سلفاكير يبلغ كينياتا عدم ممانعته في التنحي .. ومشار يشكوه إلى كيري
جوبا ، الخرطوم 3 مايو 2014 –أبلغ رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت نظيره الكيني أوهورو كنياتا عدم ممانعته غي التنحي جال ثبت انه في مصلحة شعب جنوب السودان في وقت إنخرطت الوساطة الإفريقية وبعض زعماء القارة في الترتيب لعقد اللقاء المقترح بينه وزعيم متمردي الجنوب نائبه السابق د. رياك مشار الذى بات راجحاً إلتئامه في العاصمة الاثيوبية إديس ابا ابا في غضون ايام.
وقالت مصادر من العاصمة الكنية نيروبي لـ”سودان تربيون” ان كير ابلغ كينياتا بوضوح انه لن يتردد في ترك السلطة حال ثبت له ان ذلك يخدم مصلحة السلام في جنوب السودان ، وشدد كير الذى اجرى مباحثات مطولة مع كينياتا بحسب المصادر ان بقائه في السلطة لايعني له شيئاً ان كان يفقد الجنوب الأمن والإستقرار.
وقال الرئيس الكيني في بيان إن قادة بالمنطقة سيعقدون قريبا قمة بجنوب السودان عقب محادثات مباشرة بين سلفا كيرمشار لحل الأزمة المستمرة في البلاد منذ أشهر.
وقال كينياتا الذي عقد محادثات مع كير ووزير الشؤون الخارجية الإثيوبي تيدروس ادهانوم إن الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيجاد) تتفهم جيدا الأزمة في جنوب السودان.وشدد كينياتا على أن الهيئة لن تقبل تعطيل المحادثات الجارية بشأن أزمة جنوب السودان.
وقال بيان صدر بعد الاجتماع “الرئيس كينياتا مقرر إيجاد قال إنه بعد مطالب الهيئة فإن المحادثات ستعقد في أقرب وقت ممكن.”
و أعرب الرئيس كير يوم الجمعة رغبته في السفر الى إثيوبيا لإجراء المحادثات وتشكيل حكومة انتقالية في إطار الجهود الرامية إلى إنهاء الأزمة في أحدث دولة في العالم.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في جوبا عقب إجراء محادثات مع كير إنه أوضح لرئيس جنوب السودان أنه يجب فعل كل ما بوسعه لإنهاء الصراع.
ووصف خبراء إقليميون الاجتماع القادم لمشار بأنه ضروري لاستقرار جنوب السودان التي انغمست في المعارك منذ منتصف سبتمبر 2013.
وفي الاثناء شكا مشار الرئيس سلفاكير الى وزير الخارجية الامريكي جون كيرى وكال له اتهامات بعرقلة ايصال المساعدات وخرق المعاهدات الخاصة بوقف اطلاق النار ووضعية المعتقلين السياسين.
وقال مشار خلال اتصال هاتفى بجون كيرى فى وقت متاخر من ليل الجمعة انه لا يمانع فى لقاء كير باديس ابابا شريطه ان يجتمع اولا الى رئيس الوزراء الاثيوبي.
وطبقا لبيان تلقته “سودان تربيون” عن المتحدث باسم مشار يوهانس موسى فان مشار وكيرى بحثا الاوضاع السياسية والامنية فى دولة الجنوب وضرورة ايقاف الحرب والتوصل الى تسوية سياسية تجنب البلاد كارثة انسانية كبيرة.
و اتهم خلال الاتصال سلفاكير بتعمد خرق معاهدات الهدنة ووضعية المعتقلين السياسيين رغم استمرار وفده فى التفاوض باديس ابابا.
لافتا الى استمرار قوات سلفاكير فى الهجوم على مواقع قواته ورفضه سحب القوات المتحالفة معه مسميا كل من القوات الاوغندية وحركة العدل والمساواة.
