“سودانير” تفشل في نقل ركاب إلى بورتسودان والقاهرة
الخرطوم 5 أكتوبر 2014 ـ روى مسافرون كانوا يعتزمون المغادرة إلى مدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر عبر مطار الخرطوم، تجربة قاسية أدخلتهم فيها شركة الخطوط الجوية السودانية “سودانير”، وأضطر العديد منهم لإلغاء سفرهم بعد أن أدركهم عيد الأضحى في العاصمة.
وتعاني شركة الخطوط الجوية السودانية من تراجع مريع في خدماتها، ولم تشهد الشركة العريقة أي انتعاش حتى بعد فض شراكة مع مجموعة عارف الكويتية وشركة الفيحاء السودانية، كانت موزعة بواقع 49% لمجموعة عارف، و21% لشركة الفيحاء، و30% لحكومة السودان.
وتأسست “سودانير” في العام 1951 وتطورت بسرعة فائقة حتى أصبحت من أكبر شركات الطيران في المنطقة، لكنها بدأت في التراجع منذ نحو عقدين. وأقر وزير النقل أحمد بابكر نهار أمام البرلمان في مايو الماضي، بأن الشركة تملك طائرة واحدة فقط ولديها 7 طائرات متعطلة، إضافة إلى طائرتين مستأجرتين.
وحسب أحد المسافرين إلى بورتسودان لـ “سودان تربيون” فإنه أضطر للجوء إلى “سودانير” بعد أن عجز في الحصول على تذكرة سفر يرا، رغم زيادة سعر التذكرة لنحو 30%، الا انها كانت تباع في السوق السوداء.
ويقول المسافر ـ الذي فضل حجب اسمه ـ إنه حجز على رحلة دولية لـ “سودانير” مسارها “الخرطوم ـ بورتسودان ـ القاهرة”، وكان مقرر إقلاع الطائرة الثانية ظهرا يوم الخميس.
وروى الراكب كيف أنه تسلم تذكرة صعوده للطائرة والتي كانت عبارة عن “ورق بائس” ورغم ذلك كان يمني نفسه بالعيد بين أسرته، لكن المفاجأة كانت تأجيل الرحلة، عندما أبلغهم موظف سودانير عند الساعة التاسعة ليلا بأن الشركة فشلت في استئجار طائرة أخرى بعد تعطل طائرتها بالضعين، وعليه سيتم نقل الركاب إلى فندق “ريجنسي” وسط الخرطوم.
وأشار إلى معاناة النساء والمسنين والأطفال طوال فترة الانتظار داخل صالة المغادرة طوال 7 ساعات في انتظار حلم الإقلاع إلى ذويهم في بورتسودان.
ومن بين المنتظرين كان مسن يدعى “عبدو” جاء إلى المطار على مقعد المعاقين لأنه لم يتعافى من جلطة سببت له شلل في نصفه الأيسر، ولم يبلغ الرجل بتأجيل الرحلة، فأضطر إلى التحامل على مرضه منتظرا الطائرة، لكن ما لم يحتمله هو تفويته 3 جرعات من دوائه بسبب الشحن ـ المزعوم ـ لأمتعته.
وتم إبلاغ الركاب بفشل الشركة في استئجار طائرة أخرى بعد احتجاج قادته امرأة تدعى “فاطمة” ليتم نقل الركاب بعدها إلى فندق “ريجنسي”، ودفعت “سودانير” تكلفة إقامة تفوق ثمن التذكرة التي منحتها للركاب.
ورغم ذلك لم يتمكن سوى 35 راكبا من المغادرة إلى بورتسودان صبيحة عيد الأضحى، عبر طائرة مستأجرة، بينما اختار آخرون العودة إلى ذويهم في الخرطوم بعد انقضاء العيد، وظل مصريون مغادرون إلى القاهرة في انتظار ما يقلهم إلى بلادهم.
ويقول الراكب، الذي تحفظ عن ذكر اسمه، ساخرا: “أصبحت موقنا أن العيد في الغرفة 415 ليس سيئا لذا حافظوا على الحجز على سودانير دائما وأوصوا أسركم بالاحتفاظ بصور تذكارية للخروف ربما هي المتبقية من ذكريات العيد”.