مزارعون: القطن المحور والمبيدات الفاسدة يهددان الإنسان في مشروع الجزيرة
ولاية الجزيرة 9 أكتوبر 2014 ـ قال مزارعون في مشروع الجزيرة ـ أواسط السودان ـ إن القطن المحور وراثياً والآلاف من أطنان المبيدات السامة، الموجودة في العراء أو في مخازن متهالكة، تهدد البيئة وصحة الإنسان بولاية الجزيرة ولفتوا الإنتباه إلى إختفاء كميات كبيرة من المبيدات الفاسدة، وتسربها للأسواق.
وظل مشروع الجزيرة منذ ثمانية عقود مصدر العملات الصعبة الوحيد لخزينة الدولة عبر زراعة القطن، الذي كان يزرع على مساحة 400 ألف ـ 600 ألف فدان، لكن المشروع الذي يعد أكبر مزرعة مروية تحت إدارة واحدة بأفريقيا عانى من الإهمال وسوء الإدارة، ولا يستغل حاليا من أراضيه البالغة 2.2 مليون فدان سوى 10% فقط.
وتساءل بيان صدر عن تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل، عن كيفية دخول 1500 طن من المبيدات الفاسدة للبلاد، مشيراً إلى أنها والقطن المحور وراثياً مسؤولان عن تفشي أمراض السرطان.
وحسب مدير المعهد القومي لعلاج الأورام البروفيسور دفع الله أبو إدريس، فإن ولاية الجزيرة تحتل المركز الأول في الإصابة بالأورام السرطانية، ويناهز متوسط الإصابات الجديدة الألف كل عام.
وشن البيان، الذي صدر الأسبوع الماضي، هجوماً عنيفاً على وزير الزراعة السابق عبد الحليم المتعافي، محملاً إياه مسؤولية إدخال القطن المحور للمشروع رغم إعتراض العديد من الخبراء في مجلس السلامة الحيوية، الأمر الذي دفعهم للاستقالة.
يذكر أن تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل كون في 1999، ككيان موازٍ لاتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل، المحسوب على الحكومة، ويتبنى التحالف مطالب المزارعين، وعارض سياسات خصخصة مشروع الجزيرة وقانون 2005.
وحذر التحالف من خطورة القطن المحور على الصحة، واستنكر التوسع في زراعته هذا الموسم بنسبة 115% مقارنة بالموسم السابق في مساحة 22 ألف فدان، مشيرا إلى تسببه في تزايد حالات السرطان والفشل الكلوي.
وتنعدم الأبحاث العلمية الدقيقة، فيما يتعلق بإزدياد تفشي الإصابة بالسرطان في ولاية الجزيرة، بسبب ضعف الموازنة المخصصة للبحوث العلمية.
وحذر مختصون، في وقت سابق، من خطورة القطن المحور وراثياً على ضوء دراسات هندية، وحسب دراسة علمية رفعت نتائجها إلى وزير البيئة والغابات الهندي في ديسمبر 2009، فإن تعرُّض الحيوانات المستمر للقطن المحوَّر (علف، أوراق، لوز، وبذرة)، تسبَّب في ظهور أعراض مرضية بعد عامين من زراعته بولاية اندرابرادش، تمثلت في السعال، ضيق التنفس، إفرازات الأنف، تبول الدم، ومن ثم الوفاة إذا لم يتم العلاج.
وقال مزارعون في ندوة لجمعية حماية المستهلك عقدت بالخرطوم في مارس الماضي، إن بعض الأبقار نفقت لدى إطعامها بذرة القطن المعدل وراثياً.
ومنذ بدء زراعة القطن المحور بمشروع الجزيرة في 2012 ومنطقة برام بكردفان عبر شركة صينية، يحتدم الجدل حوله لجهة الأخطار المحتملة للبذور المعدلة وراثياً، وقال مسؤولون بهيئة الأبحاث الزراعية في وقت سابق أن المؤيدين للمحاصيل المعدلة وراثياً هم أصحاب المنفعة.
لكن المسؤولون في إدارة مشروع الجزيرة أكدوا في فبراير الفائت، أن القطن المحور حقق إنتاجية عالية قدرت بنحو 15 قنطار للفدان، وأوضح المدير العام للمشروع عثمان سمساعة تزايد رغبة المزارعين في التوسع في هذا النوع من القطن بزراعة 46 ألف فدان.
غير أن الأرقام الرسمية والمنشورة في تقرير بنك السودان للعام الماضي 2013 توضح أن إنتاجية القطن في موسم 2012/2013 بلغت 131 ألف طن مقارنة بـ 288 ألف طن في موسم 2011/2012، بنقصان يبلغ 54.5%.
وتشير “سودان تربيون” إلى خروج 12 محلجا للقطن منتشرة في مناطق مارنجان والحصاحيصا والباقير من دائرة الإنتاج لشح المنتج من القطن وعمليات الإهمال التي طالتها.
وصاحب ذلك انهيار الصناعات التحويلية والحركة التجارية بولاية الجزيرة، وأدت عمليات إعادة الهيكلة في المشروع وتصفية بنياته التحتية “الهندسة الزراعية، السكة حديد، المحالج والورش” إلى تشريد ألاف العمال، بينما عانت قنوات الري من تدهور مريع، لحد الاستعانة بمضخات الجازولين لري الأراضي رغم نظام الري الإنسيابي الرخيص الذي يتميز به المشروع.