بيان المكتب السياسي لحزب الأمة القومي بشأن المظاهرات

حزب الأمة القومي

المكتب السياسي

بيان مهم

اجتمع المكتب السياسي لحزب الأمة القومي اجتماعه الشهري الدوري مساء اليوم واستعرض عدداً من القضايا المهمة ورأى مخاطبة الرأي العام بالتالي:

أولاً: يكرر الحزب إدانة العنف الدموي في قمع الحراك الجماهيري المشروع، ويكرر الدعوة لتكوين لجنة تحقيق مستقلة ذات مصداقية ليست من عضوية المؤتمر الوطني ولا الأجهزة المتهمة، اقترحها الحزب لتبيين الحقائق حول الأحداث ومساءلة القائمين عليها، ويقول إنه في حالة التراخي في تكوينها أو تكوينها بشكل معيب فإن الحزب سوف يسعى لتحويل القضية للأمم المتحدة مؤكداً أنه لن يقبل أن تذهب دماء المواطنين الأبرياء الذين قتلوا هدراً.

ثانياً: استعرض الحزب الزيادات التي شملت إضافة لزيادات المحروقات المعلنة، زيادات أخرى كثيرة غير معلنة طالت الجمارك (بنسب عالية جداً) والدولار الجمركي بنسبة (30%) والقيمة المضافة (13%) وضريبة الدخل (50%)، كما فرضت رسوم تنمية (13%) ورسوم إنتاج (10%) جديدة. مما سوف يرفع نسب التضخم والأسعار ويحيل حياة السواد الأعظم من الشعب السوداني إلى جحيم:

1. قبل هذه الزيادة كانت غالبية الشعب السوداني تكابد في توفير ضرورات الحياة، طالت نسبة الفقر حوالى نصف الشعب السوداني منذ عام (2009) وفقاً للتقديرات الرسمية. وإذا وضعنا في الحسبان معدل تضخم يقارب 50% على مدى ثلاث سنوات، نجد أن الفقر أو الفقر المدقع طال الغالبية الساحقة.

2. بحسب التقديرات فإن هذه الزيادات ستؤدى لارتفاع أسعار كل السلع والخدمات بما نسبته 85% أو أكثر، ولن تسعف الناس زيادة 150 جنيهاً لموظفي القطاع العام ولا رفع الحد الأدنى للأجور (425 جنيهاً).

3. ما تذكره الحكومة عن أن جزءاً من إيراد الزيادات سينفق على الفقر، كلام للاستهلاك السياسي:

أ‌. موازنة العام الجاري بها عجز 30%، فستوجه الموارد الجديدة لتغطية العجز. كما أن الزيادات لن يتحقق منها كلها إيراد إضافى، لأن الأنشطة ستنكمش.

ب‌. السودان من أقل الدول الأفريقية إنفاقا على الفقر، فحسب تقديرات صندوق النقد الدولي ووزارة المالية لعام 2002م (عام البترول)، أنفق السودان لصالح الفقر 9% من الإنفاق العام، بينما يبلغ متوسط الدول الأفريقية 27% ( بنين تنفق 29% وأثيوبيا 43% وتنزانيا 48% ويوغندا 54%).

4. هذه الزيادات سيتضرر منها الإنتاج ضرراً كبيراً، خصوصاً الموسم الزراعي. لأن التكاليف سترتفع بشكل كبير والناس مقبلون على موسم الحصاد.

ثالثاُ: يكرر حزب الأمة أنه لا مناص من التراجع عن القرارات المعيبة الأخيرة. وأن الحل هو في نظام جديد يشكل حاضناً سياسياً ملائماً لنظام اقتصادي يعيد توزيع الموارد بشكل سليم يحقق دولة الرعاية الاجتماعية، ويوقف الصرف على الحرب ويحقق السلام، ويوقف الصرف السيادي والأمني المتضخمين بشراء الولاءات وضرب الخصوم، والصرف على الآلة الإدارية المترهلة في الولايات الـ17 لصالح ست ولايات كبرى، وقطع دابر الفساد والمفسدين، مع عقد مؤتمر اقتصادي قومي لتحديد السياسات الاقتصادية البديلة على المستويين الكلي والجزئي.