وقال مشار ان سلفا رفض الافراج عن المعتقلين الاربعة وامر بالاستمرار فى وضعهم قيد الاقامة الجبرية برغم قرار المحكمة بالافراج عنهم لعدم كفاية الادلة.
واتهم مشار فى شكواه لكيري قوات سلفاكير بوضع العراقيل امام وصول المساعدات الانسانية للمتضررين من الحرب.
وقال يوهانس ان المحادثة الهاتفية اولت اهتماما بضحايا احداث جوبا التى وقعت فى 15 ديسمبر 2013 وان اهالي اولئك الضحايا هم الذين يقاتلون حاليا للثار وان مشار دعا واشنطن لاخذ المسالة كواحدة من القضايا التى تؤجج الاوضاع فى دولة الجنوب.
الى ذلك قال القيادي الجنوبي والمحاضر بجامعة هارفد الامريكية لوكا بيونق لـ”سودان تربيون” الجمعة ان كيري طرح على سلفاكير قضيتين هما ضرورة وقف العدائيات والحرب وتنفيذ الاتفاق الذي وقع في يناير مع مشار كما بحث معه قضية الحكومة الانتقالية.
وقال كيرى فى تصريحات صحفية من جوبا ان سلفاكير وافق على الحكومة الانتقالية ووقف اطلاق النار واعلن استعداده لمقابلة مشار فى العاصمة اديس ابابا الاسبوع المقبل.
ونوه لوكا الى ان الحكومة الانتقالية ستصطدم بشرعية الرئيس وان اقرارها لا يتم الا في حال قبول سلفاكير بالتنحى عن رئاسة الدولة برضاه .
وزاد “انا كأكثر شخص كان لصيق بالرئيس سلفاكير طيلة الفترة الانتقالية ماقبل الانفصال أعلم جيدا ان الرجل ليس لديه حب السلطة وانه زاهد فيها تماما ويمكن ان يتنحى طواعية إذا راى ان ذلك يصب في مصلحة السلام “.
وقال بيونق ان المجهودات الامريكية تحتاج لموازنة دقيقة بأن تاتي الحكومة الانتقالية في الاطار الدستوري وأن لا تكون خطوة لتحفيز العنف وتصبح سنة وزاد “بمعنى تشجع تحقق المطالب بالسلاح “.
واكد بيونق وجود تفاهم بشان ايجاد الالية للفترة الانتقالية وأكد ان كيري بحسب معلوماته وجد ضمانات من الرئيس سلفاكير حول اتخاذ الاخير لجملة قرارات تصب في إطار السلام والمصالحة .
واشار بيونق الي انه ابدى ملحوظات للرئيس سلفاكير حول القررات الادارية للرئيس اوباما بشأن فرض عقوبات على مسئوليين جنوبيين وتحركاتهم بمجلس الامن لفرض عقوبات على المتحاربين.
واكد بيونق ان زيارة كيري لجوبا ستدفع بخطوات كبيرة في ايجاد الحل للحرب المستعرة وستدفع بالمفاوضات الجارية باديس ابابا بين الفرقاء.
وذكر ان زيارة كيري لجوبا تأتي في إطار تخوفات واشنطن من تفاقم الازمة الانسانية واستمرار الحرب الامر الذي يلقى باعباء حتى على المجتمع الدولي.
وكان وزير الخارجية الامريكى وصل إلى جوبا في وقت سابق للسعي الى وقف لإطلاق النار في النزاع الدامي المستمر منذ أربعة أشهر، محذراً من وقوع مجازر ومجاعة.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية جنيفر بساكي أنّ “كيري سيشدد مجدداً على ضرورة أن يحترم جميع الأطراف اتفاق وقف إطلاق النار والتوقف فوراً عن شن هجمات على المدنيين”.
وأضافت في بيان “انه سيحض أيضاً الأطراف المتحاربة على التعاون الكامل مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لحماية المدنيين وتأمين المساعدات لشعب جنوب السودان”.