أحزاب معارضة توقع في الجزيرة “ميثاق طيبة” لتغيير النظام
طيبة 23 أكتوبر 2014 ـ وقعت أحزب سودانية معارضة، الخميس، على مشروع سياسي اطلقت عليه اسم (ميثاق طبية) من أجل تغيير النظام، وقالت قيادات إن الميثاق بمثابة تطهير لما يجري في الخرطوم من ممارسات يقودها الحزب الحاكم، وأكدوا ضرورة توحيد المعارضة السياسية والمسلحة لإسقاط النظام.
ووقعت الأحزاب على الميثاق ببلدة طيبة التي تبعد نحو 10 كلم غربي مدينة ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة، ورعاه شيخ السجادة العركية الشيخ عبد الله أزرق طيبة.
ووقع على “ميثاق طيبة” كل من حزب الأمة القومي، الاتحادي الديمقراطي، المؤتمر السوداني، المؤتمر الشعبي، حركة “الإصلاح الآن”، الحزب الليبرالي، حزب البعث، العربي الناصري، ممثل الحركات المسلحة، وجبهة الشرق القيادة المكلفة، بينما تغيب الحزب الشيوعي.
ونص الميثاق على أهمية خلق سودان ديمقراطي حر يقيم السلام الشامل والاستقرار والتنمية المستدامة وأسس الحكم اللامركزي وتقوم علاقته الإقليمية والدولية على مصلحة السودان ومبادئ حسن الجوار.
وأعلنت المعارضة التزامها بمحورية وحتمية العمل الجماعي في الوقت الحرج لاخراج الوطن من أزمته الشاملة ودعت لتأسيس عمل جماعي مجدي وفعال يشمل كافة الأحزاب السياسية وأكدت انطلاقها لحل الأزمة السودانية عبر التجارب والاتفاقات السابقة والسعي لتطبيق بنود اتفاق “طيبة” وتطويره لخدمة البلاد.
والتزمت المعارضة بتغيير “الوضع المأزوم” بوسائل النضال المجربة وجددت رفضها لانتخابات 2015 التي قالت إن حزب المؤتمر الوطني الحاكم يعمل على الترتيب لها بمفرده بدون التوافق مع الآخرين.
واعتبرت نائب رئيس حزب الأمة القومي مريم الصادق المهدي في ندوة عقب مراسم التوقيع، “ميثاق طيبة، بمثابة تطهير لما يجري في الخرطوم من ممارسات سياسية يقودها الحزب الحاكم بدءً من مؤتمره العام وقالت إن الاعلان يشكل تغييرا شاملا في البلاد ويعمل على تقييم السلام الشامل والتحول الديمقراطي الكامل وحل الأزمة التي يمر بها السودان.
واتهمت حزب المؤتمر الوطني بتخوين والدها “الصادق المهدي” وتجريمه لإبرامه “اعلان باريس” مع الجبهة الثورية في أغسطس الماضي، وسخرت من حديث الرئيس عمر البشير بأن صهيونيا رتب للقاء بين المهدي والجبهة الثورية وقالت “الصهيوني ده إلا كان أنا” في إشارة إلى أنها عملت على ترتيب اللقاء.
وقللت مريم من مبادرة الحوار الوطني التي اطلقها الرئيس البشير، مشيرة إلى أن الحزب الحاكم يحاول أن يسيطر عليه ويقوده بنفسه، وقالت إنهم لن يجرموا حزبي المؤتمر الشعبي وحركة “الإصلاح الآن” لأنهم ذهبوا للحوار مع النظام، مضيفة “لكن نحن لن نذهب لأننا نرى أن التغيير الشامل عبر طريقين، التسوية السياسية أو عن الانتفاضة الشعبية.. ونحن قادرون عليها”.
من جهته قطع رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ بأن المعارضة لن تستطيع إسقاط النظام إلا بتوحد رؤى المعارضة السلمية والمسلحة مشددا على ضرورة الوعي السياسي الساطع الذي يدرك مخاطر النظام، محذرا من أنه في حال عدم حدوث ذلك فإن مهمة المعارضة في إسقاط النظام ستكون عصية.
واعتبر الشيخ أن الحوار بمثابة مخرج لحزب المؤتمر الوطني وليس مخرجا للبلاد من أزمتها الحالية، وأضاف أن الحوار تسبب في الفرقة والشتات بين الأحزاب السياسية، وانتقد القوى السياسية على التهافت في تقسيم الغنائم مع النظام الحاكم مشيرا إلى ان النظام يتعامل بعقلية التكتيك والكسب السريع.
ونعى رئيس حزب المؤتمر السوداني، مشروع الجزيرة قائلا إن المشروع لا مستقبل له ولا أمل في ظل السياسات الحالية التي تمارس في قانون 2005 الذي قال إنه يعمل عمدا على “تعطيش” الزراعة بالمشروع واتهم النظام بالسعي لدفع مزارعي الجزيرة دفعا لبيع أراضيهم في المشروع الزراعي الضخم.
ونفى الأمين السياسي بحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر مفارقتهم للمعارضة، مشيرا إلى أن دخولهم في الحوار كان خوفا مما جرى في دول الربيع العربي وأبان أن حزبه أعد أوراقا كاملة في حواره مع النظام الحاكم حول الحريات والسياسة والإقتصاد مؤكدا أنهم لن يجاملوا فيها النظام الحاكم في طاولة الحوار.
وأكد أن الثاني من نوفمبر القادم سيشهد انعقاد مؤتمر الحوار وزعم ان حزبه يمثل معارضة حقيقية ويستمد قرارة من الشعب السوداني وينحاز لكافة القضايا التي تتبانها قوى المعارضة مشيرا إلى ان هناك أزمة مؤسسات طاحنة أبرزها انهيار مشروع الجزيرة واستغلال سلطة القانون في غير موضعها كاعتقال السياسيين لأكثر من 15 يوما.
إلى ذلك دعا عضو مبادرة أزرق طيبة بروفيسور الطيب زين العابدين الأحزاب المعارضة إلى تبني إرادة سياسية قوية وترك الحساسية بين الأحزاب التي يسعى كل منها لقيادة الآخر.
وشدد على ضرورة وضع برنامج لوحدة وعمل المعارضة السودانية، قائلا إن محاولة الإصلاح ينبغي أن تبرز من جماعة من القوى السياسية وليس من حزب واحد.