البشير يزور جوبا الثلاثاء المقبل بدعوة من سلفاكير للتباحث بشأن ابيي
الخرطوم 18 أكتوبر 2013 ـ توقعت مصادر رسمية في جنوب السودان ان يصل الرئيس عمر البشير إلى جوبا الثلاثاء المقبل للتباحث بشأن منطقة ابيي المتنازع عليها بين البلدين ،وقالت المصادر بحسب تقارير إعلامية إن الزيارة المتوقعة تجئ بدعوة من رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير مياديت.
وقالت قناة الشروق أن رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وجه دعوة إلى الرئيس السوداني عمر البشير لزيارة جوبا والتباحث حول موضوع أبيي يوم الثلاثاء المقبل. وقالت جوبا إنها سلمت الاتحاد الأفريقي طلباً بعقد قمة استثنائية بشأن الاستفتاء الخاص بأبيي المتنازع عليها بين البلدين.
و قال وزير الاعلام بجنوب السودان جنوب مايكل ماكوي ليوث ، في تصريحات له بجوبا الخميس ان الجمود بشأن أبيي أدى إلى عرقلة تحسين العلاقات بين البلدين الجارين ،وشدد الوزير على ضرورة ان يجد البلدان حلاً للازمة الماثلة .
وأكد سفير دولة جنوب السودان لدى الخرطوم، ميان دوت، أن الزيارة ستتم في موعدها، بالرغم من وجود البشير حالياً في الاراضي المقدسة ،لاداء فريضة الحج .
وقال دوت في تصريحات نقلتها الصحافة المحلية الصادرة الخميس، إن أجندة قمة البشير وسلفاكيرستناقش قضية (ابيي) في أعقاب قرار الاتحاد الإفريقي بعدم قيام استفتاء ابيي من جانب واحد.
وأضاف: إنه ستتم متابعة نتائج توصيات قمة البشير سلفاكير التي عقدت في الخرطوم، وماتم فيها من خطوات تنفيذية على أرض الواقع، ومتابعة الخطوات التي تمت بشأن التنفيذ الشامل والكامل لاتفاق التعاون المشترك بين الدولتين، ومسار عمل اللجان المشتركة على المستويين الفني والوزاري.
كذلك سيتم الاتفاق على سبل ترقية وتطوير العلاقات والدفع بالنواحي الإيجابية فيها، خاصة ما يتعلق باعتماد نهج الحوار والطرق السلمية لحل كافة القضايا العالقة وتنسيق التعاون في المحافل الإقليمية والدولية وتسريع عمليات تحقيق التطبيع الكامل للعلاقات بصورة عملية على أرض الواقع.
وجدد سفير جنوب السودان استعداد بلاده الآن وأكثر من أي وقت مضى لفتح المعابر الحدودية للتبادل التجاري، وقال إنه خلال أسبوعين من الآن سيتم فتح المعابر بصورة رسمية لتحقيق التواصل بين شعبي الدولتين وانسياب التجارة وتبادل المنافع وضبط الحدود وتأمينها وتحويلها لمناطق لتبادل المنافع.
وأضاف: إن الخرطوم وجوبا تعملان بجدية كاملة ورغبة صادقة لطي كافة الخلافات بينهما واللجان المشتركة تحقق تقدما ايجابيا كبيرا في هذا الخصوص
وقال وزير خارجية جنوب السودان، برنابا بنجامين، إن بلاده تنتظر موعداً جديداً يحدده الاتحاد الأفريقي بشأن إجراء الاستفتاء، مضيفاً أن الوقت المحدد للاستفتاء آخذ في النفاد.
ونقل التلفزيون الإثيوبي، الأربعاء، عن برنابا قوله إنه تم تسليم هذا الطلب إلى رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، نكوساز دلاميني زوما، خلال القمة التي عُقدت أخيراً.
وكان مجلس الأمن والسلم الأفريقي وافق العام الماضي على مقترح رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى، ثامبو أمبيكي، بإقامة استفتاء أبيي في أكتوبر الحالي بمشاركة عشائر دينكا نقوك التسع، لكن السودان رفض المقترح لأن إقامته بمعزل عن المسيرية يعيد البلدين إلى مربع الحرب.
وحسب نائب رئيس اللجنة الإشرافية المشتركة لأبيي من جانب جنوب السودان، دينق مادِينق، فإن المذكرة تناولت ثلاثة محاور رئيسة ومهمة. وأوضح أن المذكرة طالبت بأن يقرر الاتحاد الأفريقي ما إذا كان يصادق على مقترح قيام استفتاء في أبيي.
وقال لـ”سودان راديو سيرفس”، يوم الخميس، “كتبنا للاتحاد الأفريقي بشأن ثلاثة أشياء، أولاً للمصادقة على الوضع النهائي حول مقترح استفتاء أبيي في الاجتماع، ثانياً لوضع أجندة الاستفتاء في الاجتماع، ثالثاً أن يقرروا إذا ما كانوا يصادقون على المقترح الخاص بالاتحاد الإفريقي، ومن ثم إرساله إلى مجلس الأمن الدولي”.
في سياق متصل، أوقف جنوب السودان، يوم الأربعاء، بث حملة تعبوية في التلفزيون والإذاعة لإقامة استفتاء أبيي للحد من التوتر القائم هناك.
وقال وزير الإعلام، مايكل ما كوي، “أوقفت إجراءات الحملة الإعلامية، لأنها تحتاج إلى مزيدمن التنظيم”.
وأنهي رئيس دولة جنوب السودان خلال أغسطس قدم خلالها مجموعة من القرابين لتحسين علاقة بلاده والسودان ، إبتدرها في المطار بإنحناء مفاجئ ومؤثر أمام العلم السوداني ، وختمها بإعلاته أن جوبا وافقت على مقترحات الإتحاد الأفريقي بشأن ابيي لكنها في انتظار الخرطوم لحل الأزمة حنى ينعم مواطني ابيي بحقوق المواطنة .
وإنحنى رئيس جنوب السودان على نحو مفاجئ ومؤثر أمام العلم السوداني، لدى تفقده حرس الشرف، ما اضطر الرئيس السوداني عمر البشير لانتظاره ومواصلة المراسم، في ثاني زيارة له إلى السودان بعد انفصال الجنوب في يوليو 2011م.
وبحسب البروتكول فإن البشير قاد سلفاكير إلى البساط الأحمر لتفقد حرس الشرف بلباسهم المميز، وكان الرئيس الجنوبي هو الأقرب إلى صف الحراس، وعند وصوله الى قائد الصف الذي كان يحمل العلم، سارع الى الانحناء مظهراً إحترمه للعلم الذي عمل تحته خدمته عقوداً قبل انفصال جنوب السودان.
ويبدو أن سلفاكير رمى الى إيصال عدد من الرسائل ، التي يمكن أن تذيب جليد العلاقات بين الخرطوم وجوبا، التي كان طابعها التوتر الذى وصل أحياناً الى درجة .
وصدح السودان وجنوب السودان خلال تلك الزيارة بفتح صفحة جديدة في علاقات البلدين ، وتنفيذ واحترام اتفاق التعاون الموقع بين الخرطوم وجوبا في اديس أبابا سبتمبر 2012 وتعهد الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت بعدم دعم وإيواء المتمردين وفتح الحدود امام حركة التجارة والمواطنين بالاضافة.