Friday , 29 March - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

البشير: تجاوزنا الفتور مع السعودية وعلاقتنا بإيران ليست استراتيجية

الخرطوم 11 اكتوبر 2014- قال الرئيس السوداني عمر البشير إن بلاده نجحت في إزالة الفتور مع المملكة العربية السعودية بسبب ما قال إنها معلومات مغلوطة حول علاقات الخرطوم الخارجية، خاصة مع دولة إيران التي أكد ان العلاقة بينها والسودان لا ترقى لأن توصف بالاستراتيجية.

لقاء الرئيس عمر البشير وولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز في جدة
لقاء الرئيس عمر البشير وولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز في جدة
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، السبت، عن البشير تأكيدات بتقديم الشرح للقيادة السعودية حول ما قال انها معلومات مغلوطة كانت ترد بشأن العلاقات مع إيران معترفا بفتور الوشائج بين الخرطوم والرياض، لكنه شدد على انها لم تصل مرحلة التوتر.

وأضاف “علاقتنا مع السعودية مرت بفتور، وليست فترة توتر، لأنه لا يوجد فيما يجري بين البلدين ما من شأنه أن يوتر العلاقات، وحتى الفتور نفسه ما كان ليحصل لولا تسرّب كمّ كبير من المعلومات المغلوطة التي تُنقل عن أوضاع في السودان، وعن علاقات السودان الخارجية، خاصة مع إيران”.

واسترسل قائلا “شرحنا رؤيتنا وحقيقة علاقتنا مع طهران، بأن كل المعلومات التي كانت ترد للقيادة السعودية في هذا الإطار كانت مغلوطة ومصطنعة ومهوّلة ومضخمة، فانهارت بإصدار القرار الأخير بإغلاق المراكز الثقافية الإيرانية والذي اتخذناه كخطوة استراتيجية وليس تمويها على الخليجيين ولا عربونا لكسب ثقة”.

وأكد ان الاتصالات المستمرة والقائمة حتى الآن مع القيادة السعودية نجحت، في تجاوز الماضي.

ودلل البشير على تعدي مرحلة الفتور مع السعودية بحجم الترحيب والتقدير الذي وجده من القيادة السعودية في زيارته الأخيرة للمملكة والتي أدى فيها شعيرة الحج.

واضاف “كان لقاؤنا مع الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حميميا جدا جدا، وعبّر عن مدى عمق علاقاتنا الثنائية”.

الوثيقة المسربة

وحول الوثيقة التي جرى تداولها أخيرا، ونشرها الباحث الأميركي المتخصص بالشأن السوداني إيريك ريفز وتناولت محاضر اجتماع للقيادات العسكرية والسياسية والأمنية بالخرطوم، تحدثت عن مساع لتعزيز الاستراتيجيات مع إيران والتمويه على الخليجيين بالعلاقات الاقتصادية والاستثمارية، رد البشير بأنها سلسلة من التلفيقات التي دأبت عليها بعض الجهات ذات الأجندة لتعكير صفو العلاقة مع الخليج وضرب السودان في مقتل سياسيا واقتصاديا.

وكان إريك ريفز الخبير الأميركي المتخصص فى الشؤون السودانية نشر وقائع لاجتماع ما اطلقت عليه الوثيقة “اللجنة الأمنية والعسكرية” انعقد بكلية الدفاع الوطني، الأحد 31 أغسطس 2014.

وقال ريفز إن مصدراً موثوقاً أرسلها له من الخرطوم، وتضمنت المحاضر سياسة السودان الداخلية والخارجية، وطبقا للوثيقة فإن قيادات رفيعة في الأمن والجيش والحزب الحاكم حضرت الاجتماع الذي سربت وثيقته المتضمنة مناقشات القادة حول التعامل مع الأوضاع الداخلية والخارجية.

ونقلت الوثيقة عن مدير الأمن الشعبي الرشيد فقيري قوله إن إيران حليف للسودان بسبب شبكة العلاقات المشتركة مع الحركات الاسلامية العالمية.

كما اعتبر وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين وفقا للتسريب العلاقة مع ايران واحدة من أفضل العلاقات فى تاريخ السودان وقال ان المساعدة التى تلقاها من طهران لا تقاس، وعليه فإن إدارة العلاقة تتطلب الحكمة والمعرفة بكل تفاصيلها.

ونقلت الوثيقة عن القيادي في المؤتمر الوطني مصطفى عثمان اسماعيل قوله (فى العلن دعونا نحافظ على علاقات جيدة مع دول الخليج، لكن استراتيجياً مع إيران وإدارتها سراً بالأجهزة العسكرية والأمنية).

إحجام طهران

ورفض البشير وصف العلاقات مع ايران بالاستراتيجية وقال إنها عادية جدا، لافتا الى ان طهران احجمت عن مساعدة الخرطوم بعد انفصال الجنوب والضائقة الإقتصادية.

وقال الرئيس السوداني (كثير من الدول وقفت إلى جانبنا، وساعدتنا، وفي مقدمتها المملكة، ولكن بالعزيمة والإصرار تجاوزنا هذه المرحلة بامتياز، دون أن نتلقى من إيران أي مساعدات، ولا فلسا واحدا، إذ كانت كلها وعودا لم تنفِّذ منها واحدا، ولذلك لا يوجد أي مظهر لعلاقة استراتيجية لنا مع إيران).

