Friday , 6 December - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

المحبوب عبد السلام ينتقد الترابى بعنف ونائبه يدافع عنه

الخرطوم 20 يناير 2014- طالب القيادى فى حزب المؤتمر الشعبى المحبوب عبد السلام يتنحى الامين العام للحزب حسن الترابى وعده المسؤول الاول عن حالة الجمود التى يعيشها الحزب بعزوفه عن الدعوة للمؤتمر العام وآي مساع لإصلاح الحزب.
img51d92478797d1.jpg

وطبقا لمذكرة كتبها المحبوب اوصلها للترابى قبل عدة اشهر وتسببت – بحسب المصادر- فى فتور بائن فى العلاقة بين الرجلين لفترة من الوقت قبل ان يعودا لحالة صفاء لازال يحفها الحذر.. قال فيها : ” الاعراف السياسية المعاصرة تؤكد ان من اقترف خطأ كبيرا فى السياسة ويعترف به يعمد رأسا الى الاعتذار والاعتزال ، وهو ما لم يقع عند تاسيس المؤتمر الشعبى رغم اعتراف قادته فى ندوات عامه بالاخطاء التى واكبت الحركة ، منذ تأسيسها ” .

ويشير المحبوب في المذكرة التي اطلعت عليها (سودان تربيون ) ع إلى دور الحركة الاسلامية في انقلاب 1989 الذي جاء حينها بالعميد عمر حسن البشير إلى السلطة والذي اعترف الترابي في الماضي مرات عديدة بدوره فيه واقر بأنه خطأ وقع فيه حزب الجبهة القومية الاسلامية التي تحول فيما بعد إلى حزب المؤتمر الوطني بعد الاستيلاء على السلطة.

انقسم الاسلاميين في ديسمبر 1999 بعد عشرة اعوام من الانقلاب لاختلاف حول دور العسكر في السلطة ومستقبل الحكم في البلاد وأسس الترابي حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه حاليا.

وأضاف المحبوب : “ان استمرار تلك القيادة التالدة أعاق الى حد كبير مشروع المراجعة الشاملة لسائر كسب الحركة الاسلامية من التاسيس الى الانقلاب” . ويرى “ان استمرار القيادة كان فى منحى اخر اشد خطرا هو استمرار لأصول الخطاب القديم ”

وظلت القيادة التاريخية كما يقول المحبوب “تبحث فى مبررات للعشرية الاولى عبر تعديد المنجزات من الطرق الى بسط اللغة العربية الى ثورة التعليم العالى، وقد تكون كلها منجزات ولكنها كسوب لنظام احادى ديكتاتورى مهما اجتهد فى قيادة الناس الى الجنة بالعصا.”

وكانت الجبهة الاسلامية القومية قررت الانقلاب على حكومة الصادق المهدي بعد اتفاق الاخير مع قوى المعارضة على الحوار مع الحركة الشعبية لتحرير السودان وأصبح إلغاء قوانين الشريعة الاسلامية التي فرضها الرئيس السابق جعفر النميري بمساعدة الترابي مسألة وقت.

ورفض نائب الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي عبدالله حسن احمد رؤية المحبوب النقدية للترابي مؤكدا ان الشعبى لايشعر باى عقدة ذنب حيال تغيير 89 حتى يعمد الى الاعتذار فالوضع حينها استلزم الانقلاب ، كما ان سياسة النظام واخفقاته لايمكن ان تحسب على الشعبى حتى وان تكلست قياداته رافضة اى تغيير .

ويضيف ” ان ربط العمل السياسى بالعمر لا يبدو منطقيا طالما ان السياسى قادر على التفكير والحركة وقال مستشهدا ” لايمكن ان نقول ان المهدى يجب ان يتخلى عن الحزب لانه كبر وشاخ .. كذلك حال الترابى والميرغنى

ورفض عبد الله تحميل الترابى مسؤولية تاخر عقد المؤتمر العام للحزب لسنوات طويلة ، وقال ان العوائق المالية هى التى تمنع التئامه ، منوها الى ان اجهزة الحزب تجتمع بما تيسر من معينات مالية وتتخذ قرارتها دوريا ،وربط اجراء اى اصلاح فى الحزب بتغيير النظام السياسى الحاكم قاطعا باستعداد حزبه لمواجهة اى تغييرات محتملة .

ويتطرق المحبوب في مذكرته إلى حاجة الحزب الاسلامي المعارض لتجديد افكاره وطرح رؤية سياسية جديدة لبناء الدولة الاسلامية تبتكر وسائل جديدة لتحقيقها خاصة وان التجارب التي مرت بها احزاب اسلامية اخرى في تركيا وتونس ومصر تزيد اليوم اكثر من أي وقت مضى من الحاجة لمراجعة المنهج التي يتبعه الحزب.

وتخلص المذكرة إلى ان شخصنة الخلاف بين الترابي وتلاميذه أصحاب مذكرة 1999 التي قادت الى عزله من الحزب والزج به في السجن لاحقا قادت الترابي لتجميد الحراك الفكري داخل الحزب وتبديل في قياداته على الرغم من انه قطع بضرورة ذلك في كتاباته وذلك خوفا من حدوث تقارب بين الشعبي والوطني، وهو الذي يرغب في الانتقام منهم.

وكان المحبوب عبر في العام المنصرم عن الحاجة لتوحيد القوى الاسلامية والعمل على تصحيح المسار الحالي للمؤتمر الوطني خاصة وان سقوط النظام الحاكم يعني في نهاية الامر هزيمة المشروع الاسلامي في السودان إلى الأبد .

وتجدر الاشارة إلى ان عدد من قيادات الشعبى بينهم النائب السابق للرئيس السوداني الحاج يوسف والذي كان من بين المقربين من التربي انضموا للحزب الحاكم بحجة ان مشروع الدولة الاسلامية في حاجة إلى التخلي عن الخلافات الشخصية والعمل على اعادة توحيد الحزب كما كان عليه قبل ديسمبر 1999م

وأثار ابعاد النائب الأول لرئيس الجمهورية على عثمان طه الذي يعتقد الترابي بأنه العقل المدبر لمذكرة العشرة التي اطاحت به الامال بقبول الترابي لفكرة المصالحة بين الشعبي والوطني والعمل على توحيد الحزب والدفع به إلى الامام خاصة وان خروج عدد من القيادات التاريخية في ديسمبر الماضي يخلق فراغا سياسيا قد يدفع بالبشير إلى التقارب مع قوى سياسية اخري .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *