معارضون: ترشح البشير للرئاسة يدخل السودان في نفق مظلم
القاهرة أ 27 كتوبر 2014 ـ أثار إعادة ترشح الرئيس السوداني، عمر البشير، لفترة رئاسية ثالثة، جدلا واسعا في أوساط المعارضة السودانية بسبب حالة الاحقتان التي يعاني منها الشارع السياسي في السودان.
ويحكم البشير البلاد منذ وصوله عبر انقلاب عسكري في 30 يونيو 1989، وفي حال فوزه في الانتخابات المقررة في أبريل المقبل فإنه سيحكم لخمس سنوات أخرى ليصل مجموع سنواته في الحكم إلى 30 عاما.
وإعتمد المؤتمر العام للمؤتمر الوطني الحاكم، رسميا البشير رئيساً للحزب لدورة جديدة ومرشحاً عنه لرئاسة الجمهورية في الانتخابات المقبلة بعد أن حصد 94.21% من المصوتين.
و أكد المتحدث الرسمي باسم حركة “تحرير السودان” (قيادة مني أركو مناوي)، عبد الله مرسال، أن الحركة لها موقف محدد من نظام الإنقاذ برمته بداية من الحوار الوطني إلى الانتخابات الرئاسية وعدها “مسكنات” يعطيها النظام للمجتمع الدولي لتمرير الانتخابات الرئاسية دون “شوشرة” – على حد وصفه -.
وأضاف مرسال أن نظام “الإنقاذ” سعى لتوحيد الصف الإسلامي من خلال طاولة الحوار الوطني في ظل فشل التجارب الإسلامية في معظم بلدان الربيع العربي، مشيرا إلى أن ترشح البشير لفترة رئاسية جديدة “نذير شؤم” لمستقبل الدولة السودانية.
وفي سياق متصل، أكد الأمين العام للجبهة الوطنية العريضة، حسين إسماعيل أمين نابري، في اتصال هاتفي من باريس حسب “دوت مصر”، أن إعلان حزب المؤتمر الوطني، ترشح البشير مرة أخرى للانتخابات الرئاسية المقبلة يأتي في إطار “المسرحية الهزلية” التي حاول بعض قيادات الحزب إخراجها لتمرير العملية الانتخابية المقبلة في ظل الرفض المطلق للشارع السوداني لها.
وأشار نابري إلى أن “موقف الجبهة واضح من الانتخابات المقبلة، بعدم المشاركة في ما وصفها بالمسرحية واردف “ولن نقبل الحوار مع هذا النظام الذي قتل وشرد أبناء الشعب السوداني”.
وطالب نابري جموع الشعب السوداني “بالانقضاض من أجل إزاحة نظام البشير الذي يعاني من عزلة دولية ويصنف كمجرم حرب”.
وأشار إلى أن هناك أنباء عن تحركات داخل صفوف الجيش السوداني، ربما تسفر عن دعم عسكري من الجيش للشعب، إذا حدث حراك في الشارع في ظل تذمر عدد كبير من القيادات بسبب الوضع السياسي للدولة.
وأكد السكرتير السياسي لمكتب الحزب الشيوعي بالقاهرة، عاطف إسماعيل، أن “قرار البشير بالترشح مرفوض شعبيا، ويتجه بالسودان إلى الهاوية، في ظل عدم تأييد جميع القوى السياسية لهذه الخطوة”.
وأضاف إسماعيل أن “البشير قال خلال الحوار الوطني إنه لن يقبل الترشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة، وسيدعم تكوين حكومة انتقالية تمهد الشارع السياسي لمناخ ديمقراطي، عقب عقد مؤتمر دستوري عام، وإلغاء العزل السياسي”.
وأشار إلى أن “المعارضة السودانية تناشد المجتمع الدولي الضغط على نظام البشير، الذي ما زال يمارس سياسيات إقصائية تجاه الشعب السوداني، حتى يستيطع السودان أن يخرج من عنق الزجاجة”، منوها الى أن “ترشح البشير للانتخابات الرئاسية المقبلة مخالف للدستور الذي ينص على أن للرئيس حق الترشح لفترتين فقط”.
على صعيد آخر أوضح الناشط السياسي المقيم في أوسلو، عبد الرحمن دقيس، لـ”دوت مصر”، أن هناك عدة قوى من المعارضة تحالفت مع النظام لتمرير ترشح البشير للانتخابات الرئاسية المقبلة، من أجل المشاركة في الحكومة، مضيفا أن أي محاولة لحشد الشارع السوداني تجاه إسقاط النظام، ستعتمد بالأساس على القوى الشبابية.