Thursday , 25 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

إنقلاب 30 يونيو.. الذكرى المنسية في السودان

الخرطوم 30 يونيو 2014 ـ تعبر حكومة الإنقاذ الوطني بالسودان، يوم الإثنين، الذكرى الـ 25 لإنقلاب 30 يونيو 1989، بهدوء وبلا ضجيج، وظلت الحكومة التي يرأسها الرئيس عمر البشير منذ 25 عاما تستغل الذكري لافتتاح مشروعات تنموية دائما ما كانت تشهد خطاباته الحماسية التي تمجد “الثورة”.

beshaaaaaaaaaa.jpgولم تشهد وسائل الإعلام الرسمية في السودان منذ يوم الأحد وحتى الإثنين أي مظاهر للاحتفال بذكرى “ثورة الإنقاذ الوطني”، بل أن أغلب السودانيين أنستهم الأوضاع المعيشية الصعبة ذكرى 30 يونيو، حيث تشهد الأسواق موجات غير مسبوقة من الغلاء وارتفاع أسعار السلع خاصة خلال شهر رمضان.

من جانبها ظلت الحكومة منذ 3 أعوام تتعامل مع ذكرى “الثورة” بحياء، إلى الحد الذي بلغ تناسيها كليا، وإلغاء عطلة رسمية كانت تمنح في هذا اليوم، وهو ليس بالأمر المألوف لأنظمة الحكم التي وصلت إلى السلطة عبر الإنقلابات العسكرية، فقد تمسك نظام الفريق إبراهيم عبود بإحياء “ثورته” في 17 نوفمبر من كل عام، منذ وصوله إلى السلطة في 1958.

كما جعل المشير جعفر نميري من 25 مايو يوما رسميا للاحتفال بـ”ثورة مايو” منذ وصوله إلى السلطة عبر انقلاب عسكري في 1969، حيث كانت تشهد مدن السودان في هذه الذكرى كرنفالات صاخبة وتشدو الإذاعة والتلفزيون بأناشيد “الثورة الفتية”.

ويرجح معتمد الخرطوم اللواء عمر نمر، لـ”سودان تربيون” أن يكون تجاوز الاحتفال بذكرى 30 يونيو عائد إلى تركيز الحكومة على الاحتفال بذكرى استقلال السودان الذي يصادف غرة يناير من كل عام، بجانب انتهاج “الإنقاذ” سياسة انفتاحية تجاه القوى السياسية الأخرى.

ويرى نمر أن 30 يونيو، تاريخ مهم للسودان “أيا كان تقييم الآخرين للإنقاذ”، ويؤكد أن الإنقاذ منحت السودانيين الهوية، بجانب تنفيذ مشروعات كبيرة وعديدة في مجال البنية التحتية.

ويبدو اللواء نمر، الذي جاء إلى العمل السياسي من جهاز الأمن والمخابرات، متسامحا تجاه الأحزاب وهو يقول إن الحكومة الديمقراطية برئاسة الصادق المهدي، قبل “ثورة الإنقاذ الوطني” نجحت في تحقيق الكثير، كما أن الأحزاب نفسها يعود إليها الفضل في انجاز الاستقلال عام 1956.

لكن نمر يؤكد أن الفترة التي سبقت مجيئ “الإنقاذ” تشكل خلالها رأي عام ينشد التغيير، ما جعل حدوثه في يوم الجمعة 30 يونيو 1989 شيئا مبررا ومطلوبا، لوضع حد لحالة عدم الاستقرار السياسي والإقتصادي التي كانت سائدة بالسودان في ذلك الوقت.

ولم ترصد “سودان تربيون” أية مظاهر في الخرطوم للاحتفال بذكرى 30 يونيو، ولم تعلن السلطات أي تدشين أو افتتاحات خلال، الإثنين، سوى نشاط لمنظمة “الشهيد” لتوزيع ما يعرف باسم “فرحة الصائم” بالخرطوم بحري.

وفي الشارع غابت سيرة هذا اليوم الذي كان مجلس الوزراء يعتمده ضمن العطلات الرسمية، وتكثف أجهزة الإعلام الرسمية فيه حملاتها السياسية لصالح الحكومة، كما كانت تعمد السلطات إلى تزيين الطرق الرئيسية بالأعلام واللافتات.

ولم يذكر اليوم سوى بعض الصحفيين على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن على طريقتهم، وقال الصحفي طارق عثمان على حائطه في “فيس بوك”: “30 یونیو = 25 عاما من الشقاء جنی أهل السودان ثمارها حربا وقتلا وتشردا ونزوحا.. ضاعت خلالها الدولة وانتهکت فیها کرامة أعظم شعب”.

وذكر الصحفي لؤي عبدالرحمن في حائطه قائلا “30 يونيو… يوم أسود في تاريخ السودان”، وأضافت الصحفية سلمى معروف “الإثنين 30 يونيو يكمل الشعب السوداني 25 عاماً من المعاناة ومر الحياة، مع حكومة الإنقاذ، وما زال العرض مستمراً.. اللهم بدل الحال إلى أحسن حال ببركة رمضان العظيم”.

وعلى “فيس بوك” أيضا نبهت صفحة تحمل اسم “الرئيس السوداني عمر البشير” إلى ذكرى الـ 30 من يونيو، وقالت “حدث في مثل هذا اليوم 30 يونيو 1989 مجموعة من الضباط بقيادة العميد عمر البشير ينقذون الشعب من حكم الصادق المهدي”. ونشرت الصفحة مجموعة من الصور القديمة للإنقلابيين حينها.

Leave a Reply

Your email address will not be published.