خبير حقوق الإنسان في السودان قلق للاعتقالات والتضييق على الحريات الصحفية
الخرطوم 24 يونيو 2014– أبدى الخبير المستقل لحقوق الانسان فى السودان مشهود بدرين قلقه البالغ ازاء استمرار اعتقال السياسيين والناشطين ومحاصرة حرية الصحافة، لكنه تحفظ على اعلان تقييم محدد لحالة حقوق الانسان فى السودان وشدد على تمسكه بسرية التقرير الذى ينتظر رفعه الى مجلس حقوق الانسان بالامم المتحدة بحلول سبتمبر المقبل.
وقال بدرين فى مؤتمر صحفى بالخرطوم الثلاثاء، منهيا عشرة ايام من المقابلات والمشاورات مع الحكومة ومنظمات حقوقية بالخرطوم ودارفور، إن قضايا احتجاجات سبتمبر واعتقال السياسيين والناشطين علاوة على الاوضاع فى دارفور وجنوب كردفان وقيود الصحافة كانت محور اجتماعاته بالمسؤولين السودانيين والجهات ذات الصلة.
واعلن الخبير تسلمه تقريرا من الحكومة حول احتجاجات سبتمبر التى كانت اندلعت العام الماضى فى اعقاب رفع الحكومة الدعم عن الوقود، مشيرا الى اعتزامه دراسة تلك التقارير مظهرا امتنانه لتعامل الحكومة معه فى ذات الملف، وطالب الجهات التى تملك تقارير اخرى تمليكه اياها لمقارنتها مع تقرير الحكومة.
وتقول التقارير الرسمية التى اعلنت عقب عدة اسابيع من الاحداث ان حوالى 70 شخصا قتلوا اثناء تلك الاحتجاجات بينما تشير تقارير لمنظمات حقوقية لسقوط حوالى مائتى قتيل.
وتأسف خبير حقوق الانسان على الخطوات التى اعاقت الحوار الوطنى بعد اعتقال زعيم حزب الامة الصادق المهدى ورئيس حزب المؤتمر السودانى ابراهيم الشيخ بسبب اراءهم السياسية وقال إنه عبر عن قلقه تجاه تلك التصرفات واثرها على الحوار الوطنى منوها الى تلقيه تاكيدات من الحكومة فور وصوله باعتزامها اخلاء سبيل زعيم حزب الامة وهو ما تم لاحقا وحث بدرين السلطات السودانية على فك اعتقال ابراهيم الشيخ تعبيرا عن نواياها الحسنة.
واعلن المقرر امتناع جهاز الامن الوطنى السماح له بزيارة ناشطين وطلاب اعتقلوا قبل اكثر من شهر لمعرفة وضع الاحتجاز سيما بعد سماعه انباء عن تعرضهم للتعذيب ،لافتا الى ان ذاك الرفض اصابه بالاحباط.
وقال بدرين “انا قلق جدا حيال استمرار اعتقال كل من محمد صلاح ومعمر موسى وتاج السر جعفر” منوها الى ان جهاز الامن برر الاعتقال لقيام احد المعتقلين بافعال تهدد الامن وانه لا زال يتحرى بشانها، وقال إنه طالب بمحاكمة المحتجزين او الافراج عنهم.
وتشير “سودان تربيون” الى ان جهاز الامن اعتقل الطالب معمر موسى محمد وزملاءه على خلفية إعتصام طلاب جامعة الخرطوم فى 12 مايو 2014.
وابدى الخبير المستقل قلقه من استمرار الرقابة القبلية والبعدية على الصحف فى السودان ولفت الى انه تلقى تطمينات بمعاودة صحيفة الصيحة الموقوفة العمل، لكنه نوه الى انه غير واثق من عدم تكرار الحكومة لتصرفاتها والتضييق على الحريات الصحفية.
وقال ان ” أنشطة الحركات المسلحة المتمردة فضلا عن القوات الحكومية، ولا سيما (قوات الدعم السريع)، أدت إلى انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في مناطق النزاعات، وعاثت فسادا في القرى وتدمير الممتلكات، فضلا عن العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس”.
واقترح مسعود بدرين فى سياق اخر عقد ورشة لمناقشة الحريات الدينية فى السودان، قال ان الامم المتحدة مستعده لدعمها على خلفية الحكم باعدام السودانية “مريم” لارتدادها عن الاسلام لافتا الى ان ذات القضية جذبت الاهتمام العالمى.
ونفى علمه بتلقى مريم المفرج عنها اى تهديدات بالقتل من اسرتها وقال ان على الحكومة حماية مواطنيها من هكذا تصرفات محتملة.
وتعامل بدرين ببرود ظاهر مع انتقادات لاذعة وجهها صحفيون لمهمته التى قالوا انها لا تعكس انتهاكات حقوق الانسان فى السودان وشدد على انه ليس قاضيا انما خبير مستقل يتعامل وفق تفويض محدد من مجلس حقوق الانسان يستند على الدفع بتقارير وتوصيات تنفذها جهات اخرى، واضاف “لست قاضيا ،انا خبير اقدم التقرير مع التوصيات، التى تنفذها جهات اخرى”.