رابعاً: إن ما يراه النظام سيطرة على الحراك الجماهيري الأخير وهمٌ، إنها تهدئة مؤقتة فرضها بقوة الحديد والنار، ولكن سرعانما يخرج الشارع على السيطرة، وإذا استمر النظام في سياسات العناد والانفراد الحالية فإن الهبة الشعبية العارمة قاب قوسين أو أدنى. ولا زالت أمام النظام الفرصة التاريخية بإجراء التحول للنظام الجديد على غرار كوديسا جنوب أفريقيا عبر مؤتمر جامع لا يقصي أحداً ولا يسيطر عليه أحد، وهو تحوّل صارت تدعو إليه قيادات بارزة في صفوفه، وهو تحوّل يحول بين النظام وبين المزيد من إراقة دماء السودانيين الذين اعترف بعض قادته علناً بسفك دمائهم لأتفه الأسباب، أما آن أوان توبته؟ إننا لا زلنا ندعو الحكومة لذلك الحل حرصاً على بلاد هشة الوضع يتماسك أبناؤها الحزز ونقول لهم سوف يحفظ لكم الشعب هذه المأثرة إذا رحلتم، فارحلوا، وإن لم تفعلوا اليوم فسيكون غداً لا بيدكم، ومهما غلت الأثمان.

خامساً: إن حزبنا مستمر في تحقيق الإجماع حول النظام البديل باعتبار تلك الخطوة الأهم المرجوة في الوقت الراهن لتفعيل الحراك الجماهيري نحو الانتفاضة الوشيكة، اتعاظاً من تجارب الربيع العربي، وبالحكمة “من دخل في أمرٍ بلا بصيرة خرج منه بلا بصيرة”، وهو يعرض على كافة القوى الحية في المجتمع الآن (ميثاق النظام الجديد). وهو على اتصال بقوى المعارضة الحية داخل السودان وخارجه، وسوف ينظم في 21 أكتوبر الجاري احتفالاً نوعياً بثورة الشعب المجيدة في “دار الأمة”، يصحبه معرضٌ يعكس انتهاكات النظام على مدى الـ24 عاماً، يكون الاحتفال حلقة من حلقات الالتقاء والإجماع القومي حول الميثاق.

سادساً: يكرر الحزب النداء للسلام والمناداة بأولويته، وأن يكون شاملا لا جزئيا، قومياً لا ثنائياً، يقوم به مجلس قومي للسلام يشترك فيه الجميع، كنا اقترحنا إعلان مباديء للسلام من عشر نقاط كأساس للنقاش فيه. وحول موضوع أبيي يؤيد الحزب ما ذهب إليه مجلس السلم والأمن الأفريقي من رفض الاستفتاء من جانب واحد، ويكرر حزبنا مقترحه في هذا الصدد وهو تكوين مفوضية حكماء حددنا طريقة تكوينها، تترك لها الموضوعات الخلافية من ضمنها قضية أبيي.

كما اطلع الحزب على التغيير النوعي للوضع في دارفور من تفاقم للخطر الأمني وغياب للدولة، ويكرر نيته عقد ورشة عمل لبحث الحلول، وإلى حين عقدها سيقوم الحزب بإجراء مخاطبات عاجلة لتنظيمات الحزب الولائية هناك.
سابعاً: اطلع المكتب السياسي على الأحداث التي جرت بدار الأمة ظهر اليوم حيث حاولت قوات جهاز الأمن منع برنامج نظمته شبكة الصحفيين تضامنا مع حرية الإعلام، كما حاول بعض منسوبي الجهاز منع رئيسة المكتب السياسي من دخول الدار، وكرر إدانته لمصادرة الحريات العامة، ومناداته بغل يد الأمن وتعديل قانونه المعيب المناقض لدستور النظام نفسه، وكل القوانين المقيدة للحريات.

والله ولي التوفيق،،

دار الأمة
أم درمان مساء الاثنين 7 أكتوبر 2013م

__._,_.___