الأمن المصري يمنع معارضين للحكومة السودانية من عقد مؤتمر بالقاهرة
القاهرة 16 أغسطس 2014- منعت السلطات المصرية الجبهة الوطنية العريضة التي يتزعمها علي محمود حسنين من تنظيم مؤتمرها الذي كان مزمعا اليوم لاربعة ايام تحت شعار “وحدة المعارضة لإسقاط النظام وعدم التحاور معه”.
وعلمت “سودان تربيون” من مصادر مطلعة ان مسؤولا امنيا رفيعا اجرى اتصالا بحسنين قبيل لحظات من انطلاق الجلسات واخطره بعدم موافقة الاجهزة الامنية والرسمية على عقد المؤتمر الذي يناقش تفعيل نشاط الجبهة والسعي لاسقاط النظام الحاكم في الخرطوم .
وطبقا للمصادر فان الاجهزة الامنية المصرية بررت موقفها بسوء الاوضاع الامنية في القاهرة على خلفية التوترات التي شهدتها عدة مدن في ذكرى فض اعتصام ميدان “رابعة ” ، فيما توقعت مصادر اخرى ان يكون قرار الامن المصرى اتخذ بناء على ضغوط من الحكومة السودانية .
وأسست الجبهة الوطنية العريضة في 21 أكتوبر 2010 من كيانات سياسية وتجمعات إقليمية وأفراد، يؤمنون جميعا بإسقاط النظام وعدم التحاور معه مبدئياً واستراتيجياً.
وقاد علي محمود حسنين الجبهة الوطنية وأسسها بعد خلافات داخل حزبه الاتحادي الديمقراطي الأصل بزعامة محمد عثمان الميرغني، الذي يشغل فيه نائب الرئيس، وشارك الاتحادي في حكومة “الإنقاذ” بعد اتفاق بين التجمع الوطني الديمقراطي والحكومة السودانية في يونيو 2005.
وقال حسنين في ورقة قدمها هذا الأسبوع: “إن وحدة المعارضة الآن ليست أماني نرجوها وإنما هي ضرورة قصوى ندعو الجميع إليها، ونحن في الجبهة الوطنية العريضة على أتم الاستعداد للجلوس والنقاش والاتفاق”
وفي السياق قال نائب المستشار الإعلامي بالسفارة السودانية في القاهرة عبد الرحمن إبراهيم، أن موافقة مصر على إقامة مؤتمر للمعارضة تحت شعار اسقاط النظام ليس مقبولا واعتبره مؤشرا لتراجع كبير في العلاقات.
ووصف عبد الرحمن في تصريحات نشرت السبت توقيت انعقاد مؤتمر للجبهة العريضة بالسيئ، لتزامنه مع حراك مكثف لتطوير العلاقات بين البلدين في المجالات الاستثمارية والاقتصادية وفتح المعابر ، مضيفا: “نتطلع لعلاقات إيجابية ومتطورة مع مصر، وكنا نتطلع أن تقطع زيارة السيسي للخرطوم الطريق أمام هذه المحاولات”.
ونوه إلى أن انعقاد المؤتمر يعطي إشارات سلبية لا تتماشي مع الحوار السلمي الذي يجري في الخرطوم ، معربا عن أمله في ألا تترك مساحة لمثل هذه التغطيات في وقت تشهد فيه العلاقة بشريات إيجابية.