وقطع البشير بأن بلاده تقف ضد التشيع تماما ولفت إلى أن لديها من المشكلات القبلية ما يكفيها عن فتح باب للصراع بين السنة والشيعة.

واضاف “نحن ضد التشيع تماما، ليس هذا فقط، وإنما نحن منزعجون جدا حتى من التشيّع الذي ينتشر في أفريقيا ببرنامج واضح جدا دخلت فيه دول أفريقية ومنظمات كنسية وأخرى يهودية”.

ومضي يقول “نسعى حاليا لتنفيذ استراتيجية مشتركة للعمل لمكافحة ووقف نزيف وانتشار التشيع في هذه القارة، ولذلك عندما سمعنا أنهم بدأوا يتحدثون عن التشيع في السودان، وتخرج تقارير بأن عدد الشيعة بلغ 12 ألف شيعي، كان لا بد لنا من التصدي لذلك وعدم السكوت على هذا الخطر، فإن كان لإيران مركز ثقافي في الخرطوم، وبالمثل أيضا كان لدينا مركز ثقافي في طهران، ولكن لم تكن مهمة أي منهما اللعب على وتر الشيعة والسنة، فلم تكن نيتنا تحويل شيعتهم إلى سنة، ولذلك لا نرضى أن يعملوا على تحويل سنّتنا إلى شيعة”.

وشدد الرئيس السوداني على حاجة الأمة العربية، لجمع الصف لمواجهة التحديات بتناسي الخلافات مهما بلغت حدتها، وقال: “فنحن الآن نبقى أو لا نبقى، وما حصل في العراق يمكن أن يحدث في أي منطقة أخرى من العالم العربي”.

لن نحارب مصر بسبب حلايب

وقال البشير الذي يستعد لزيارة القاهرة يومى 18 و19 من الشهر الجاري أن أجندة لقائه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تتضمن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلا عن دفع الاتفاقيات الثنائية التي أبرمت، ومنها اتفاقية الحريات الأربع، مبينا أنها كفيلة بإذابة الحدود بين البلدين، وأشار إلى أن العلاقة مصيرية ولا بد من تعزيزها وإعادة الدور المشترك على كافة المستويات.
وقطع بإن بلاده لن تحارب مصر لحل الأزمة المتعلقة بحلايب وشلاتين، مضيفاً “سنحاول حلّها بالتحاور والتفاوض مع إخوتنا المصريين”، وفي حالة العجز التام لن يكون أمامنا إلا اللجوء إلى التحكيم وإلى الأمم المتحدة.

وقال “إننا لن نحارب مصر بشأن هذه الحدود وسنحاول حلّها بالتحاور والتفاوض”.

وأضاف ” لنا أمل بأن نصل إلى نهاية سعيدة بالتفاهم والتحاور والتفاوض المتعقّل، ولن ندخل في حرب مع الشقيقة مصر في هذه الحدود لأن ما بين البلدين والشعبين الشقيقين أكثر من تداخل، فهما كفيلان بأن يتجاوزا مشكلة الحدود”.

اتهامات ليبية

وحول اتهام حكومة رئيس الوزراء الليبي عبدالله الثني بأن السودان يدعم المليشيات الإسلامية في بلاده، قال البشير “الآن اقتنع الثني أن المعلومات التي بنى عليها الاتهامات كانت خطأ، لأنه هو من وقع معنا اتفاقية مشتركة بين ليبيا والسودان، حيث لدينا قوات مشتركة حالياً قيادتها في الكفرة ولدينا قوات داخل ليبيا لتأمين الحدود”.

وحول دعم السودان للإخوان المسلمين في ليبيا، قال “لدينا علاقة مع كل الثوار في ليبيا بمختلف توجهاتهم وتياراتهم وبالتالي يمكننا الاستفادة من هذه العلاقة في إصلاح ذات البين بين الفرقاء الليبيين وجمع صفهم”.

وكان الثني اتهم قطر والسودان بإرسال سلاح إلى قوات فجر ليبيا، وحذر الدوحة والخرطوم من قطع العلاقات الدبلوماسية معهما “إذا لم ينتهيا عن ذلك”.

واستدعت وزارة الخارجية السودانية، القائم بأعمال سفارة ليبيا بالخرطوم، مرتين مؤخراً وأبلغته رسمياً احتجاج السودان على هذه الاتهامات.

الحوثيين.. الخطر الاكبر

وأكد البشير، أن الحوثيين في اليمن يمثلون تهديداً أشد خطورة من تنظيم “داعش” الإرهابي في العراق، لخطورته على وحدة اليمن.

وقال “هنا لا بد من التذكير بأن الحرب على (داعش) يحجب دخانها أبصارنا عن الذي يفعله الحوثيون في اليمن، فهناك التوتر على أشده، واليمن في وضع خطير، لأنه يجمع أشتاتاً من القبائل المسلحة، وهناك جنوب يبحث الانفصال عن الشمال”.

Leave a Reply

Your email address will not be published.