Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

قوات التدخل السريع: يمشو وين؟

بقلم مجدي الجزولي

نقلت سونا خبر مقتل تاجر أم قرين جنوب غربي الأبيض، محمود عيسى أحمد بخيت، على يد “قوات التدخل السريع” يوم 1 فبراير باعتباره حادثا فرديا، “تفلتا” كما قالت الوكالة الرسمية من جنديين لم يلجمهما الزبط والربط عن قتل مواطنيهم بدم بارد. أعلن والي شمال كردفان، أحمد هارون، لأهل أم قرين الغاضبين يوم 2 فبراير أن قوات التدخل السريع ستنسحب خارج نطاق ولايته في غضون ثلاثة أيام بعد أن كشف عن القبض على الجاني ونية السلطات تقديمه إلى المحاكمة. طلب جنديان من قوات التدخل السريع، بحسب سونا، من محمود مالا بالرجالة كده ولما رفض أفرغا فيه رصاص الدولة ولاذا بالفرار. قال هارون الذي أحاط به المتظاهرون وجثمان محمود على أكتافهم أن مسؤولية الأمن وحماية المواطنين تأتي على رأس أولويات حكومته، كيف يا شاطر؟

لم تجب سونا ولا أجاب هارون على سؤال أهل أم قرين عن الداعي الذي أتى بهذه القوات إلى محيط قريتهم، وفوق ذلك إلى أين انسحابهم خارج شمال كردفان؟ إذا صح نقل الأخبار فقد شاركت هذه القوات في الحملة العسكرية الأخيرة ضد محاربي الجيش الشعبي (شمال) في جنوب كردفان وأتت الأبيض تطلب الماهية والاستراحة. لِما هجم الجنديان على التاجر إذن يطلبان المال بالبندقية، أتأخرت المواهي يا هارون أم ابتلعتها الإدارة، مصاريف وكده، أم هما من طينة الإجرام مخلوقان طلبت خدماتهما الدولة. استقبل أحمد هارون قوات الدعم السريع في الأبيض ونظم لذلك احتفالا حاشدا يوم 12 يناير حيث استعرض “العميد محمد حميدتي قائد متحرك تراب الوطن المواجهات التي تمت مع فلول المتمردين وما تكبدته تلك القوات من خسائر فادحة وأكد استمرارية طرد ودحر المتمردين من كافة المواقع والقضاء عليهم”، وفقل لخبر سونا في ذلك اليوم.

أجرى التقي محمد عثمان عن جريدة الصحافة في أبريل 2013 حوارا طويلا مع محمد حمدان دلقو ولقبه حميدتي، سعادة العميد في خبر سونا، معرفا إياه بأحد “سلاطين القبائل العربية التي تصدت للحركات المسلحة” في دارفور، ثم “القائد بحرس الحدود” و”مستشار الأمن بولاية جنوب دارفور” ضمن حكومات على محمود عبد الرسول، وزير المالية السابق، وعبد الحميد موسى كاشا، حتى إعفائه من منصبه على يد الوالي السابق حماد اسماعيل. اتهم حميدتي وقتها الوالي حماد باستهداف قومه الرزيقات ردا على اتهام موجه لحرس الحدود بالتورط في أحداث نيالا الدامية التي صاحبت إعفاء كاشا من منصب الوالي وتعيين حماد بديلا عنه. أنهى حميدتي حديثه بأمر المعاش، شكى من انسداد المراحيل في وجه أهله من رزيقات شمال دارفور، مضيفا أنهم مقيمون في جنوب دارفور عند الشرتاي أبكر عيسى، شرتاي الفور، يحمونه بقوتهم (الصحافة، 25 أبريل 2013). سأل التقى حميدتي قبلها بثلاثة أعوام عن تاريخه الشخصي فقال أنه كان تاجرا عابرا للحدود بين ليبيا والسودان وتشاد ونيجيريا ومصر، أصابه الضر من الحركات المسلحة أول الحرب في دارفور حيث هاجمت قوة منها قافلة من الإبل كانت في طريقها إلى ليبيا فنهبت أغلبها وأسرت من كانت في حرزه، بحسب روايته. أكد حميدتي وقتها أن القوات تحت إمرته “جيش” لكل منهم نمرة عسكرية، لكن تظلم من “نفعيين” وقفوا بينه ورئيس الجمهورية، من وعده خيرا ثم أخلف وعده (الصحافة، 14 أكتوبر 2010).

جعلت الحكومة من قتال “الإيجار” عادة سهلة، تستنجد كل ما عن لها بمن شغلهم السلاح في حروب الريف ممن جعلهم حامد ممتاز، أمين أمانة الشباب بالحزب الحاكم، ربما ضمن جمهور العاطلين موسميا أو على الدوام، 48% من الشباب في حسابه. بهذا القياس، فإن وحدة موضوعية تربط التهاب الصراعات المسلحة في أطراف البلاد واعتماد الحكومة على مثل قوات التدخل السريع لصد أعدائها المقاتلين واقتصاد السوق الذي يذاكر رجال الدولة بمثابرة لا مثيل لها كتابه من تأليف صندوق النقد والبنك الدوليين. أما المرحوم محمود وجنود العميد حميدتي فبينهما النار في القرش والقرشين.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *