الجنوب يتهم الخرطوم بتدريب المتمردين .. وقوات تابعة لمشار تسيطر على بانتيو
الخرطوم 16 ابريل 2014- إتهم جنوب السودان رسمياً الخرطوم بتدريب وتسليح قوات تابعة للمتمردين المناوئين للرئيس سلفاكير ميارديت وبينما سارع الجيش السوداني الى نفي علاقاته بصراع البلد الوليد لتوه، أعلن المتمردين ظهر الثلاثاء استيلائهم على عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط (بانتيو) ، و عد زعميهم د.رياك مشار مناطق انتاج البترول هدفاً مشروعاً لقواته محذرا شركات النفط العاملة هناك من مغبة تواجدها في مناطق عمليات ومنحها أسبوعاً واحداً لحزم امتعتها والمغادرة.
وأكد مشار، في مقابلة حصرية مع “فرانس برس”، انه يريد السيطرة على العاصمة جوبا وحقول النفط الاساسية، محذراً من أن الحرب الاهلية لن تتوقف قبل سقوط الرئيس سلفا كير.
وفي وقت يدخل فيه النزاع في جنوب السودان شهره الخامس تزامنا مع محادثات سلام هشة، وصف مشار، رئيس جنوب السودان بـ”الديكتاتور”، واشار الى انه لا يجد “سببا لتقاسم الحكم” معه.
وقال مشار خلال المقابلة التي جرت مساء الاثنين في مكان سري في ولاية اعالي النيل النفطية “اذا كنا نريد اسقاط الديكتاتور فجوبا هي هدف وحقول النفط اهداف”.
واندلع نزاع جنوب السودان في جوبا منتصف ديسمبر الماضي قبل ان يمتد الى ولايات أخرى مهمة ، واسفر عن سقوط آلاف القتلى وتشريد حوالي 900 الف آخرين، ويتواجه جنود موالون للحكومة وآخرون التحقوا بمشار، الذي اقيل من منصبه كنائب للرئيس في صيف 2013.
واتخذ النزاع بسرعة طابعا اتنيا بين الدينكا التي ينتمي اليها كير والنوير التي ينتمي اليها مشا، .واضاف الاخير “نحن لا نقوم سوى بمقاومة النظام الذي يريد تدميرنا”، مشيرا الى انه يأمل ان “يحترم الطرفان” اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه في 23 يناير والذي ينتهك بشكل دائم.
وعلقت الجولة الثانية من المحادثات بين الطرفين، والتي تجري في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا، في مارسحتى نهاية أبريل الحالي.
وأعلن متحدث باسم المتمردين يوم الثلاثاء سيطرتهم على مدينة بنتيو عاصمة ولاية الوحدة المنتجة للنفط وطلبوا من العاملين بشركات النفط حزم أمتعتهم والرحيل في غضون أسبوع.
وقال المتحدث باسم المتمردين لول روي كوانج في بيان “إعادة السيطرة على بانتيو تمثل المرحلة الأولى لتحرير حقول النفط من قوات الإبادة التابعة لكير والمعادية للديمقراطية.”
وحث كل شركات النفط العاملة في المناطق الخاضعة للحكومة بوقف عملياتهم واجلاء موظفيهم خلال اسبوع. وقال “إن شركات النفط ستواجه احتمال وقف أنشطتها النفطية بالقوة إضافة إلى تعريض سلامة موظفيها للخطر في حالة عدم انصياعها لهذا الطلب.”
وقال مسؤول بوزارة النفط لرويترز شريطة عدم الكشف عن اسمه إن ثلاثة من عمال النفط الروس أصيبوا في هجوم للمتمردين الاثنين على منشأة تكرير شيدت حديثا في لالوبة بالقرب من بانتيو.
وأكد المتحدث باسم الجيش فيليب أقوير وقوع قتال في ولاية الوحدة لكن ليس لديه تقرير واف بشأن ما حدث.وقال أقوير “اندلع قتال خطير في (ولاية) الوحدة. لا تزال قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان (الحكومية) على الأرض لكننا ما زلنا ننتظر تقريرا وافيا عن الأحداث هناك بشكل محدد.”
وأدت الحرب الأهلية في جنوب السودان إلى حدوث أزمة إنسانية في الدولة التي استقلت عن السودان عام 2011 لكنها دخلت في اضطرابات منذ ذلك الحين.وتسبب الصراع أيضا في وقف إنتاج النفط الذي يمثل نسبة كبيرة من إيرادات الدولة.
من ناحيته أكد المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية العقيد الصوارمي خالد سعد في تصريح نقلته وكالة الانباء الرسمية (سونا) أن ما تناولته بعض أجهزة الإعلام الخارجية ، إن صحت نسبته للناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي لدولة جنوب السودان ، بخصوص أن متمردي دولة الجنوب قد تم تدريبهم أو فتح معسكرات لتدريبهم داخل الأراضي السودانية لا أساس له من الصحة .
وأكد أن المنطقة الواقعة ما بين منطقتي هجليج والخرسانة بولاية غرب كردفان توجد بها أعداد كبيرة من النازحين من دولة الجنوب الذين نزحوا بعد المعارك الشرسة التي وقعت بين الأطراف المتنازعة بدولة جنوب السودان ويتلقون الآن المساعدات المقدمة من منظمات العون الإنساني .
واضاف لا نجد تفسيرا لهذه التصريحات غير محاولة بعض الجهات السعي لإفساد نتائج زيارة الفريق سلفاكير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان الأخيرة للخرطوم والتي ننتظر مخرجاتها .
وقطع الصوارمي بإلتزام القوات المسلحة الحيادية التامة والتي التزمتها الحكومة السودانية تجاه الأوضاع في دولة الجنوب وعدم تدخلنا في أي من قضاياها الداخلية ، مشددا على إلتزام القوات المسلحة بتوفير الحماية الكاملة للنازحين من دولة الجنوب بتلك المعسكرات .