Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

مؤتمر الإعلام: البداية الخاطئة

بقلم فيصل محمد صالح

من المفترض أن تعقد اللجنة التحضيرية للإعداد لمؤتمر الإعلام يوم الأربعاء أولى اجتماعاتها بالقصر الجمهوري برئاسة النائب الاول لرئيس الجمهورية. هذا المؤتمر يتم الحديث عنه والإعداد له قبل فترة، وقد لا يكون مرتبطا بالضرورة من البداية بدعوة الحوار الوطني الشامل، لكنه أيضا لا ينفصل عنها، ويعطي إشارات باتجاهات الحوار ومدى جديتها والشكل الذي يمكن ان يتم به الحوار.

سبق هذا الأمر اتصالات وزيارات اجراها وزير الدولة للإعلام ياسر يوسف لعدد من الإعلاميين، كنت من بينهم، شرح فيه التوجه الجديد نحو وضع السياسات الإعلامية عبر مشاورات واسعة وورش عمل قطاعية ومؤتمرات، وعد أن يتم فيها تمثيل واسع لكل ألوان الطيف السياسي والإعلامي والخبراء والأكاديميين، قلنا خير وبركة.

ثم قبل عقد المؤتمر طرح رئيس المؤتمر الوطني دعوته للحوار الوطني الشامل، وشئنا أم أبينا فإن طريقة الإعداد والدعوة لمؤتمر الإعلام يجب أن تعكس مدى جدية المؤتمر الوطني للحوار وتصوراته حوله وحجم ونوع المشاركة فيه، وهي بالضرورة ترسل رسائل كثيرة، سلبية كانت أم إيجابية، وتعتبر مرانا قبل الدخول في المباراة الرئيسية.

ومثل الحوار الوطني، يحتاج مؤتمر الحوار حول قضايا الإعلام لمبادرات إيجابية من الحكومة وحزبها لتكون فاتحة شهية، أهمها رفع الرقابة والعقوبات الإيجازية على الصحف ووقف المصادرات العشوائية، وفتح أبواب الأجهزة الإعلامية لقضايا الحوار. لكن مع الأسف فقد شهد الشهر الذي أعقب دعوة الحوار أكبر حجم وعدد لمصادرات الصحف خلال شهر واحد، وهو رقم قياسي لم يحدث خلال شهر واحد طوال السنوات السابقة.

ثم جاءت لجنة الإعداد في شكل حكومي مترهل يشبه كل مؤتمرات الإنقاذ السابقة، وبلا جديد يذكر أو يعكس توجها مغايرا. تضم لجنة الإعداد، 71 عضوا، فكم يا ترى سيكون عدد المشاركين في المؤتمر نفسه؟. يرأس اللجنة النائب الاول، وتضم، بحسب مراجعتي التي قد تكون قاصرة، 43 عضوا من المؤتمر الوطني، من السياسيين والتنفيذيين، وعضوين من الأحزاب الحليفة، وثلاثة من القوات النظامية أحدهم عضو ملتزم بالمؤتمر الوطني بالضرورة، واثنين من حزب الأمة القومي. خارج هذا الإطار ضمت اللجنة 16 ممن يمكن تصنيفهم كإعلاميين وخبراء وشخصيات عامة، وستة شخصيات لم أتعرف عليهم ولا يمكنني تصنيفهم.

أي لجنة مثل هذه، ولكي تؤدي عملها على أكمل وجه تحتاج إلى معايير في اختيار عضويتها وعددهم. فإما أن تكون لجنة فنية مضغوطة من الخبراء والمهنيين والأكاديميين، أو لجنة ذات تمثيل سياسي واسع لا يغفل كل القوى والحركات السياسية والشبابية. ولا معنى لأن يكون فيها 43 من الحزب الحاكم، وإثنين من حزب الأمة القومي، ثم نقول أنها راعت تمثيل كل ألوان الطيف السياسي. كما أن عنصر الشباب، الذي يمثل غالبية العاملين بالأجهزة الإعلامية والصحف، غائب تماما، إلا من وزير الدولة الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني ، ونائبه قبيس.

البداية محبطة، والخطاب يظهر من عنوانه، لا أحد يرغب في تكرار تجربة مؤتمرات الإنقاذ السابقة، ومآلاتها معروفة، وتوصياتها أيضا موجودة. إن كانت هناك رغبة في عمل مغاير ومختلف فقد أخطاتم الطريق وتجنبتم الصواب.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *