انهيار جسر بدارفور يغذي شائعة بتهاوي شيخ الكباري في السودان
عطبرة 11 أغسطس 2014 ـ أدت صورة لانهيار جسر شيد على أحد الأودية في دارفور قبل شهور على طراز الجسور الحديدية التي شيدها المستعمر الإنجليزي إلى رواج شائعة بسقوط اقدم الكباري في السودان، وهو كبري عطبرة على نهر العطبراوي الموسمي والذي يعد جسرا استراتيجيا لخطوط السكة حديد بالبلاد.
واقتضت الاستراتيجية الحربية لبريطانيا مد خط السكة الحديد بين وادي حلفا والخرطوم في عام 1897، واستمر مد الخط حتى وصل إلى مدينة عطبرة، وفي 1898 تم تشييد كبري نهر عطبرة، ومنها وصل الخط إلى الخرطوم بحري في 31 ديسمبر 1899.
وانتعشت المشاركات والدردشة على مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” و”واتس آب” للتباكي على الجسر العتيق الذي اشتهرت به مدينة عطبرة بولاية نهر النيل بالرغم من تشييد جسر جديد على نهر عطبرة تم انشاؤه أخيرا من قبل وحدة تنفيذ السدود.
وتسبب الشبه الشديد بين جسري عطبرة بشمال السودان ووادي أزوم، غربي البلاد، في خلق حالة من اللبس، حيث ذهب البعض إلى أن الجسر المهم لنقل السكة حديد قد انهار.
لكن سرعان ما تبدت الحقيقة واتضح أن الجسر المنهار بفعل موجة السيول والأمطار التي تضرب البلاد، ما هو إلا جسر شيد على وادي “أزوم” قبل أشهر معدودة ويربط بين الجنينة في غرب دارفور وزالنجي بوسط دارفور.
وعلى الفور دخل النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي في مقارنات بين صمود جسر شيده الإنجليز قبل أكثر من قرن على نهر موسمي هائج لم ينل من الأعمدة الحديدية التي تحمل “كبري الذكريات”، وبين جسر على وادٍ برع بناته في محاكاة البريطانيين من ناحية التصميم، لكنهم فشلوا في مضاهاتهم فيما يلي التجويد.
ويقول متنقلون بين مدينتي عطبرة والدامر أن الكبري القديم شاخ ولم يعد هيكله يقوى على هيجان النهر الموسمي، رغم صيانة أجرتها هيئة السكة حديد أخيرا على الخط بإبدال “الفلنكات” الخشبية بأخرى خرسانية لاستيعاب سرعة القطار السريع دون أن تمتد الصيانة لجسم الجسر.
ويضم كبري عطبرة مسارين ضيقين للسيارات الصغيرة والمتوسطة الحجم على جنباته، يفصلهما خط السكة الحديد.