استئناف مفاوضات المنطقتين بين الخرطوم ومتمردي “الشعبية” بأديس أبابا
أديس أبابا 12 نوفمبر 2014 ـ انطلقت بأديس أبابا، الأربعاء، الجولة السابعة للمفاوضات بين الحكومة السودانية ومتمردي الحركة الشعبية ـ قطاع الشمال، حول المنطقتين “جنوب كردفان والنيل الأزرق”، ودخل المبعوث الأميركي دونالد بوث في لقاء استباقي قبل المحادثات مع وفد المتمردين في فندق راديس، لم ترشح عنه أي معلومات.
وشددت الوساطة على ضرورة أن يتوصل طرفا التفاوض إلى اتفاق ينهي الحرب ويضع حدا لمعاناة المواطنين في جنوب كردفان والنيل الأزرق وقال ان ذلك سيسمح بوصول المساعدة للمواطنين في مناطق الحرب ويمهد الطريق لعقد حوار وطني شامل لتحقيق السلام في ربوع البلاد.
وتخوض الحكومة حربا مع متمردي الحركة، بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق منذ يونيو 2011.
وقال الوسيط الأفريقي ثامبو امبيكي لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية للجولة السابعة من المفاوضات بين الطرفين إن الوساطة سعيدة بعودة الطرفين لاستئناف التفاوض حول المنطقتين مشيرا إلى الحراك السياسي الذي انتظم السودان ما يشير إلى “رغبة أكيدة للأطراف السودانية بضرورة تحقيق السلام والاستقرار”.
وتجدر الاشارة إلى ان مني مناوي رئيس فصيل لحركة تحرير السودان كان ضمن أعضاء وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال وقد حيى أمبيكي وجوده في الصالة ضمن الوفد المفاوض وقال انهم سيتفاوضون معه حول إقليم دارفور في الأيام المقبلة، بينما حرص وفد الحكومة على توضيح ان وجوده لا يعني ان أجندة المفاوضات سوف تتطرق لشيء أخر عدا النيل الأزرق وجنوب كردفان.
وقدم وفد الحركة الشعبية رؤيته للمبعوث الأميركي لدولتي السودان وجنوب السودان دونالد بوث، وتمسك رئيس وفد الحركة ياسر عرمان بحوار شامل يتجاوز المنطقتين إلى كل السودان بما في ذلك دارفور.
وقال عرمان “إن الحركة الشعبية ستناقش في هذه الجولة قضايا السودان كافة من خلال منبرين، انطلق اليوم الأول بالتفاوض حول المنطقتين فيما ينطلق المنبر الثاني في الثاني والعشرين من الشهر الجاري في أديس أبابا أيضا”.
وكانت الآلية الأفريقية رفيعة المستوى قد قدمت خلال أكتوبر الماضي، الدعوة للحركة الشعبية ـ قطاع الشمال والحكومة لاستئناف التفاوض حول المنطقتين بأديس أبابا في 12 نوفمبر، بينما قدمت دعوة مماثلة لحركات دارفور والحكومة لبدء التفاوض حول وقف العدائيات بأديس أبابا في 22 نوفمبر.
واعتبر عرمان الجولة الحالية “فرصة نهائية” للخروج بالسودان من أزماته، قائلا “إن أمام الطرفين طريقين لا ثالث لهما”، ودعا إلى ضرورة تجميد الانتخابات لتقام تحت رعاية حكومة إنتقالية.
من جانبه رفض رئيس وفد الحكومة للمفاوضات إبراهيم غندور أي حديث عن توسيع منبر التفاوض ليشمل دارفور، قائلا إن وفد الحكومة أتى هذه الجولة وفقا للتفويض الممنوح من قبل مجلس الأمن الدولي بالرقم 2046.
وأكد غندور أن وفده يدخل الجولة الحالية بقلب مفتوح للتوصل إلى السلام، وأفاد أن مواطني النيل الأزرق وجنوب كردفان يترقبون إنهاء معاناتهم، منبها إلى التطورات السياسية التي يشهدها السودان على خلفية الحوار الوطني.
وعقد الوفد الحكومي بقيادة مساعد الرئيس إبراهيم غندور اجتماعا منفصلا، فيما يبدو للاتفاق على الخط التفاوضي للحكومة.
وقال عضو الوفد الحكومي المفاوض عبدالرحمن أبو مدين في تصريحات صحفية، إن هناك علاقة مباشرة بين التفاوض والحوار مع الحركات المسلحة لتصب النتائج في تقدم عملية الحوار.
وشدد على أن الوصول إلى اتفاق حول الترتيبات الأمنية سيكون الدافع إلى إنجاح المهمة وترتيب وجهات النظر.
ورأى أبومدين أن الرغبة متوفرة لدى الأطراف كافة لإنهاء الصراع والوصول إلى تسوية سياسية شاملة تعبر بالبلاد من مرحلة الاحتقان والوصول إلى توافق وطني يجمع الأطراف السياسية وحاملي السلاح.
وكان وفد الآلية الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثامبو أمبيكي، قد استبق المحادثات الحالية بجولات ماكوكية بين الخرطوم والقاهرة وأديس أبابا، مهدت لاستئناف المحادثات التي توقفت منذ نهاية شهر أبريل الماضي.
إلى ذلك أكدت حركة “الإصلاح الآن” دعمها لجهود الوساطة الأفريقية لإعتمادها حصر جولة التفاوض حول قضايا المنطقتين فقط، وأفادت أن الجولة تناقش قضية النيل الأزرق وجنوب كردفان وغير معنية بمناقشة قضايا البلاد الأخرى التي مكانها طاولة الحوار الوطني الذي دعا له رئيس الجمهورية، موضحة أن التركيز على قضايا المنطقتين يضمن نجاحها.
وطالب نائب رئيس الحركة حسن عثمان رزق الوفد الحكومي والحركة بضرورة الالتزام بقرارات الوساطة الأفريقية الداعية لحصر التفاوض حول قضايا النيل الأزرق وجنوب كردفان في الجولة الحالية بأديس أبابا.
وقال رزق للمركز السوداني للخدمات الصحفية أن صدق النوايا يسهم في تقريب وجهات النظر بين الطرفين، مشيراً إلى أن امبيكي يبذل جهوداً كبيرة للتقريب بينهما والوصول لحلول ترضي الجانبين.
وأكد أن الوصول لأهداف ايجابية سيكون متاحاً إذا نوقشت القضايا المطروحة بعقل وقلب مفتوحين يسهم في وقف الحرب وتحقيق السلام الذي يمثل المدخل الحقيقي لعلاج أزمات البلاد داعياً الطرفين لتجاوز العقبات التي تعترض مسار التفاوض.