تجمع طلاب دارفور: السلطة الإقليمية تحولت لآداة بيد الحزب الحاكم
الخرطوم 11 أكتوبر 2014- شن تجمع روابط طلاب دارفور بالجامعات السودانية هجوما عنيفا على السلطة الاقليمية لدارفور برئاسة التجاني السيسي وقطع بانها لاتمثل انسان الإقليم بعد ان تحولت الى آداة لتنفيذ أجندة الحزب الحاكم.
وشجب التجمع بقوة صمت السلطة الاقليمية حيال ما يتعرض له طلاب دارفور بالجامعات من ملاحقات واعتقالات بواسطة اجهزة الأمن السودانية ووصف النواب والوزارء والقيادات الدارفوريين المشاركين في الحكومة بـ”الجبناء”.
وهدد رئيس تجمع روابط دارفور كمال الزين في مؤتمر صحفي بدار حزب الامة القومي السبت باللجوء الى تصرفات – لم يحددها- ما لم يتم التجاوب مع مطالب طالبات دارفور المتمثلة في عدم الملاحقة واطلاق سراح المعتقلات.
وكانت السلطات نفذت الاسبوع الماضي عمليات إخلاء قسري لمجمع الزهراء للطالبات “داخلية البركس” بالخرطوم، بعد تعنت نحو 70 طالبة من دارفور ورفضهن مغادرة الداخلية العريقة رغم التزام الصندوق القومي لرعاية الطلاب بتوفير مساكن بديلة بحسب التوزيع الجغرافي للجامعات لحين الانتهاء من صيانة السكن الداخلي.
وقال الصندوق في وقت لاحق إن سكن الطالبات آيل للسقوط بسبب انتهاء مدته الافتراضية والتى تعود الى عهد الاستعمار الانجليزي وانه استبدله بمكان آخر لحين تشييد اربعة أبراج مكانه.
وعمدت السلطات إلى قطع خدمات الكهرباء والمياه تمهيدا لإخلاء السكن.
وأفادت طالبات “سودان تربيون”، الاثنين الماضي، أن الصندوق القومي لرعاية الطلاب طلب مغادرة الداخلية منذ نحو 25 سبتمبر لأغراض الصيانة، بيد أن السلطات نفذت أمر الإخلاء في ظل ظروف صعبة تزامنت مع عيد الأضحى، حيث يقمن نحو 70 طالبة من ولايات دارفور في سكن الطالبات.
واتهمت الناشطة فاطمة فضل، السلطة الإقليمية لدارفور بالتنصل عن التزاماتها تجاه طالبات الإقليم، فضلا عن ممارستها ضغوط سياسية على الطالبات، وقالت لـ”سودان تربيون” إن مسؤولة الطلاب في السلطة اتصلت عليهن، الأربعاء الماضي، وتعهدت بتوفير شقة للطالبات المبعدات من داخلية البركس، لكنها لم تفِ بوعدها.
وأفادت الناشطة أن مسؤولة الإعلام بالسلطة اتصلت عليهن أيضا، السبت، ووعدت بتوفير مواد تموينية، قبل أن تطلب منهن عدم المشاركة في مؤتمر صحفي لمبادرة “لا لقهر النساء” حتى لا تتعرض الطالبات المعتقلات لمزيد من الضغوط.
وأكدت أن 22 طالبة من دارفور تعرض للاعتقال منذ بداية الأحداث، لكن تم اطلاق سراح 3 طالبات في حينه، ثم أفرجت السلطات عن 3 أخريات، الجمعة، وأشارت إلى اختفاء الطالبة نعمات أحمد هارون من جامعة أمدرمان الاسلامية، بعد أن فقد ذووها في دارفور الاتصال بها.
وحاصرت قوات من مكافحة الشغب ورجال في زي مدني داخلية “البركس” وسط الخرطوم في 26 سبتمبر الماضي، وألقت الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع على الطالبات للحيلولة دون خروجهن إلى الشارع الرئيسي، بينما ألقت الطالبات بالحجارة على رجال الشرطة من داخل السكن الجامعي.
الى ذلك كشفت الامين العام لحزب الامة القومي سارة نقد الله عن تكوين اربع لجان لدعم طالبات “البركس” وللاتصال بالقوى السياسية معلنة الاتجاه للدفع بمذكرة لوزارة التعليم العالي ومدراء الجامعات تشجب التعامل مع الطالبات ، لافتة الى اصرار السلطات على إخلاء ” البركس” بتلك الشاكلة دون مراعاة لحرمة العيد .
من جهتها حملت الطالبة سعدية الشيخ الصندوق القومي لدعم الطلاب المسؤولية كاملة جراء تشرد الطالبات.
وقالت انهن اضطررن للجوء الى دار حزب المؤتمر السوداني وتكفل رئيسه ابراهيم الشيخ بايجار شقة لتسكينهن مؤكدة اطلاق السلطات الامنية سراح ثلاث من الطالبات بعد اعتقالهن، فيما اختفت أخريات في ظروف غامضة.
ورجح عضو هيئة محامي دارفور يوسف ادم تعرض الطالبات المفقودات للاختطاف.
وأصدرت مبادرة “لا لقهر النساء” بيانا طالبت فيه باعفاء الطالبات اللائي اعتقلن من الامتحان وايواء الطالبات بصورة عاجلة واتهمت الطالبات الاجهزة الامنية بممارسة عنف لفظي وجسدي تجاههن اثناء الاخلاء.