الرئاسة تستنفر الأمن والشرطة لملاحقة مهاجمي “التيار” والمهدي يحذر من إنزلاق أمني
الخرطوم 20 يوليو 2014- أعلن نائب الرئيس السوداني حسبو عبد الرحمن عن توجيهات رئاسية لكافة الأجهزة الأمنية والشرطية لاتخاذ التدابير اللازمة للقبض على مهاجمي مقر صحيفة “التيار” ورئيس تحريرها عثمان ميرغني السبت، واتخاذ الاجراءات القانونية ضدهم ومحاسبتهم، بينما حذر زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي من انزلاق البلاد إلى نفق أمني خطير.
واعتدى رجال مسلحون مساء السبت على رئيس تحرير صحيفة “التيار” واوسعوه ضربا حتى أغمي عليه، واستولوا على حاسوبه الشصي كما سطا المهاجمون على هواتف نقالة تخص الصحفيين الذين صادف وجودهم بمبنى الصحيفة لحظة الهجوم.
وخلف الحادث موجة غضب وأستياء بالغين فى الوسط الصحفي السوداني، وتظاهر المئات من الصحفيين، الأحد، أمام مقر صحيفة “التيار” وتوجهوا بمذكرة الى مجلس الصحافة.
وقال نائب الرئيس إن جميع الاجهزة الامنية تعمل حاليا للقبض على منفذي الاعتداء وأعلن خلال مخاطبته افطار اتحاد الصحفيين السودانيين، الاحد، عن صدور توجيهات رئاسية بتأمين مقار الصحف.
وأدان حسبو الحادث بشدة ووصفه بالدخيل على عادات وتقاليد المجتمع السوداني، وطالب الصحافة بتحري المسؤولية عند ممارسة عملها والبعد عن التجني على حريات الآخرين.
الشرطة تعد بتوقيف الجناة
في ذات السياق أكد مدير الجنايات بشرطة ولاية الخرطوم اللواء عبد العزيز حسين عوض، ليل الأحد، أن قوات الشرطة قادرة على كشف طلاسم جريمة الاعتداء على صحيفة “التيار” ورئيس تحريرها والوصول للجناة.
وأكد ورود معلومات بيد أنه أحجم عن الإفصاح عنها باعتبارها معلومات سرية ضمن نطاق التحقيقات الجارية.
وقال عوض، في حديث لتلفزيون الشروق، إن فرق الشرطة تعمل منذ السبت على جمع المعلومات لكشف الجناة في حادثة الاعتداء على “التيار”.
وأبان أن الشرطة فور ورود البلاغ بالحادث تحركت على مستوى قياداتها، بحضور مدير الشرطة ومدير شرطة المحلية والمدعي العام والأجهزة الأمنية لمسرح الحادث، وتمت إجراءات الأدلة الجنائية، وبدأت فرق من الشرطة العمل في جمع المعلومات ولا يزال عملها متواصلاً حتى الآن.
وشدد على قدرة الشرطة على تأمين دور الصحف السودانية كافة وكذلك المواطنين، فضلاً عن قدرتها على كشف طلاسم مثل هذه الجرائم وغيرها.
المهدي يخشى انزلاقا أمنيا
من جهته حذر زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي من خطورة دخول البلاد في نفق أمني خطير خاصة بعد الاعتداء على عثمان ميرغني.
وقال المهدى الذى حضر افطار الصحفيين بمعية والي الخرطوم ونائب الرئيس إن الوضع في السودان بات ينذر بخطر ينزف دماً على حاملي الأقلام.
وطالب أجهزة الدولة بسرعة القبض على الجناة الذين اعتدوا على رئيس تحرير صحفية “التيار” وتسليمهم للعدالة، وشدد على ضرورة انزال أقصى درجات العقاب فى مواجهة الجناة حتى يتأكد الجميع من أن القانون لا يؤخذ بالقوة.
ولفت المهدي إلى أن المعتدين عمدوا إلى بعث رسائل لكل من يخالفهم الرأي أن مصيره سيكون مماثل لعثمان ميرغني، منوها الى أهمية ان تصبح جميع أجهزة الإعلام قومية لضمان خروجها من سيطرة الحزب الواحد لتصبح موهلة لحمل أمانة الأمة الإعلامية – على حد قوله-.
ونبه زعيم حزب الأمة إلى ضرورة إشراك الصحافة والصحفيين فى عملية الحوار الوطني، وطالب الصحفيين بتكوين جسم موحد يشارك باسمهم في الحوار.
وجدد مساعد الرئيس السوداني إبراهيم غندور، الأحد، ادانته للحادثة وشدد على أن اختلاف الرأي ليس مدعاة لممارسة التصرفات غير الأخلاقية.
نائبة رئيس البرلمان: عثمان ميرغني أخطأ
وحمل البرلمان اتحاد الصحفيين السودانيين مسؤولية ما تعرض له رئيس تحرير “التيار” عثمان ميرغني من اعتداء واتهم الاتحاد بالتقصير في عدم محاسبته لميرغني والتحقيق معه في ما اسماه إهانة الشعور الإنساني.
وقالت نائب رئيس البرلمان سامية أحمد محمد إن عثمان ميرغني أخطأ لكن ما كان ينبغي أن يتم التعامل معه بمثل هذا السلوك المشين.
وشددت على إن اتحاد الصحفيين يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية واضافت “لو قام اتحاد الصحفيين بمساءلة عثمان ميرغني لأزال الغبائن ومنع التصعيد”.
وأضافت أن الاتحاد اخطأ لأنه تلكأ في محاسبة صحفي أخطأ، وقالت في إشارة للمعتدين “هم رأوا أن ما أقدم عليه عثمان خطأ لكنهم كذلك أخطأوا باعتداءهم عليه”.
وأشارت الى أن ما تعرض له عثمان ميرغني فيه اخطأ متبادلة لافتة إلى أن ما طرحه فيه إهانة للشعور الإنساني، وعادت لتؤكد ان ردة الفعل تجاهه غير سليمة.
وقالت “كان الأحرى بهم اذا رأوا ان عثمان أخطأ ان يفتحوا ضده بلاغا أو مواجهته بصورة مباشرة ومرئية” واضافت “لكن أن يأتوا ملثمين فإن الأمر يتحول إلى سلوك إجرامي ومشين ولا يمت للسلوك الإنساني والإسلامي بصلة”.