مسلحون ملثمون يقتحمون صحيفة سودانية ويعتدون على رئيس تحريرها
الخرطوم 19 يوليو 2014 ـ اقتحم مسلحون ملثمون مقر صحيفة “التيار” في العاصمة السودانية الخرطوم، عصر السبت، وحسب شهود عيان فإن المسلحين أوسعوا رئيس التحرير عثمان ميرغني ضربا قبل أن يبلغوه بأن موقفه من غزة “مخزي”، ونقل ميرغني على إثر ذلك للمستشفى.
وأفاد شهود العيان “سودان تربيون” أن القوة عمدت أيضا إلى مصادرة الهواتف المحمولة والحواسيب من كل العاملين في الصحيفة الذين صادف وجودهم لحظة الاقتحام، كما اعتدوا على بعضهم.
وكان عثمان ميرغني دخل في مساجلات بشأن التطبيع مع إسرائيل عبر برنامج تلفزيوني وعلى زاويته المشهورة “حديث المدينة” في صحيفة “التيار”.
ورد ميرغنى على منتقديه بان الحلقة التلفزيونية جرى تسجيلها قبل نحو ثلاث اسابيع لكنها بثت فى توقيت وصفه بالغريب بالتزامن مع الهجمات الاسرائيلية على قطاع غزة، مبديا قناعته الشديدة بما طرحه.
وأكدت الفحوصات الطبية وصور الاشعة التي أجرت لميرغني عدم وجود إصابة بليغة أو خطيرة، باستثناء بعض الكدمات في الرأس والعين اليمنى. وأمر الأطباء ببقائه بالمستشفى لمزيد من الاطمئنان
وفى أول رد فعل من الحكومة السودانية على الحادث ، أدان وزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسبن الاعتداء، وشدد فى تصريحات لمجموعة من الاعلاميين دعاهم الى الافطار السبت على ان الحادث لايمت بصلة للاخلاق والقيم السودانية.
كما شجب والي الخرطوم عبدالرحمن الخضر الحادثة. وتوعد بملاحقة المتورطين فيها وتقديمهم للعدالة.
وخف مساعد الرئيس ابراهيم غندور ووزير الدولة بالاعلام ياسر يوسف الى مستشفى الزيتونة للاطمئان على الوضع الصحى لعثمان ميرغنى فيما تجمع العشرات من الصحفيين امام مدخل المشفى.
ودعت تنظيمات صحفية الى وقفة احتجاجية الاحد امام مقر “التيار” والتحرك بعدها الى مجلس الصحافة لتقديم مذكرة تستنكر الاعتداء على التيار وصحفييها
وكانت هيئة علماء السودان، أفتت في بيان الجمعة، بحرمة الدعوة للتطبيع مع إسرائيل معتبرة أن مثل هذه الدعوات للتعامل مع دولة الكيان الصهيوني تصادم مشاعر المسلمين.
ونبه الأمين العام لهيئة علماء السودان البروفيسور محمد عثمان صالح إلى خطورة الدعوة للتطبيع مع الكيان الصهيوني في هذا التوقيت.
وتظاهر مئات المصلين داخل أسوار المسجد الكبير في العاصمة السودانية الخرطوم، بعد صلاة الجمعة، احتجاجا على الغارات والهجمات البرية التي ينفذها الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة الفلسطيني. وشاركت في التظاهرة قيادات إسلامية وجهادية بارزة.
وتبرع اتحاد الطلاب السودانيين، القريب من الحكومة، الأسبوع الماضي بمبلغ 20 ألف دولار دعما للقضية الفلسطينية.
وأعادت حادثة الاعتداء على صحيفة “التيار” ورئيس تحريرها الى الاذهان، حادثة اغتيال الصحفي محمد طه محمد أحمد رئيس تحرير صحيفة “الوفاق” الذي اختطفته مجموعة مجهولة من منزله في سبتمبر 2006، واصطحبوه في سيارة مظللة بدون لوحات، وعثر على جثمانه جنوبي الخرطوم، وقد تم نحره وفصل الرأس عن الجسد.