الصحفي أحمد منصور… لم ترى من الفيل سوى أذنيه
بقلم مبارك أردول
لقد تابعت المقالات التي كتبها الصحفي احمد المنصور مقدم البرامج في قناة الجزيرة (الأخوانية) القطرية، تحدث في المقالات عن الضيق الذي ألم به وهو مسافر عبر مطار الخرطوم (الدولي)، هذه المقالات فيها نقض واضح (ودوغري) ضد حكومة (الأخوان) السودانية والتي يجب عليها أصلاح حال المطار ليكون دولياً بحق وقبل ذلك إصلاح قيم وأخلاق وأسلوب من يقومون بخدمة المسافرين عبر هذا المطار سواءا كانوا سودانيين أو أجانب، يمكنني أن أدافع عن بلدي وحكومتي (إذا جاز التعبير) وأقف متعجرفاً صلداً ضد ترهات هذا الصحفي المتغطرس التي يتغول ويتدخل في شئوننا الداخلية ويهدد الأمن القومي ويشوه صورة السودان مما يجعل المستثمرين يهربون من الاستثمار في السودان (كما قال جلالة ومعالي الوزير أحمد بلال عثمان).
ولكنني لن أقوم بذلك فأطلب من هذا الصحفي أن يترك هذا المطار الذي يلا يمثل معياراً لقياس حالة السودان فادعوه أن يزور بعض المناطق ليعرف السودان بحق وحقيقة.
أدعوك يا أحمد المنصور بل أدعوا معك كل طاقم الجزيرة أن تبدئوا رحلتكم الي السودان بزيارة شرق السودان لتروا كيف يعيش أهلنا البجة الأمن والرفاهية ورغد العيش ومجانية التعليم والصحة، ولترى السياحة ومهرجان التسوق في شرقنا الحبيب وكيف يقضون أهلنا هناك الصيف في فنادق وملاهي البحر الأحمر المطالة على الشاطئ، أقول لك لقد تحقق هذا كله في دولة أمير المؤمنين (الأخواني) عمر البشير الذي لم تقصروا معه أبدا دفاعاً عنه وعن نظامه، أقول لك إن معدل دخل الفرد السوداني في عهده قد وصل الي 1800 دولار كما قال سيادته (آية الله ربيع عبد العاطي) في برنامج زميلك فيصل القاسم.
لا تقف هناك بل تعال الي الخرطوم لترى كيف يستمتع أهل العاصمة بخيرات البترول، الكهرباء والغاز والماء في كل بيت ومجانية ويقوم بتوصيلها عمال المحلية بدون أي جبايات وأتاوات، وحتى النفايات تأخذ في الحال فحيث يوجد في الحي أكثر من عربة على أتم الاستعداد على طول (24) ساعة للمحافظة على سلامة البيئة، أنظر الي الخرطوم العاصمة الجميلة وخاصة في موسم الامطار حيث الصرف الصحي والمجاري ليست هي بالمجاري التي صممها وأنشئها المستعمر، حيث قامت حكومة الأخوان بإنشاء نظام مجاري وصرف صحي جديد ورممت القديم حيث عندنا المياه لا تمكث أيام وأسابيع لتتعفن وتصبح (برجوبة) فإنها تذهب الي النيل خلال لحظات من هطول الامطار، في الخرطوم لا يلسعك الباعوض أبدا ولم نسمع بالملاريا وتلكم الأمراض المتخلفة منذ أن أنقذنا البشير من كارثة حكومة حزب الأمة عام 1989م.
الغذاء رخيص والسلع مدعومة من الحكومة والمحروقات أسعارها الأدنى عالمياً حسب أخر الإحصائيات، بل الرواتب والحوافز للعاملين متزايدة بشكل سريع حيث يكفئ راتب موظف لشهر أن تعيش عليه الأسرة المتوسطة عاماً كاملة وليس أسبوعا أو ايام كما يردده أتباع المعارضة المتأمرين على الوطن، أذهب الي أطراف الخرطوم لتري شقق الإسكان التي شيدتها الحكومة ووزارة التخطيط العمراني والإسكان دعماً للفقراء بأسعار زهيدة للغاية وبأقساط تسديد مريحة تصل الي (20) عاماً.
أستحلفك إن وجدت عاطلاً واحداً يتسكع في عاصمة والينا(الخضر) جزاءه الله خيراً فقد وظفهم جميعا حتى خريجي محو الأمية، ففي الخرطوم الكل يعمل والإنتاج هو سيد الموقف.
واصل رحلتك شمالاً لترى كيف عمرت الحكومة الأراضي الزراعية وأصلحتها لمزارعي القمح الشتوي وغيرها من المحاصيل، أنظر كيف شقت الحكومة الترع والمجاري من نهر النيل لتصل الي عشرات الكيلومترات في صحراء النوبة والعقبة، وكيف أستفاد الناس أيضا من بناء السدود وعن تعويض المتضررين ومعالجة كل مشاكلهم ومطالبهم بطرق حضارية، استطلع المواطنين وخاصة الذين اغتربوا في الخليج ايام الشدة وعادوا الان بعد الرخاء، استطلعهم لتعرف الفرق بين حياة االغربة والعيش في الوطن الأن، ولقد كان السد حقيقة (رد).
بالله عليك مر على الجزيرة لترى مشاريعها الواسعة وكيف أنها توسعت بعد ذهاب المستعمر، فلا تسمع شيئا عن الفقر وضيق العيش ولا الأمراض المنقولة بسبب المياه.
وأما إذا أردت أن ترى الجنان، الفراديس فعليك بزيارة هذه المناطق في السودان النيل الأزرق وجبال النوبة وشمال كردفان وكل ولايات دارفور وغرب كردفان، فلا تسمع عن ما يروجه ويرسمه الإعلام الغربي عن تلكم المناطق، لا تسمع عن الحرب فقد ضربت أخر طلقة هناك ايام معارك التحرير الذي قادها الإمام المهدي ضد الترك.
لا تسمع عن القصف الجوي ولا سكن الكهوف والوديان ولا عن حرمان المواطنين من إغاثة (الله والرسول دي) ولا حتى معسكرات النازحين في كلمة وخمس دقائق ولا غيرها ، فالناس هناك في أمن وأمان والسلاح في القوات النظامية فقط والعشائر هناك تحل خلافاتها إن وجدت بالجودية والطرق السلمية، الحدود محمية والسيادة مصانة وحتى جوزيف كوني لا يوجد في أراضينا، والناس مبسووووووطة من حكومتنا حدادي مدادي،أرجوك لا تشوه سمعتنا (وتمرمط بينا في الواطة).
وأخيراً أقول ليك لو أنت تريد الجد (الحقيقة)، فإنك لم تصل بعد أماكن الضيق بعد، التي يعيشها المواطن السوداني يومياً فأنت زرت أوسع الأمكنة فضاقت بك، فإنك لم ترى من الفيل سوى أذنيه (ونحن قاعدين في كرش الفيل) وإنكم لا تقولون كل ما ترونه في السودان سوى الذي يضايقكم أنتم وبس.