تعرض 70 عامل بشركة نفط صينية في السودان لاشعاعات خطرة
الخرطوم 14 يونيو 2014 ـ نقلت شركة نفط صينية تعمل بالسودان العشرات من عمالها إلى الخرطوم على وجه السرعة للخضوع لفحوصات طبية تجرى وسط تكتم شديد بعد الاشتباه بتعرضهم لاشعاعات خطرة ناتجة من جهاز مشع ترك في خارج مكانه المخصص بسبب الإهمال.
وأوردت صحيفة “التغيير” السودانية يوم السبت، أن نحو 70 عامل يتبعون لشركة صينية تعمل في مجال التنقيب عن النفط بحقل بليلة في ولاية غرب كردفان تعرضوا بشكل مباشر لمدة ثلاثة ايام لاشعاعات خطرة صادرة من جهاز يسمى بالـ”سورس”.
وأدى عامل النسيان من قبل احد المهندسين الى ترك الجهاز المشع المستخدم في عمليات استكشاف النفط داخل أعماق الأرض داخل الورشة بدون حفظه في مكانه المخصص بعيدا من العمال.
وابدى العمال المتضررين تخوفهم من الاصابة بالسرطان، وسارعت الشركة الى نقل جزء من العمال للخرطوم بسرية لإجراء الفحوصات اللازمة، واقر مصدر طبي بصحة الواقعة واكد متابعتهم لحالة العمال.
وقال احد العمال، فضل حجب اسمه، للصحيفة إن المجموعة الاولى التي تم الدفع بها الى الخرطوم لإجراء الفحوصات يبلغ قوامها 21 عاملا، منهم 13 سوداني وعاملين باكستانيين و6 صينيين.
واوضح ان الكارثة بدأت منذ يوم الجمعة الماضي عندما نسي سائق سيارة الوردية جهاز الاشعاع داخل شاحنة اوقفها بالورشة بعد انتهاء العمل بالحقل، وكان من المفترض الذهاب بالجهاز إلى مكانه المخصص بعد حفظه في خزانة من الرصاص ومن ثم إيداعه في قبو تحت الأرض على بعد 200 كيلومتر من مخيم العمال.
وقال العامل إن الجهاز ظل موجودا بالورشة التي يرتادها العمال والمهندسين بدون اية وقاية منذ الساعة السادسة من مساء الجمعة وحتى الخامسة من يوم الاثنين الماضي ولم يتم اكتشاف وجوده الا بالصدفة من قبل مهندس صيني، إثر تعطل عمل بعض الاجهزة الاخرى بالورشة نتيجة للاشعاع القوي المنبعث من جهاز “السورس”.
واكد متضرر آخر في احد مشافي الخرطوم التي يتم فيها اجراء الفحوصات أن عدد العمال الذين يشتبه في تعرضهم للاشعاع يصل إلى 70 من الفنييين والمهندسين وافراد الحراسة، يقيمون حاليا في أحد الفنادق على حساب الشركة في حي الرياض ويسمح لهم بالدخول والخروج في حدود ضيقة تحوطا لعدم افشاء معلومات باصابتهم بالاشعاع قبل ظهور نتائج التحليل النهائية.
وأفاد المتضرر أن مدير المستشفى الخاص الذي يجري الفحوصات رفض كتابة تقرير بكميات الاشعاع التي تعرضت لها اجساد العمال لتحديد ما اذا كانت قد تعدت مرحلة الخطر ام لا بحجة ان هذا النوع من الفحص غير متوفر، مشيرا الى ان كمية الاشعاع التي يتعرض لها الانسان اذا تعدت 20 “ملي فست” في السنة يمكن ان تدخل الانسان في مرحلة الخطر والاصابة بالسرطان.
وقال المتضررون إن أقوالهم تضاربت مع إفادات منسوبي الشركة الصينية أثناء التحري معهم من قبل هيئة الرقابة للمواد الاشعاعية، وابدوا تخوفهم من شبح الاصابة بالسرطان وضياع حقوقهم وطالبوا باجراء فحوصات طبية لقياس درجة الاشعاع بأجسادهم ولوحوا باللجوء للمنظمات الحقوقية الدولية حال لم يتم إجراء الفحوصات المطلوبة.