ترحيب دولي واقليمي باتفاق (اديس) والشيطان في التفاصيل
بقلم عمار عوض
ارجأت آلية الحوار الوطني المعروفة اختصارا بـ”7+6″ ، اجتماعا مفصليا كان ينتظر عقده الأحد برئاسة الرئيس عمر البشير لتحديد موعد انطلاق الحوار رسميا ، ورجحت مصادر مطلعة تحدثت لـ”سودان تربيون” ان يكون التأجيل مرتبطا بتواجد قيادات من الآلية في اديس ابابا بينما حشدت حركة الاصلاح عضويتها للحضور لاستقبال رئيس الحركة غازي صلاح الدين بعد نجاحه في احداث اختراق بالاتفاق على وثيقة الحوار الوطني وعملية البناء الدستوري.
في الوقت الذي رحب فيه حزب المؤتمر الوطني ، باتفاق المبادئ الذي وقعته الجبهة الثورية وموفدي آلية الحوار الوطني برعاية الوساطة الأفريقية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، الجمعة، ، واعتبر الاتفاق خطوة إلى الأمام.
وقال المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الوطني ياسر يوسف، إن التوقيع الذي تم في العاصمة الإثيوبية بين موفدي آلية الحوار الوطني والحركات المسلحة خطوة مهمة للأمام باعتبارها تلبي مطلباً جوهرياً من مطلوبات الحوار الوطني وهو إشراك الحركات المسلحة في عملية الحوار.
وأضاف يوسف أن حزبه سيدرس ما تم التوقيع عليه مع بقية شركائه من أحزاب الحكومة للنظر في كيفية تحويله إلى برنامج عمل يتسق مع خارطة الطريق التي سبق وأن وقعت عليها القوى المشاركة في الحوار.
وأوضح أن الاتفاق تم بين آلية الحوار الوطني والحركات المسلحة باعتبار أن الموفدين من الآلية يترأسان لجنة فرعية خاصة بالاتصال بالحركات المسلحة، مضيفاً أن الحكومة لديها منابرها التفاوضية في أديس أبابا والدوحة الخاصة بالمفاوضات
في الوقت الذي رحب فيه الحزب الاتحادي الديمقراطي بالاتفاق وعده تقدما كبيرا في مسيرة الحوار الوطني الشامل مضيفا أنه أزال عقبة كبيرة في طريق الوصول الى النتائج الايجابية المرجوة من الحوار.
وقال الأستاذ يوسف أحمد عثمان عضو لجنة الحوار القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل أن الحزب يعول كثيرا على انجاح الحوار من اجل تعزيز الشأن الوطني والوصول الى مسار توافقي يفضي الى مستقبل باهر للسودان مشيرا الى أن الحزب يستلهم في ذلك مبادرة مولانا الميرغني في الوفاق الوطني.
وأضاف ” نأمل خلال المرحلة القادمة أن تحقق كل القوى السياسية أقصى درجات التوافق الوطني من خلال الانخراط في فعاليات الحوار”.وأشار الى الحزب متمسك بأن يكون الحوار في الداخل مع اعطاء الضمانات الكافية للأطراف المتحفظة من الدخول الى السودان.
فيما أعتبر حزب البعث العربي الاشتراكى المعارض في السودان، إتفاق إعلان المبادئ للحوار السوداني الموقع بين آلية “7+6″ و”قوى إعلان باريس” مع الوساطة الافريقية بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا الجمعة، تأسيس لحوار جديد تجاوز مبادرة الحزب الحاكم المتعثرة وأشار الناطق الرسمي بإسم الحزب، محمد ضياء الدين، الى أن الاعلان الموقع تجاهل ما اجمعت عليه القوى السودانية المعارضة حول الحوار الوطني ومطلوباته لاسيما مستهدفات ونتائج الحوار.
وقال ضياء الدين لـ(الطريق)، “ما تم هو نقلة للحوار من مبادرة وطنية الى مبادرة اقليمية مدعومة دوليا ويلعب فيها الوسيط الافريقي ثامبيو مبيكي دور الوسيط الذى سيحدد الاجندة والاطراف المشاركة والمنبر”.وأضاف “مايدعم ذلك ترحيب الامين العام للامم المتحدة وتاكيده على عدم سماحهم بعرقلة المسار الجديد للحوار السوداني”
وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون رحب بالاتفاق بحسب البيان الصادر من الناطق باسمه استيفان دوجريك و الذي اكد من خلاله علي استمرار دعم الأمم المتحدة العملية السلمية بين المتصارعين في السودان . وحث الأطراف ذات الصله والمعنية، وخاصة حكومة السودان، علي ” ضرورة تهيئة المناخ لإجراء حوار شامل وشفاف وموثوق به، على النحو الذي تم فيه التوصل اليوم، وهذا يشمل وقف العدائيات، وتقديم ضمانات الحريات السياسية، بما في ذلك حرية التعبير والتجمع، والإفراج عن المعتقلين السياسيين ..والى غير ذلك من قضايا”. وأكد الأمين العام علي أهمية الحوار الشامل والشفاف لمعالجة الأسباب الجذرية للأزمات المتكررة في السودان وتحقيق السلام المستدام.
حسنا الجميع رحب بالاتفاق ووجد ترحيبا دوليا وداخليا وتبقى هناك قضايا تمثل قنابل مؤقوته امام اجراءات الحوار الوطني بشكله الجديد بعد اعلان مبادي اديس ابابا ويتمثل اولاها في رئاسة الحوار الوطني وهو النقطة التى اختلف فيها الامام الصادق المهدي مع المؤتمر الوطني حيث يرى المهدي ان تكون رئاسة الحوار لجهة او شخصية محايدة وجدد الطرق على هذه القضية في الحوار الذي اجراه معه حسن معوض في قناة العربية حيث فضل ان تكون يسير الحوار على نهج الكوديسا في جنوب افريقيا التى قاد فيها القضاء عملية المصالحة هناك فيما يتمسك المؤتمر الوطني بان تكون رئاسة الحوار للرئيس عمر البشير ومن غير المؤمل ان توافق تنظيمات اعلان باريس بان يكون البشير هو راس الحوار ولكن مع دخول امبيكي على الخط قلل من معارضتها هذه ومن غير المعروف الى الان كيف ستحل هذه المعضلة .
النقطة الثانية في شيطان تفاصيل انخراط كيانات اعلان باريس في الحوار الوطني هي اين سيعقد هذا الحوار حيث تصر احزاب لجنة سبعه زائد سبعه ومن خلفهم المؤتمر الوطني ان يكون محل انعقاد جلسات الحوار الوطني في العاصمة السودانية الخرطوم في الوقت الذي نفت فيه الجبهة الثورية نيتها ارسال اي وفد منها الى الخرطوم وقالت على لسان ياسر عرمان انها لن ترسل وفدا الى الخرطوم ولكنه اشترط لذلك لكنه عاد وقال “إلا إذا تم الاتفاق على وقف الحرب وتوفير الحريات والاتفاق على إجراءات سليمة وهو ما يحيلنا الى النقطة الاهم في شيطان التفاصل هذا هو قضية وقف الحرب ماهي الصيغة التى ستخرج بها خاصة وان الحكومة سبقت لها وان رفضت اعلان وقف العدائيات الذي قدمته قوى اعلان باريس في السابق مع انه لم يفت شئ فيمكن للحكومة السودانية ان تعلن مبادرة منها باعلان وقف العدائيات لفتح الطريق امام مبادرة الحوار الوطني لتثمر دخول قوى اعلان باريس في الحوار مع ان وقف العدائيات يحتاج الى تفاصيل كثيره تحتاج ان تبحث مع قوى الجبهة الثورية التى تمتد مناطق عملياتها من دارفور الى النيل الازرق .
وتبقى النقطة التى يمكن ان تكون ضربة البداية بحق وحقيقة في عملية الحوار هي اطلاق سراح المعتقلين والمحكومين على زمة قضايا سياسية مثل مسجوني حركة العدل والمساواة فيجب على الحكومة ان ارادت ان تبرهن على حسن نيتها وبعدها يمكن للوساطة الافريقية ان ترعى محادثات يكون فيها حزب المؤتمر الوطني ممثلا الى جانب غازي صلاح الدين واحمد سعد عمر للدخول في تفاصيل وقف العدائيات بعد تعطى الفرصة لامبيكي في استثمار ترحيب الامم المتحدة والاتحاد الافريقي لفتح مبادرة جديدة وشاملة بدلا من منبر التفاوض الجزيئ مع الحركة الشعبية في اديس ابابا فقضايا وقف العدائيات يجب ان تباشر تحت مظلة اشمل فهل يفعلها امبيكي بمخاطبة مجلس السلم والامن الافريقي لرعاية الحوار الشامل في السودان بعد فتح الطريق امام دخول المساعدات الانسانية الى جنوب كردفان والنيل الازرق واطلاق سراح المعتقلين كبادرة حسن نوايا قبل الدخول في الحوار بشكله الجديد دعونا للنتظر لنرى الى اي مدى سيزهب امبيكي في اقناع المؤتمر الوطني بمبادرته الجديدة في اللقاء الذي سيجمعه بالبشير في بحر هذا الاسبوع .