“الشعبية”: البشير يتنصل عن الحوار ويحضر لحرب واسعة
الخرطوم 6 أكتوبر 2014 ـ اتهمت الحركة الشعبية ـ قطاع الشمال، الرئيس السوداني عمر البشير وحزبه الحاكم بالتنصل عن الحوار الوطني والتخطيط لإفشال مجهودات الاتحاد الأفريقي لإحلال السلام، والتحضير لشن حرب واسعة خلال فصل الصيف القادم بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وإقليم دارفور.
وأكد الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان لـ”سودان تربيون” أن رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى تابو أمبيكي لم يقدم مقترحا بتأجيل المفاوضات بين الحكومة والحركة حول المنطقتين.
وأوضح أن أمبيكي أرسل لكلا الطرفين دعوة لبداية المفاوضات في يوم 14 أكتوبر، لكن الخرطوم اعتذرت بخطاب رسمي من مساعد الرئيس وقائد وفد التفاوض إبراهيم غندور، بحجة إنعقاد المؤتمر العام للمؤتمر الوطني والحج.
وكان غندور أعلن، الأحد، عن تأجيل جولة المفاوضات مع الحركة الشعبية إلى ما بعد الـ 25 من أكتوبر الحالي، لتزامن الموعد السابق مع انعقاد المؤتمر العام للمؤتمر الوطني الحاكم ووجود بعضا من أعضاء الوفد المفاوض في الأراضي المقدسة لأداء شعيرة الحج.
وتشير “سودان تربيون” إلى أن أمبيكي أبلغ الحكومة، في سبتمبر الماضي، باستئناف المفاوضات بين الحكومة ومتمردي الحركة الشعبية، في 12 أكتوبر على أن يلي ذلك بدء التفاوض مع الحركات المسلحة بدارفور في 15 أكتوبر للتوصل إلى وقف عدائيات يمهد الطريق لحوار سوداني شامل.
وقال عرمان “أنا أقول بوضوح أن الخرطوم تتجه للحرب وإنها تتجه لإحباط كل مجهودات مجلس السلم والأمن الأفريقي وأمبيكي، وعلى المجتمع الدولي أن يتعامل مع الخرطوم بجدية”، وتابع “هذه الخطوة قتلت البرنامج المقترح.. هذه ضربة مباشرة وإحباط مباشر مع سبق الإصرار والترصد لمجهودات الاتحاد الأفريقي وللمجهودات السودانية كلها لقيام الحوار الوطني والوصول إلى سلام واتفاق”.
وأعتبر عرمان تأجيل المفاوضات تنفيذ لخطاب “الجنرال البشير” الأخير، وزاد “كل ما يحدث الآن، المؤتمر الوطني يتجه لإحباط مجهودات الاتحاد الأفريقي وأمبيكي والذهاب للحرب وتزوير الانتخابات”.
وأوصد البشير في 27 سبتمبر الماضي، الباب أمام التفاوض مع حركات دارفور في أي منبر باستثناء الدوحة، ورفض أي تحالفات للجبهة الثورية مع القوى السياسية بعيدا عن مخرجات الحوار الوطني، قبل أن يطالب زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي بالتبرؤ من “أعلان باريس” الموقع مع الجبهة الثورية حتى يضمن له دخول البلاد مجددا.
وقال عرمان “الآن تتوجه قوات من الجنجويد إلى النيل الأزرق وتم استدعاء 10 ألف من الجنجويد والدفاع الشعبي إلى جنوب كردفان كما تم رسم خطة للعمليات في دارفور”.
وقال قائد الفرقة “14” مشاة بكادقلي في ولاية جنوب كردفان اللواء ركن عبد الهادي عبد الله عثمان، خلال تخريج 500 جندي، إن المرحلة الثانية من الصيف الحاسم ستبدأ بعد أيام، وأكد إكمال العدة والجاهزية لـ”رفع التمام” إلى والي الولاية بأن جنوب كردفان خالية من التمرد.
وأضاف عرمان أن “البشير داعية للحرب وتملص فعليا عن الحوار لأنه وجد أن الحوار سيكون حقيقيا وأن القوى السياسية تطالب بحوار حقيقي ولا أحد يمكن أن يذهب لإعادة انتاج مشروع المؤتمر الوطني القديم الذي مات وانتهى”.
وكان خطاب البشير الذي القاه نؤخرا أربك القوى المعارضة المشاركة في مبادرة الحوار التي أطلقها في يناير الماضي وواجهت انتكاسة بانسحاب حزب الأمة وعدم مشاركة الحركات المسلحة وقوى اليسار من الأساس.
وعدّ رئيس حركة “الإصلاح الآن” غازي صلاح الدين العتباني، الأربعاء الماضي، تصريحات الرئيس البشير حول الحوار الوطني تطورا سالبا يتحمل مسؤوليته المؤتمر الوطني وأكد أن الساحة السياسية ستتجه اتجاهات جديدة وينتظر أن تلتقي الأحزاب بعد عيد الأضحى للتشاور حول خيارات بمنأى عن مراوغات الحزب الحاكم.