر 2014 ـ كشف رئيس منبر السلام العادل الطيب مصطفى أن قيادات مهمة في المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان، عبرت عن استيائها في مجالس خاصة من “الروح المستعلية المتكبِّرة” التي يبديها زعماء الحزب تجاه المعارضين، إلى جانب رفضهم إجراء الانتخابات في أبريل المقبل.
وقال الطيب مصطفى في زاويته “زفرات حرى” في صحيفة “الصيحة” التي يملكها، الأربعاء، إن المؤتمر الوطني في حاجة لمن يُقنعه بأنه “يخوض معركة خاسرة يعزل فيها نفسه حتى من نفسه التي بين جنبيه، حين يصر على خوض انتخابات خاسرة بكل المقاييس”.
وتابع “لا أعني الخسارة المادية التي تكبِّد الشعب والوطن ثمانين ملياراً من الجنيهات يتضور إليها جوعاً وفقراً، إنما أعني الخسارة الأخرى السياسية الأشد فتكاً بمستقبله المحفوف بالأخطار الكارثية المدمِّرة”.
وتشير “سودان تربيون” إلى أن منبر السلام بقيادة الطيب مصطفى ـ وهو خال الرئيس عمر البشير ـ لعب دورا بارزا مع صحيفته “الإنتباهة” في التحريض على فصل جنوب السودان، ويعمل الآن ضمن أحزاب المعارضة المشاركة في الحوار الوطني الذي أطلقه البشير في يناير الماضي.
وأكد مصطفى أنه تلمس تصريحات صادرة من قلب المؤتمر الوطني، ومن لجنة تعديل الدستور التي أبدى بعض أعضائها بدون أن يعلنوا، عن أسمائهم “التي نحتفظ بها لأسباب معلوم”، اعتراضهم على قيام الانتخابات في موعدها لتعارض ذلك مع الدستور، مشيرين تحديداً إلى المادة 224 من الدستور الانتقالي.
وذكر أن المؤتمر يستخدم اللغة الحادة والأساليب التعسفية في مواجهة مخالفيه، وتسأل “لماذا يعزل نفسه يومياً حتى من أقرب المتحالفين معه ممن يشاركونه الحكم حتى ولو كانت مشاركتهم تمومة جرتق”، وزاد “لماذا هذا الطغيان الذي ذُم ليس في قرآن ربنا فحسب وإنما حتى في عُرفنا ومزاجنا السوداني الذي يميل إلى العفو والصفح”.
ورأى الطيب مصطفى أن رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي، أعطى دفعة قوية للحوار الوطني عندج ابتداره من قبل البشير، “لكنه خرج بعد ذلك مغاضباً جراء فعل منكر في حقه لم يستسغه إلا قلة من الناس”.
أكد أن تصرف السلطة تجاه المهدي قاد لسلسلة متلاحقة من التداعيات التي تراكم بعضها فوق بعض من الطرفين، قائلا “لو كان من اتخذوا قرار اعتقال المهدي يعلمون ما ستؤول إليه الأمور لربما ما فكّروا في تلك الخطوة غير المحسوبة”.
وأقسم الطيب مصطفى أنه يجد تململاً وعدم رضا عن “هذه الروح المستعلية المتكبِّرة حتى من قيادات مهمة داخل المؤتمر الوطني (تطنطن) في مجالسها الخاصة، وفي جلسات الأنس والمناسبات الاجتماعية، لكنها تظل صامتة لاعتبارات كثيرة ليس هذا مجال الافصاح عنها”.
وأشار إلى أن الحزب الحاكم ظل ديدنه منذ أيام التجمع الوطني الديمقراطي قبل نيفاشا وبعدها وحتى اليوم “لا يجيد بسياساته الخرقاء أكثر من شن الحرب على نفسه وعلى هذا الوطن المنكوب”.
وتابع “المؤتمر الوطني يدفع المهدي وكثيراً من القوى السياسية دفعاً نحو مستنقع عرمان وحركته الشعبية، كما يدفع الوطن نحو هاوية سحيقة نرى تجلياتها في دول أخرى من حولنا”.
واتهم الرئيس البشير، السبت الماضي، قوى المعارضة المتحالفة مع الجبهة الثورية المتمردة، بالعمالة والإرتزاق، ونصح قادتها بعدم العودة للبلاد وملاقاتهم في ميادين القتال بجنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور.
ووقعت أحزاب سودانية معارضة وحركات مسلحة ومنظمات مجتمع مدني، في الثالث من ديسمبر الحالي، اتفاقا في أديس أبابا تحت اسم “نداء السودان” لوقف الحرب وتفكيك دولة الحزب وتحقيق السلام الشامل والتحول الديمقراطي.