Thursday , 28 March - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

أحزاب الحوار تهاجم الحكومة السودانية وتبدي إمتعاضها من “الوطني”

الخرطوم 15 ديسمبر 2014 ـ شنت القوى السياسية المشاركة في الحوار الوطني السوداني هجوما عنيفا على الحكومة وحزبها، وأبدت تضجرها وإمتعاضها من تصرفات المؤتمر الوطني وحملته مسؤولية تعطل خطوات الحوار، كما دمغت السلطات الرسمية بخرق التفاهمات التي نصت عليها “خارطة الطريق”، القاضية بمنع الإجراءات الاستثنائية وبينها الاعتقالات السياسية.

إعضاء آلية الحوار الوطني خلال مؤتمر صحفي - سودان تربيون
إعضاء آلية الحوار الوطني خلال مؤتمر صحفي – سودان تربيون
واطلق الرئيس عمرالبشير دعوة للحوار الوطني نهاية يناير الماضي، حث فيها معارضيه دون استثناء على الإنضمام لطاولة حوار، تناقش كل القضايا الملحة، لكن دعوته واجهت تعثرا بعد نفض حزب الأمة يده عنها ورفض الحركات المسلحة التجاوب معها من الأساس.

وقسّمت دعوة الحوار الوطني قوى المعارضة السودانية الى شطرين بعد اختيار عدة أحزاب التجاوب معها بينها المؤتمر الشعبي وحركة “الاصلاح الآن” ومنبر السلام العادل اضافة الى أحزاب الحقيقة الفيدرالي، وتحالف قوى الشعب العاملة وآخرين، بينما قاطعتها أحزاب الشيوعي والبعث والناصري وكيانات أخرى معارضة، واشترطت للمشاركة فيه إلغاء الحكومة للقوانين المقيدة للحريات والإفراج عن المعتقلين السياسيين وتشكيل حكومة انتقالية وهو ما رفضته الحكومة السودانية بشدة.

ولم يتمكن الموافقون على الحوار من إحداث أي اختراق على القضايا المفترض النقاش حولها، والمتمثلة في كيفية حكم السودان بجانب القضايا الاقتصادية والعلاقات الخارجية فضلا عن ملف مرتبط بقضية الهوية.

وحملت قوى مشاركة في الحوار المؤتمر الوطني الحاكم مسؤولية التأخير الذي لازمه لقرابة العام.

وكان الرئيس عمر البشير توقع أمام الجمعية العمومية لأحزاب الحوار الوطني خلال نوفمبر الماضي انطلاق الحوار بنهاية ذات الشهر.

وقال نائب رئيس حركة “الإصلاح الآن” عضو آلية الحوار حسن رزق في مؤتمر صحفي، الإثنين، إن قوى المعارضة تبدي إهتماما أكبر بالحوار مقارنه بالحكومة وحزبها، وأشار الى ان تعطل مشروع الحوار يعود لإنشغال المؤتمر الوطني بالتحضير للانتخابات وقبلها انصرافه الى ترتيبات مؤتمره العام.

واتهم رزق الحكومة بخرق الاتفاق والإلتزام الذي نصت عليه “خارطة طريق” الحوار الوطني، من بينها إتاحة الحريات الحريات ومنع الاعتقالات، لافتا الى ان الحكومة اضطرت خلال الفترة الماضية للافراج عن المعتقلين بعد ضغوط مارستها أحزاب الحوار الوطني.

وإقتادت سلطات الأمن في الخرطوم كل من فاروق أبوعيسى، رئيس تحالف قوى لإجماع الوطني المعارض وأمين مكي مدني رئيس تحالف منظمات المجتمع المدني قبل نحو عشرة أيام اثر عودتهم للخرطوم بعد التوقيع على “نداء السودان” مع تحالف الحركات المتمردة، الجبهة الثورية السودانية، وحزب الأمة القومي المعارض.

كما تم أيضا اعتقال فرح عقار المرشح السابق الحزب الحاكم لولاية النيل الأزرق، بعد عودته من أديس أبابا حيث التقى بقوى الجبهة الثورية إلا إنه لم يوقع على هذا الإعلان.

وقطع رزق برفض المعارضة لأي اعتقالات أو محاكمات سياسية، معلنا تقدم قوى الحوار بخطابات الى جهاز الأمن ووزارة الداخلية حول الاعتقالات والحريات، لكنه نفى تسلم أي ردود عليها.

وإنتقد حسن رزق تنامي التضييق في الحريات ومنع السياسين من ممارسة نشاطاتهم واقامة الندوات في الأماكن العامة متهما الحزب الحاكم بالسيطرة على الاعلام ومنع معارضيه من أي تحركات، واستغرب فرض جهاز الأمن سيطرته حتى على الجامعات.

وقال “جهاز الأمن بات متحكما في الجامعات ونشاطاتها السياسية” مطالبا بإبعاد منسوبيه عن المؤسسات الجامعية.

وأشار المسؤول بحركة “الإصلاح الآن” الى ان الحزب الحاكم لم يوفر أي ضمانات للحركات المسلحة والأحزاب الرافضة للانضمام الى طاولة الحوار، وإعتبر عمليات الصيف الحاسم التي أعلنت عنها الحكومة والقوات المسلحة لا تستطيع انهاء التمرد.

واعترف رزق بأن قوى المعارضة تواجه انقسامات مما تسبب في اضعافها وأشار الى ان توقيع “نداء السودان” زاد حالة الشتتات وسط المعارضة.

ووقعت أحزاب سودانية معارضة وحركات مسلحة ومنظمات مجتمع مدني، في الثالث من ديسمبر الحالي، اتفاقا في أديس أبابا تحت اسم “نداء السودان” لوقف الحرب وتفكيك دولة الحزب وتحقيق السلام الشامل والتحول الديمقراطي.

وأغضب الاتفاق الموقع الحكومة السودانية وإتهم البشير، السبت الماضي، قوى المعارضة المتحالفة مع الجبهة الثورية المتمردة، بالعمالة والإرتزاق، ونصح قادتها بعدم العودة للبلاد وملاقاتهم في ميادين القتال بجنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور، وقطع بأن القوات النظامية ستعلن السودان خاليا من التمرد هذا العام.

وبعد يوم من حملته التصعيدية القوية تجاه معارضيه وابرزهم الصادق المهدي زعيم حزب الأمة، اجتمع البشير، الأحد، الى نجل المهدي ومساعده في القصر الرئاسي عبد الرحمن الصادق وبحثا حزمة من القضايا السياسية على رأسها ملف الحوار الوطني ومواقف القوى السياسية المتحفظة عليه.

Leave a Reply

Your email address will not be published.