الحكومة تفقد السيطرة على مسلحي قبائل دارفور وفرار الآلاف جراء العنف
الخرطوم 11 مارس 2014- أعلنت البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في دارفور (يوناميد) أن آلاف الأشخاص فروا من أعمال العنف، الدائرة في مدينة سرف عمرة، التي تبعد حوالي (100) كيلو متر، عن الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، في وقت تحدثت تقارير عن فقدان الحكومة للسيطرة على القبائل التى سلحتها في وقت سابق، وإعترفت للمرة الأولى بفقدانها السيطرة على عدد من محليات ولاية شمال دارفور.
واعلن حسبو محمد عبد الرحمن نائب رئيس الجمهورية عن ما أسماه بشريات خلال الأيام القادمة بشأن المحليات التي طالتها أيادي المتمردين بالدمار والخراب والحرق على حد تعبيره .
وقال حسبو عقب عودته من حاضرة ولاية شمال دارفور في إطار زيارته التفقدية لولايات دارفور طبقاً لوكالة سونا للانباء ، إنه عقد عدداً من الاجتماعات مع حكومة ولاية شمال دارفور والأجهزة الأمنية والعسكرية أتخذت خلالها عدد من الترتيبات العسكرية والامنية .
وأكد عزم القوات المسلحة على إسترداد محليات اللعيت جار النبي والطويشة وكلمندو وسرف عمرة في وقت قريب ، وشدد على أن هذا الصيف لن يمر دون تحرير كل المواقع التي دنستها أيدي المتمردين .
وقالت يوناميد في بيان إن:(البعثة توفر الحماية والمياه للمتضررين، إضافة إلى العلاج الطبي، لأكثر من 30 جريحا)، مشيرة إلى أن:”اللاجئين يقيمون حاليا، في إحدى قواعده في المنطقة).
وأضاف البيان أن:(دوريات لاحظت حصول أعمال نهب حول المدينة، وتعرض السوق المحلي للتدمير، بعد أعمال العنف الطائفية، التي شهدتها).
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، قال في وقت سابق، (إن القيود التي تفرضها الحكومة السودانية، ونقص التجهيزات لدى بعض جنود القوة الدولية في دارفور، تعرقل قدرتها على حماية المدنيين والعاملين الإنسانيين في هذه المنطقة، التي تشهد أعمال عنف).
وفي تقرير حول أنشطة القوة المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في دارفور، الذي طلب إجراؤه في يوليو الماضي، دعا كي مون، مجلس الأمن الدولي إلى المصادقة على عدة توصيات، لكي تتمكن القوة المشتركة من تقديم المساعدة، بشكل أكثر فعالية للعديد من المدنيين المتضررين من العنف، وفقدان الأمن والنقص في دارفور.
وتتألف القوة المشتركة، التي أنشأت، قبل ستة أعوام، من (19) ألف جندي وشرطي، وهي إحدى أكبر بعثات حفظ السلام في العالم ،غير أنها تعاني، بسبب التصعيد الأخير للعنف في دارفور.
حيث فر قرابة 40 ألف مدني في ثالث موجة عنف يشهدها الإقليم منذ مارس الماضي ، من الحرائق وعمليات النهب، التي تنفذها ميليشيات في هذه المنطقة.
و بسبب معارك دامية بين ميليشيات عربية، تتنازع السيطرة على الأرض والمياه والحقوق المنجمية.
وبحسب خبراء، فإن الحكومة السودانية، لم تعد تسيطر على هذه القبائل، التي كانت سلحتها بنفسها، لمكافحة حركة التمرد.
ونزح حوالى (380) ألف شخص، جراء أعمال العنف، العام الماضي، في رقم قياسي منذ 2004م، بحسب الأمم المتحدة.