الرئاسة السودانية تعد بتقديم ضمانات لمشاركة الحركات المسلحة في الحوار
الخرطوم 19 أغسطس 2014 ـ تعهد النائب الأول للرئيس السوداني الفريق أول بكري حسن صالح بتوفير ضمانات لمشاركة الحركات المسلحة في الحوار الوطني، ونقل صالح لرئيس الآلية الافريقية رفيعة المستوى ثامبو أمبيكي حرص القيادة السودانية على اتمام الحوار باعتباره مبادرة شخصية من الرئيس عمر البشير، وبذل الجهود اللازمة لتهيئة الجو العام لإنجاحه.
وأطلق الرئيس عمر البشير مبادرة للحوار الوطني في يناير الماضي، لكن العملية واجهت انتكاسة بعد انسحاب حزب الأمة وعدم مشاركة القوى اليسارية والحركات المسلحة ابتداءا.
وقال النائب الأول لدى لقائه ثامبو امبيكي بالخرطوم، الثلاثاء، إن السودان سيمضي في مسار الحوار عبر لجنة “7+7” بمشاركة كافة القوى السياسية المعارضة والممانعة “بما فيها توفير الضمانات اللازمة لاشراك الحركات المسلحة في الحوار”.
واطلع صالح أمبيكي على مبادرة رئيس الجمهورية للحوار المجتمعي بمشاركة منظمات المجتمع المدني تأكيدا لشمولية الحوار ومشاركة كافة القوى الفاعلة فيه بما يعضد مسيرة الحوار السياسي.
واطلقت الرئاسة السودانية، الأسبوع الماضي “مبادرة للحوار المجتمعي”، تشارك فيه منظمات المجتمع المدني “أساتذة الجامعات، الطلاب، الشباب، المرأة، الطرق الصوفية والإدارة الأهلية”.
وقال وزير الدولة برئاسة الجمهورية الرشيد هارون للصحافيين عقب لقاء صالح وأمبيكي، إن الحكومة حريصة على أن يكون الحوار الوطني سوداني سوداني وغير مسموح باي تدخلات اجنبية مشيرا الى مراقبة وشهادة الآلية الافريقية رفيعة المستوى على مجريات الحوار.
ونقلت وكالة السودان للأنباء أن أمبيكي أعرب عن ثقته وتقديره للجهود التي تبذلها الحكومة لانجاح الحوار الوطني وقال إن النائب الأول اطلعهم خلال اللقاء على استعداد الحكومة التام للدفع بالحوار الوطني الى غاياته.
وكان كرر النائب الأول للرئيس جدد، يوم الثلاثاء، الدعوة إلى المتمردين وحاملي السلاح للانخراط في الحوار الذي دعا له في وقت سابق الرئيس عمر البشير، مؤكداً جدية الدولة في الحوار.
وقال خلال مخاطبته الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السادس للمغتربين بقاعة الصداقة بالخرطوم “نكرر للمتشككين والمتمردين في داخل وخارج السودان وحملة السلاح جدية الدولة وندعوهم لتلبية الدعوة للحوار”.
في ذات السياق أكدت نائب رئيس البرلمان سامية أحمد محمد أن دور رئيس الآلية الإفريقية رفيعة المستوى ثامبو أمبيكي في الحوار الوطني رقابي فقط مؤكدة أن الحوار سوداني سوداني ولديه آلية معروفة.
وقالت لوكالة السودان للأنباء إن آلية (7+7) أتاحت الفرصة لمن يريد مراقبة الحوار وأضافت “لا نري ما يمنع، إذا أراد امبيكي تقريب وجهات النظر بوصفه رئيسا لآلية الاتحاد الإفريقي في مفاوضات الحكومة مع قطاع الشمال”.
وأكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان محمد يوسف عبد الله أن دور الوسيط ينتهي بتقريب وجهات النظر بين الأطراف مبينا أن امبيكي يمكنه دعم الحوار بتقريب الأطروحات والتصورات بين أطرافه.
من جهته توقع حزب المؤتمر السوداني المعارض إطلاق سراح زعيمه إبراهيم الشيخ الأيام القادمة وكشف عن جهود يقودها رئيس الآلية الافريقية وبعض الجهات الدبلوماسية لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
وأوضح المتحدث بإسم حزب المؤتمر السوداني بكري يوسف عقب لقاء أمبيكي بقيادات حزبه أن رئيس الآلية وعدهم بإطلاق سراح الشيخ ليسهم في عملية الحوار والوفاق الوطني بالبلاد.
ونقل يوسف على لسان ثامبيو أن مهمته الحالية متعلقة ببناء الثقة بين جميع مكونات القوى السياسية الوطنية.
إلى ذلك دعا المؤتمر الشعبي إلى تهيئة المناخ السياسي لقطع الطريق أمام الجهات التي تستهدف البلاد وتسعى إلى تخريب الحوار الوطني مطالباً بضرورة مشاركة الجهات التي لم تنضم إلى منظومة الحوار وعلى رأسها الجبهة الثورية.
وقال أمين المؤتمر الشعبى بولاية الخرطوم آدم الطاهر حمدون إن التمسك بخيار إسقاط النظام بالسلاح أمر أثبتت التجارب أنه لا يمكن تحقيقه ويحمل مآلات خطيرة، قائلاً: “إن إستخدام وسيلة العنف يقود البلاد إلى وضع أخطر مما هى عليه الآن”.
وأضاف حمدون للمركز السوداني للخدمات الصحفية أن المؤتمر الشعبى لا يملك عصا سحرية لإقناع الحركات المسلحة بنبذ العنف وترك السلاح لكنه يسعى لجمع الصف، وتابع “إذا تمت تهيئة المناخ سيتم إقناع الحركات المسلحة بطرح مطالبها على طاولة الحوار”.