مشار يهدد بإيقاف صادرات النفط .. واصابة 4 جنود أميركان في اطلاق نار على طائرتهم في بور
الخرطوم 22 ديسمبر 20113- هدد نائب رئيس دولة جنوب السودان المنشق رياك مشار بإيقاف تصدير النفط من ولاية الوحدة بعد إعلان سيطرته عليها ، في حين تصاعدت السبت حدة المعارك بين القوات الموالية له وأخرى مساندة للرئيس سلفاكير ميارديت في مدينة بور، عاصمة ولاية جونقلي، ، وتعرضت طائرة أميركية لإطلاق نار ما أدى إلى جرح أربعة جنود فيها. وفيما تضاربت المعلومات عن مدينة توريت شرقي البلاد ، تابع الوسطاء الدوليون والأفارقة بذل الجهود لتجنيب الدولة الوليدة حرباً أهلية.
وكررت حكومة جنوب السودان، على موقعها الإلكتروني، أنها على استعداد للحوار مع ريك مشار وجميع المتمردين «بدون شروط» مسبقة من أجل وقف أعمال العنف التي اندلعت منذ الأحد الماضي، في وقت أعلن مشار، أن القوات الموالية له استولت على ولاية الوحدة النفطية، وتسيطر الآن على معظم أنحاء البلاد، واضعاً شروطاً جديدة لبدء الحوار مع رئيسه السابق .
وقال مشار في تصريحات لـ (بي بي سي)، ليل السبت، إنه يوافق على إجراء مفاوضات مع الحكومة إذا أفرجت عن السياسيين الذين أُعتقلوا مؤخراً على ان يتم الحوار في بلد آخر مقترحاً اثيوبيا لاستضافته.
واشترط مشار الذى استولى على اسلحة ومعدات كبيرة في بور لاستمرار تفق النفط ان توضع عائداته في البنك الدولي او في حساب بعيدا عن الحكومة ، في بادرة تعد الاولى لدخول النفط في الصراع .
من جانبه، أكد المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أغوير إن قائد الجيش في ولاية الوحدة الغنية بالنفط شمال البلاد قد انشق وانضم إلى المتمردين التابعين لمشار، وأعلن نفسه حاكماً على الولاية.
وأضاف أن الوالي الحالي لولاية الوحدة جوزيف مانتلوغان لا يزال على ولائه للحكومة في جوبا، لكنه فر إلى منطقة مايوم المجاورة ، وذكر شهود عيان، السبت، أن ما لا يقل عن ثلاث طائرات من سلاح الجو الأوغندي قصفت مواقع الجنرال بيتر قاديت ياك في بور عاصمة ولاية جونقلي .
وأعلن قائد الفرقة الرابعة للجيش جنوب السودان في ولاية الوحدة المنتجة للنفط ان قواته لم تعد موالية للرئيس سلفا كير.
وقال اللواء جميس كوانغ شول في خطاب بثه على الاذاعة الحكومية المحلية انه خلع حاكم الولاية المعين منقبل سلفاكير ودعا وزراء الحكومة الى البقاء في منازلهم مطالباً في الوقت ذاته الموظفين بمزاولة اعمالهم كا المعناد .
وقال شول المنتمي لقبيلة النوير انه اكتشف مؤامرة لاغتياله دبرها حاكم الولاية بالتعاون مع ضباط كبار في الجيش واضاف ان عملية اغتيله كان يفترض ان تنفذ الجمعة ، وفي وقت لاحق اعلن مشار تنصيب شوال حاكما على مقاطعة الوحدة الغنية بالنفط .
ونفى المتحدث باسم الجيش الشعبي فيليب أغوير بشدة سيطرة قوات مشار على ولاية الوحدة التي تضم غالبية حقول النفط، وتنقسم إلى 9 مقاطعات مؤكداً أن كل ولايات الجنوب العشر تحت السيطرة، ما عدا ثلاث مناطق في ولاية جونقلي هي بور وأكوبو والبيبور
غير انه قال لراديو بي بي سي العربية إن الولاية، ، شهدت اشتباكات مساء الجمعة بعد انشقاق قائد الفرقة الرابعة بالجيش الشعبي واعلان نفسه حاكما عليها ، وأضاف أن الحاكم الحالي لولاية الوحدة جوزيف مانتلوغان مازال على ولائة للحكومة في جوبا لكنه فر إلى منطقة مايوم المجاورة.
وردا على سؤال عن المخاوف من تفكيك الدولة، وصف اغوير ذلك بأنها مخاوف لا محل لها حيث أن جنوب السودان تتكون من 10 ولايات وأن القلاقل متمركزة في ولايتي الوحدة وجونغلي فقط مشددا على أن خيارات المصالحة والتفاوض مفتوحة.
وقال الشهود لوكالة أنباء جنوب السودان المستقلة، إن تقارير أفادت بتمكُّن قوات الجنرال قاديت من إسقاط إحدى هذه الطائرات في المنطقة ، وفي صعيد التطورات، قال الاتحاد الأفريقي في بيان إن رئيسة المفوضية الأفريقية انكوسازانا دلاميني زوما “تدعو إلى هدنة فورية لاعتبارات إنسانية بمناسبة عيد الميلاد كعلامة على التزام جميع الأطراف المعنية بصالح شعب جنوب السودان”.
في غضون ذلك، وصل المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان وجنوب السودان دونالد بوث إلى جوبا لتسهيل مهمة الوسطاء وقال بنجامين إن الرئيس سلفاكير ليست لديه مشكلة في لقاء رياك مشار الموجود في بانتيو طبقاً لوزير الإعلام والبث مايكل مكوي.
وطالب وزير الخارجية الأميركي جون كيري في محادثة هاتفية سلفاكير، باتخاذ قرارات صعبة لتجنيب بلاده خطر الحرب الأهلية. كما طلب كيري من زعماء الجنوب السيطرة على المجموعات المسلحة، ووقف الهجمات على المدنيين وإنهاء العنف بين مختلف المجموعات الإثنية والسياسية. كما حذرت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس جنوب السودان من أن واشنطن مستعدة لإنهاء دعمها «التقليدي والمهم» في حال استمرار أعمال العنف.
إلى ذلك، أكد الجيش الأميركي إصابة أربعة من جنوده في إطلاق نار على طائرة أميركية في جنوب السودان كانت في مهمة لإجلاء رعايا أميركيين من بور عاصمة جونقلي التي سيطر عليها أنصار نائب الرئيس السابق مشار.
وتوجهت الطائرة الأميركية بعد تعرضها لإطلاق نار لدى اقترابها من المدرج، إلى عاصمة أوغندا، كمبالا لإسعاف الجنود الجرحى، وذلك غداة إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما إرسال 45 جندياً إلى جنوب السودان لحماية السفارة الأميركية وديبلوماسييها هناك.
وقال وزير شؤون الرئاسة السابق، القيادي في حزب «الحركة الشعبية» الحاكم في الجنوب لوكا بيونق، إن مشار يسيطر الآن على ولاية جونقلي وهو موجود هناك، معتبراً ذلك مكسباً عسكرياً كبيراً له.
وقال إن تركيز مشار للسيطرة على مناطق النفط في ولايتي أعالي النيل والوحدة، سيشل تدفق النفط، وسينعكس ذلك سلباً على الخرطوم وجوبا. وأضاف بيونق أن مشار يملك قوات في ولاية شرق الاستوائية، وتفيد الأنباء الواردة من هناك أنها استولت على توريت عاصمة الولاية. ورأى أن «هذا يعني قطع جميع الإمدادات التي يمكن أن تأتي من أوغندا، كما أن القوات الموجودة في شمال العاصمة جوبا كلها في يده».
وكان رئيس مجلس الأمن السفير الفرنسي جيرار آرو حذّر من انزلاق جنوب السودان الى حرب أهلية، فيما دعا المجلس في موقف موحد قادة جنوب السودان السياسيين والعسكريين إلى العمل فوراً على وقف كل أشكال العنف والشروع في حوار سياسي يقود إلى مصالحة وطنية.
ودان مجلس الأمن في بيان صحافي صدر بإجماع أعضائه، أعمال العنف «ضد المدنيين وإتنيات محددة ومكونات أخرى» في جنوب السودان، فيما أعلنت الأمم المتحدة أن ٥٠٠ مدني قُتلوا حتى الآن وأنها تؤوي نحو ٣٥ ألف مدني هربوا من الاشتباكات. وشدد على دعم عمل القوة الدولية في جنوب السودان.
و نفى وزير الإعلام بحكومة جنوب السودان، مايكل مكوي، صحة أنباء أوردتها وكالة غربية حول قصف طيران أوغندي لمدينة بور ، وقال وزير الإعلام، إن “هذه الأخبار غير صحيحة،” مضيفًا أنه “كثيراً ما تتعمد وسائل الأنباء العالمية نشر معلومات مضللة عن جنوب السودان”.
وأشار، إلى أن القوات الأوغندية الوحيدة المتواجدة في أراضي جنوب السودان، تابعة لقوات أفريكوم (قوات مشتركة من جنوب السودان، وأوغندا، وكينيا على الحدود بين هذه الدول لحماية أمنها).
إلى ذلك، أكدت حكومة جنوب السودان أنها على استعداد للحوار مع مشار “بدون شروط” مسبقة من أجل وقف أعمال العنف التي تضرب البلاد ، وقالت الحكومة في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) “نحن على استعداد للحوار مع جميع المتمردين، ومنهم مشار، بدون شروط”.
ويسعى الوسطاء الأفارقة إلى لقاء الفرقاء في جمهورية جنوب السودان قبل المغادرة إلى أديس أبابا، وقال وزير خارجية جنوب السودان برنابا بنجامين إن حكومته منحت الضوء الأخضر للقاء خصوم سلفاكير بمن فيهم نائبه السابق مشار وحلفاؤه.