وزارة الصناعة السودانية تهمل مذكرة حذرت من غلاء الزيوت منذ مايو
الخرطوم 21 أغسطس 2014 ـ تحصلت “سودان تربيون” على نسخة من مذكرة رفعتها غرفة الزيوت لوزارة الصناعة السودانية منذ شهر مايو الماضي، تحذر من فجوة كبيرة في انتاج زيوت الطعام بسبب قلة انتاج الحبوب الزيتية، الذي بات على قلته في يد المضاربين وسط توقعات بتوالي ارتفاع الأسعار.
وارتفعت أسعار زيوت الطعام خلال شهر أغسطس الحالي بنسبة 150%، ووصل سعر “جركانة” زيت الفول عبوة 36 رطلا الى 550 جنيها، بدلا عن 170 جنيه، بينما وصلت بقية أسعار زيوت الطعام الأخرى 450 جنيها وبلغ سعر زيت السمسم 800 جنيه. واضطرت الحكومة لتخفيض الضريبة على الزيوت المستوردة 30% في محاولة لكبح جماح الغلاء.
وقدمت مذكرة غرفة الزيوت لوزارة الصناعة مقترحات بناءا على دراسة توضح بالأرقام حجم المنتج من الزيوت والحبوب الزيتية للعام 2014، وأشارت إلى عجز يصل إلى 65 ألف طن قابل للزيادة، ودعت الوزارة للتدخل السريع، وهو ما لم يحدث حتى ارتفعت الاسعار بشكل جنوني.
وكشفت غرفة الزيوت الأسبوع الماضي عن ارتفاع أسعار الحبوب الزيتية بنسبة 300% خلال شهر واحد، نتيجة المضاربات في سوق الحبوب والاحتكار، ليرتفع طن الفول السوداني من 5 ألاف جنيه إلى 17 ألف جنيه.
وأخرجت الاضطرابات الأمنية العديد من الولايات المنتجة للفول السوداني من دائرة الانتاج مثل ولايات دارفور وكردفان.
وأوردت المذكرة أن السودان في حاجة إلى 115,500 طن من زيوت الطعام لسد الاستهلاك حتى ديسمبر 2014، بينما لا يتجاوز الانتاج المحلي 49,860 طن، بجانب 11,000 طن مستوردة، ليصل حجم الزيوت المتوفرة نحو 60,860 طن، وخلصت المذكرة إلى أن العجز المتوقع يصل إلى 54,640 طن.
واقترحت المذكرة جملة معالجات لتجاوز الأزمة تشمل الغاء القيمة المضافة على جميع زيوت الطعام، اعفاء الحبوب الزيتية من رسوم الاستيراد، تخفيض الرسوم الجمركية على الزيوت الخام والزيوت المكررة، مع الابقاء على رسوم الزيوت المعبأة.
كما شملت المعالجات المقترحة الغاء ضريبة التنمية على زيوت الطعام المكررة وتوفير العملة الصعبة بأسعار بنك السودان لاستيراد الزيوت.
وقالت غرفة الزيوت إنه من خلال دراستها اتضح أن استيراد زيوت الطعام ارخص من استيراد الحبوب الزيتية، مشيرة إلى أن مصنعي الزيوت في حاجة إلى قرارات تحميهم من الاسعار غير المعقولة للحبوب الزيتية ومن المضاربين.
وأشارت إلى أن اسعار زيوت الطعام في السودان تفوق أسعارها في دول الجوار، ما يتطلب الاقتداء بدول مثل الهند ومصر أعفت المواد الغذائية من الجمارك لمحاربة زيادة الأسعار.
في ذات السياق قال عضو غرفة الزيوت أبوعبيدة عبد الله محجوب، إنه يتوقع أن ترتفع أسعار الزيوت بالأسواق أكثر مما هي عليه الآن، بسبب عجز الإنتاج الزراعي، وأضاف أن الغرفة نبهت السلطات المختصة للفجوة قبل ثلاثة أشهر.
وذكر محجوب لقناة الشروق، أن مصانع التكرير بالعاصمة والولايات تعمل بكفاءة ضعيفة، وأضاف: “كل الزيوت في السوق مستوردة و50 ألفاً من الخام دخلت للسودان، ولا يوجد تكرير بالمصانع”.
وقال نائب مدير الشركة العربية السودانية للزيوت محمد عبد الباقي إن إنتاجية الحبوب تدنت إلى نحو 700 ألف طن بعد أن كانت ثلاثة ملايين طن، ووصل الإنتاج الحالي إلى 180 ألفاً طن فقط.